ياسين حكان - المدرسة المغربية.. إلى أين ؟

بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، الكل يزف رسائل ومشاعر سلبية تجاه المدرسة، وتجاه المقررات الدراسية، رغم ما ظهر في هذه اﻷخيرة من عجائب وغرائب، كإدراج الدارجة في المقررات الدراسية، لكن ليس هذا هو الحل، أن نلعن المدرسة، فالمدرسة هي التي جعلتنا نقرأ، ﻷن آبائنا لم يقرأوا ولم يدرسوا، هي التي منحتنا كذلك اﻷرضية للانطلاق في اكتساب المعرفة، وصرنا إلى ما نحن عليه، أما بخصوص إدراج اللغة العامية أو الدارجة قد يكون خيارا غير مناسبا في هذه الفترة بالذات، ﻷن فلذات كبدنا لا يقرأون وغير متمكنون من اللغة، وقد يربط البعض هذا الخيار بخيار "تمغرابيت" وأننا بتلك الطريقة نقترب من الواقع المعاش والمتداول للشعب المغربي، إن كان اﻷمر كذلك، فلماذا لا تدرج الوزارة الوصية مادة جديدة نسميها "الثقافة المغربية أو الشعبية" في مقرراتنا الدراسية ؟، عوض ذلك التمييع، وهو ما يسبب تهجين اللغة العربية، في هذه الحالة، سينشأ لدينا جيل غير قادر على تمييز بين لغتين مختلفتين شكلا ومضمونا، وقد يساهم في إحداث شرخ ثقافي كبير في هوية المثقف المغربي، وسنرى أشباه المثقفين، وأرباع المثقفين، وأنصاف المثقفين، وفي اﻷخير سنحصل على نتائج غير مرضية، وعندها نلعن حظنا العاثر، وسنحصد ثمار ما زرعناه، وتتضح الصورة ويظهر لنا الطفل المغربي في حلة جديدة، ذو شكل براق ومضمون فارغ، وعندها نشهد ولادة المثقف الهجين.

#الكوتش ياسين حكان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى