بوعلام دخيسي - أجملُ مِن صورتِها

أجملُ مِن صورتِها
فاتنتي السمراءْ
أعذبُ فرحتُها المنشورةُ في خدَّيْها
مِن بسمِتها
المفترضَهْ.
أجملُ مِن نظرتِها الهادئةِ المرقونةِ
نظرتُها الثائرةُ
المنثورةُ في عينيْها
وحواجبُها المنتفِضهْ.
أجملُ منها هِيَ في شِعري،
كقصيدة نثرٍ
فاتِنتي
لا يَفهم مَدخلَها إلا مَن قرَّرَ
ألاّ يُمسك حين صعودِ المعنى
بقُطوفٍ البحرِ
وأغصانِ الكلماتِ،
لفاتنتي
أكثرُ مِن معنى،
لا تُتعِبْ حرفَك في عَدِّ مفاتنها
لا حرفَ يليق بمعجزةٍ
لا حُكْمَ لساحرة
فاقتْ بالحسن فنون القولِ
وقد خاب قُبَيْلكَ
مفتونٌ بالرسم
وقبلَ المفتون
خبيرٌ بعلوم الكفِّ
وسِحر الكفِّينِ.
ستُمنَعُ عند دخولك،
لا تنظرْ تاريخ جوازك
لمْ ينفَدْ بعدُ
ولكن نفَدَتْ
في فمكَ الأسماءْ.
لا تُتعبْ عِطر الصبح
وأصواتَ الطيرِ
وغِيدَ الموجِ
ولا تكتبْ شيئا..
مزِّقْ أشعاركَ
إلا موضع نقْرٍ في الإهداءْ،
وحَذاَرِ الأخطاءْ.
لا تسرِعْ في الوصف
فعجزُكَ أفضلُ
واسترسلْ في قولكَ:
"لا أقدِرُ"
حتماً، ستُقـَـدِّرُ لاءكَ
فاتنةٌ
تفهمُ ما لا يكتبْهُ الشعراءْ
لا تحزنْ
هيَ تتقنُ عِلْمَ الأحزانِ
فأجِّلْ حُزنكَ
للأحسنْ.
حاولْ أن تنظر في عينيها أكثرَ،
واقرأْ ما لمْ تَقرأ من قبلُ
وصاحِبْ أهلَ الصُّفَّةِ
أولي الحسمِ
وعُدْ لتحاولَ
كالفوتغرافيِّ،
فقدْ تلتقطُ الصورة في واحدةٍ
وتصيرُ الأشهرْ.
وتأكدْ من عدساتِ حروفكَ
نظـِّـفـْها
وتهيَّأ لِلحْظَةِ،
قد تُخطئُ
لكنكَ لن تخسرْ.
وستفلح ما لم تُفْتَنْ بقصيدتها،
فاحرصْ أن تُخلصَ في عَطشٍ
ـ قلتَ
أصابكَ ـ
كي تُخلصَ في شُرب الماءْ..
..
وتجرَّدْ للفاتنة السمراءْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى