عزة سلطان - أن تحبي رجلًا متزوجًا

هذا البريق المتسرب من روحك يُغري النساء من حولي، كثيرات منهن يرتبكن لدي مرورك بنظراتهن، تبدو مثل شعاع ضوء منفلت من نجم مرّ للتو، حضورك الزاهي ينسجم مع الألوان وأنا كامرأة وحيدة تعلمت أن أتبع الدفء، فلماذا يحتفظ الرجال بالدفء والألق؟

يخبئ الرجال شموس زوجاتهن في الجيوب الداخلية للقلب، فيشرق كل زوج مشفوعًا ببريق لامرأة خبت في بيت بعيد، لا تمتلك مساحات للبوح، لأن مجتمعًا كبيرًا رأي أن عليها أن تلزم بيتها، وفراش زوج سوف يوجه بريقه نحو أُخريات.

الارتباك البادي في نظراتي هي محاولات للبحث عن الشجاعة، تبدو نظراتي نحوك نوعًا من التلصص، لعله من العذاب أن أعرف أنك متزوج من أخري، لماذا يبدو الرجال المتزوجين بهذأ الألق، مثل فاكهة محرمة، كتفاحة تنظر لها حواء في الجنة وتخشي أن تلمسها.

أرتبك حين أمر برجل متزوج، فحين يتزوج الرجل يهب قلبه –إلي حين- لامرأته، لكن الاعتياد يأخذ من الشغف، يمارس سطوة علي الحب فيبُهت، يظهر الرجل كشجرة ذابلة، لا أعرف كيف يظهر هذا الثقب المنبعث منه الضوء بداخله، تبرق عينيه بشكل مختلف، وأنا أُفكر في امرأته، تلك التي تُمارس الاعتياد في منزل مكون من عِدة غرف، وتنتظره علي العشاء، ترتب له الفراش، وربما تنام في أحضانه.

الحبُ محوره الامتلاك، كيف تُحب وتقبل بالقسمة؟ الأحاديث المثالية عن قبول الآخر، وحق امرأة أخري فى عناق ليلي، وعلاقة حميمية متباعدة الزمن أو متقاربة، تلك الأحاديث هي محض تصورات نظرية عن رجل بعيد، لم تطاله امرأة بعد.

نعم أرتبك حين تأخذني عينيك لتلك المساحة من الشغف، لهذه الرغبة المحمومة في ملامسة يديك، وفي حضن رجل يمتلك من خبرة الحميمية ما يمكن اعتماده علنيًا، تستنزف عقلي الأفكار حين تمر .. فى التعرف علي رجل يعطيني نصف عقله، ونصف قلبه، وربع وقته، الارتباك مقابل لانعدام الثقة، لا أثق بقدراتي كامرأة تُصارع أخري مجهولة، أخري لها البيت، وحقها في أن تُفتش هاتفك، وحافظة نقودك بينما أنت تغض الطرف عن تلك الممارسات، ولا توضح انزعاجك باقتحام خصوصياتك، أنت تُفرغ روحك من الاتهامات المسبقة بالخيانة.

كلمة الخيانة لفظ مطاط للغاية، هو لفظ مرتبط بالملكية التامة، أن تملك الآخر في كل شيء، وأن لا يحق لأحد أن يأخذه منك، فهل إذا اخترقت روحك امرأة فهل أنت تخون زوجتك؟ أم ان المرأة القادمة من الخارج هي الخائنة؟

دعنا لا نُقر بلفظ الخيانة، فهو مصطلح غير دقيق، فهي لا تملكك، وأنت لا تملكها، بينما يربطكم عقدًا بالتعايش السلمي المؤقت، حتي يمكنكم غلق الباب دون نظرات لاذعة من الأهل أو الجيران، دعنا نُبعد تلك الكلمة سيئة السُمعة، فالمحبة لا يمكن أن تُشير إلي سوء.

ورغم ذلك فلا أعرف كيف لامرأة أن تملك قدرًا عظيمًا من الشجاعة، حتي تفكر أن تُشارك صديقتها في زوجها، أن تسرق لحظات الود من قلبه، وتساعد علي تمدد الاعتياد، فيرفع الملل سطوته داخل البيت، فتكون هي الرابحة، بينما هي تأخذه لعوالم من البهجة والاعتناء.

حين أسمع بحكايات عن نساء استولين علي أزواج صديقاتهن، أزداد رعبًا، تخور شجاعتي، لا أحتمل شك امرأة، ولا أحتمل أن تبكي وهي تري زوجها يُشرق في وجه امرأة أخري.

أمتلك ارتباك كل تلك النساء أُخزنه في طيفي فحين يلقاك يخجل من أن يصرح بالمحبة، أحتاج شجاعة ملؤها البحر، ومداها سموات بزرقة بحر لم تلوثه النفايات.

حين يكون الرجل متزوجًا، يصير عطره حبلًا سريًا يجذب المتعطشات للغرام، تتحول نظراته لمصيدة تجمع ضعاف القلوب، بينما المرأة تبحث عن الامتلاك، تخطط للحصول على كل الوقت، وكل الحب، وكل الرجل، تهاتفه في المساء، وعليه أن يتحمل نظرات الترقب في عين زوجته، تلك التي غلفها الملل وارتدت مريلة المطبخ بروائحه الدافعة للسمنة، فهل ثمة علاقة بين الرجيم ورجل يبحث عن امرأة خارج منزله؟

حين أُفكر بك، أُفكر بان رجلًا لا يملك كل شيء، لكنه يرغب بامتلاكي، وأرغب فى تعلم الأنانية حتي أليق بصفة عشيقة، أو خائنة.

سوف يبدو بريق روحك آخاذًا، وكأنك أشرقت للتو في روحي.. الارتباك الذي يبدو علي ملامحي هي تلك المحاولات التي افتش فيها عن الشجاعة كي أنظر في عينيك.

أُفكر في كتاباتي عنك، في هذا الشوق الذي أخلق منه جملًا حتي تسرد خيالات المساء، وأحلام اليقظة بينما أن تُغلق الباب، وتُسجل بصمات شفاهك علي راحتي، حين تتصاعد أحلام اليقظة، أتذكر نصيبك من إعلان المحبة، وخفوتك النظري، وبُعدك لأيام وليال، أُفكر بك و أُحبُ أن تكتبٌ عني، عن تيار الوحشة الذي يسري كالخدر في روحي، عن تلك الرعشة في أوصالي حين تمر بخاطري
أحتاجُ لأن تهمس لي بحروفك، في ليل طال بوحدتي، ترسم نجوم تضوي حين يغيب القمر فى نومك، أحتاجُ لأن تنقش شمسًا تشرق بعيوني حين أشتاق إليك وأنت منزوي في عملك.
أُحبُ أن تتذكرني وأنت تحكي عنك، قف لثوانٍ وتذكر امرأة تجلس أمام التلفاز تغزل من الصمت ثوب يستر عري البعد.
أُحب أن تكتبُ عني أني احتفظت بلمسة يدك لأيام طويلة قبل أن أودعها بقلبي، لتربت عليّ في زمن الحزن، أني عبأت رئتي بصوتك، فصرت أسمعك طالما أتنفس.
أُحبُ أن تكتب عني، أو تكتب لي حين أشتاق إليك، وأنا أُغمض عيني عن امرأة أخرى تحتكر الوقت الروح، وتُسجل في الأوراق الرسمية كامتداد لك.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى