الأخضر بركة - حُمّى الكلاليب.. شعر

قبضةُ اليدِ على كُلاّب
لا تخلو من متعةٍ
تُقْلِقُ المسامير

***

ثلاثين سنة
أحاول خلع المعاني القديمة
من بطون الكلمات
بكلاّبةِ الشّعر.

***

مرّةً
حاولتُ خلع مسمار خشنٍ
يعرقلُ حركة باب المنزل،
فاستعصى.
بعد العَرِق
وبعض الشتائم والسبّ
تمّ سحبهُ،
فتنفّستِ العتبةُ الصُّعَدَاء

***

بعض الهواجس في الجمجمة
يصعب خلعُها
فتضطرّ إلى قطع رؤوسها
ودفعها عميقا بمطرقة النسيان
في لحم الغياب.

***

لا تثق في خشبةٍ
لِيفُها لا يصلح لمسمار،
-قال النّجار يوصي مساعدَه،
لا تثق في مسمارٍ
وُلد بلا رأس، أو برأس أعوج.
لا تثق في مطرقةٍ
ثِقْلُها يفلتُ من قبضة اليد
لا تثقْ في يدٍ
لا يتحكّم فيها دماغ
لا تثق في دماغٍ
لا يؤمن بكلاّبة الخلع.

***

ثمّة أنظمة
ليست أكثر من مساميرَ
صدئةٍ تعيق انفتاح النوافذ،
ثمّة ثوراتٌ
لها شهوة كلاليب

***

لا تدري
وأنت تسحب مسمارا هرما
من خشبة قديمة
أيّهما يئنّ أكثر.

***

بعض الذكريات الأليمة
في لوحة النّفس،
قد تحجبها اللامبالاة قليلا
لكنّها لا تكفّ عن الوخز في السرّ
لربّما
يقتضي خلعُها
حفرا بإزميل.

***

هيهات
محاولةُ الحفاظِ على خشبة الوعي
صافيةً،
بمنأى
عن مسامير النسقِ ومطارقِه.

***

النزاعُ
بين مسامير القناعات
وكلاليب الرغبة في التحرّر
لم يتوقّف يوما.

***

للكتابة أيضا
كلاليبُها القلقة
للواقع أيضا
مساميره المغروزة
عميقا
في عظام النّاس.

***

الخوفُ
من طبيب أسنانٍ
يشبه خوف السياسي الهرم
من معارضةٍ
تلوّحُ له بكلاّبٍ

***

يمكنكَ،
حين يفقدُ كرسيٌّ
إحساسَهُ بثقلِ الجالس عليه،
أن تصغي
لخلخة المفاصل من تحت،
لعلّ المسامير التي برتبةِ بَرَاغٍ
بدأ يسكُنها
صدأُ الرحيل

***

ثمّةَ كلاليبُ ديدنها العضّ
كلاليبُ تهرولُ خلفكَ
مثل كوابيس كافكا
أو يسيل منها لعاب الضّباع:

***

كلاّبةُ اليأس
كلاّبةُ الخوف،
كلاّبةُ الفقر
كلاّبة الوقت،
كلاّبةُ الحبّ
كلاّبةُ السجن
كلاّبة الميتافيزيقا
كلاّبةٌ
لعجلة مركبة حياتك
حين تركنها في المكان الخطأ.
كلاّبةٌ بفكّي كلْب الصّيد
كلاّبةٌ بفكّي تمساح
كلاّبة بفكيّ دَيْنٍ يتجاوز العمر،
كلاّبة بفكّي أيديولوجيا،
بفكيّ هبوطٍ اضطراريّ ٍعلى كوكب الأرض،
بفكّي ضريبةِ أن تكون موجوداً،
أو بفكيِّ بطاقة هويّة.

15/08/2018

الأخضر بركة
  • Like
التفاعلات: صادق خيرة

تعليقات

أعلى