من حوار أداره الشاعر الصحفي نور الدين بن الطيب مع محمد عمار شعابنية

س: إقامتك في المتلوي هل حرمتك من الانتشار عربيا ؟، لا للانتشار فقط بل لإبداع أكبر

ج: أعترف بأن إقامتي في المتلوي قد أضاعت عليّ العديد من الفرص لا للانتشار فقط بل للإبداع أكثر .فإذا كانت ظروف شغلي في مجال التنشيط الثقافي تختلس من وقتي يوميا ما يجعلني أخطط لبرامج وتظاهرات ثقافية وفكرية وأعمل على ضمان توفر المتطلبات المادية والتنظيمية لتنفيذ فقراتها ،فإن كل ذلك يحرمني أياما وأسابيع من التفكير في كتابة بيت شعر واحد ومن عدم القدرة على تسجيل ما خامر ذهني من أفكار إلى أن تتلاشى وربما ينقلها شيطان الشعر إلى شاعر غيري.. وإذا كانت الكتابة لا تعوّل على استعدادات مديري دور الثقافة من أمثالي لتقبلها بشراسة واحتفاء فوري، فإن بعدي عن العاصمة حرمني من التواجد المستمر بفضاءاتها وبالقرب من المراكز الثقافية الأجنبية بها لربط علاقات بوسائل الإعلام والاحتكاك بالوفود الأدبية الزائرة من هذا القطر أو ذاك لإهداء مجموعة شعرية إلى هذا أو قراءة قصيدة على مسامع ذاك أو تسليم بطاقة عناوين إلى آخر أو كتابة مقال عن غيرهم عسى أن يفضي السعي إلى ترسيخ فكرة أو ضمان دعوة للمشاركة في تظاهرة شعرية.
أما ما هو أنكى وأدهى فيكمن في محاولات التغييب عن قصد من بعض الشعراء و الكتاب المتواجدين بالعاصمة أو ما جاورها من خلال تناسي زملائهم في الجهات النائية وعدم ذكرهم أو التذكير بهم إلى أن يتوقف البعض منهم عن الكلام المباح ويشعر البعض الآخر بالغبن إزاء ما يحدث وهو يسأل نفسه سرا( على من تقرأ زابورك يا داوود ؟).. لذلك فإن تعدد انتشار المهرجانات والملتقيات الشعرية بأنحاء كثيرة من البلاد قد غيّر الصورة إلى حد ما وأمسك بقوسين من أقواس المقود لتصبح الجهات محجات شعرية وتشهد على الجيّد وعلى الرديء من الكلام .. كما أن لوسائل الاتصال الحديثة دورا في تحقيق الانتشار للأفضل بدون وساطات أو مغالطات إعلامية قد تكون مأجورة .. ولعلي قد بدأت أستفيد منها إلى حد ما ولو بعد وقت متأخر.

- لقاء مع ـجريدة الشروق 22 فيفري2007 ـ ص 8

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى