ترجمة قصيدة " أعترف " لنيالاو حسن أيول إلى الكردية مع التقديم لابراهيم محمود

أرجع مرة أخرى إلى قصيدة جديدة للشاعرة العنبرية السودانية نيالاو حسن أيول، وهي " أعترف!! "، وما في العنوان وصيغة التعجب المزدوجة من لفت النظر، أعني ما يكونه اعتراف المرأة في مجتمع بالكاد يسمح لها أن تسمِع الآخر صوتها عملياً، أن تتكلم على الملأ دون أن تخشى لومة لائم، وبوصفها كينونة مغايرة للرجل. والاعتراف هو الحد الأقصى تخومياً لذات المرء فيما يكونه، وهو يحيله إلى كلمات، أو يظهِره للآخر، رغم بعده اللاهوتي، لكن الاعتراف هنا يتعدى الكنسي والديني عموماً، وإن كان ينطوي في معاناة محفّزة على ظهوره وتسطيره على إحالة اجتماعية إليه،وذلك المسعى القابض على الجنسانية وقد تحررت من سلطة الذكورة.
أن أترجم هذه القصيدة، والمنشورة حديثاً في موقع " Sudan voices "، وبتاريخ 28 نيسان 2018، فهو تعبير آخر على متعة روحية لهذا الاعتراف، وإضاءة لميكانيزم القوة الذاتية فيها، وما فيها من تحد للآخر: الذكر، وأخطبوطيته وتخريبه لوسطه وللعالم، وولعه بالحرب، فالحرب، مثلاً، وإن كانت " مؤنثاً " لغوياً، لكنها فعل ذكوري بامتياز، لتكون " حرب " نيالاو حسن أيول مضادة، حرباً على حرب الرجل المهووس بسلطة الاستحواث على كل ما عداه.
في ترجمة " أعتراف " وبوحية الأداء، ووضوح " أنا " الخطاب الشعري، إلى الكردية، خطوة أخرى، بالنسبة إلي في التقرب من عالم الآخر الداخلي، بغض النظر عن لونه وجنسه وموقعه، وحسبه ونسبه .
يرد النص الشعري لنيالاو، وهو قصير، إنما نمير وخطير معاً، بالكردية، ومن ثم كما هو عربياً لمن يريد المقارنة .

Mukurtêm…
Ev xwesteka mine: Nivîsandina helbestan,
Li ser kompiyoter ê,
Xwezayî, dirindî û bê ber e
Û ez li kolanên guleyan dimeşim,
Û helbestan li ser şer dinivîsim,
Û di qulên sor
Di qoqên leşkeran de diveşêrim
(Çiko xwîn bi kêrî mabûna kurt nayê )
Li pişt xwe dizîvirim daku li riwê gerdûnê binêrim
Nêrîna seyên kevn li hestiyên genî,
Sirûştiya pêşbînî li nig min tune ye
An destdariyek ji hilînandina zingarê ji dara roniyê.
Helbestan dinivîsim daku kefa xwestekê li ser lêva xwe serkut bikim
û bo parastina destê min ji qêrîna vekuhestinan û sewlên bahozê
û domahîkê dema bena jiyana min dibînin
hûnê min bibînin şildibim bê gotin!!


أعترف…..
هذه هوايتي: كتابة القصائد،
على الكمبيوتر،
بدائية، متوحشة وغير مجدية
وأمشي في شوارع الرصاص،
وأكتب قصائد عن الحرب ،
وأخبئبها في الثقوب الحمراء
في جماجم الجنود
( لأن الدم لا يصلح للإقامة القصيرة)
ألتفتُ للوراء لأنظر لوجه الكون
نظرة الكلاب القديمة للعظام النتنة،
ليس لدي موهبة النبوءة
أو سلطة لإزالة الصدأ من شجرة الضوء.
أكتب القصائد لاتجاهل رغوة الرغبة على شفتي
ولحماية يدي من صرخة الأستعارات ومجاديف الريح
و أخيراً حين تشاهدون شريط حياتي
ستجدوني أرشح بدون كلمات!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى