علي الشرقاوي - رئة البحر.. شعر

كخيال القطرات الأنثى
يروي جذع القول بعاطفة البرق
كالجدات المشتعلات بثلج الداخل
يصعدن على تجعيدة ذاكرةٍ
لا تشبه غير عراجين الصمت
كجذر الشبق الكوني الصاهد بالرؤيا
ونيازك طفل الحرف
إليك أجئ
لاحني خمسين شتاءاً
في صيف كلامك
يا جسد الموجة يقتحم ألما ورد
يا صدر البحرة شرّعه اليابس
يا الفاضل
روحك حنكة نخلٍ يحترف الإخلاص
وقلبي فرضة اغنية لحنّها الجن
إليك من الشوق أجيء
شراعي أفق العشب الاول
مجدافي قاموس النيران
أجيئك من مشكاة الداخل يا رئة اللغز
هل تلمس تعتعة الألم الراكض في قمح الريح ؟
يدٌ
تحتضن اللغة المنسلة من جذع الضوء
تجاهر بالمسكوت عليه وتبذره في حقل الماء
يدٌ
تهدم وقتاً مات بمائدة الريح
تصاهر ما ليس يموت .
هل تنظر حمحمة النغم المجروح بنعناع الغيم ؟
يدٌ
تبني في تأتأة الأرض معابدها
وتغادر إيقاع الحرف إلى ما بعد المعنى
و يدٌ
تبني فوق تراتيل صنوبرة الحلم بيوت .
هل تنظر اوجاع العود الهاطل فينا كقبيلة طقس ؟
أصابع قمح الولد العاصي
مدن لا تشبه أخرى
تبتكر الغامض
لا تهتم كثيراً بمشاريع الملح
تواصل في استفزاز الحامض في قلب اللوز
يا الفاضل
يا الموج المكتظ بمرج الريحان
يا الجالس في غصن الريح كراس الرمان
امنحنا شهق صباك
ومواويل بداوتك الممزوجة بالمرجان
لا تتركنا في برد العمر
وحيدين كحلم نوارس غادرها الساحل
و غربيين كزفرة أغنية شربت مطلعها
يا الفاضل
لو عاش الظل الساكن في الرأس يلاحقنا
شجراً لن يسمع قلب الغيمة وهي تناسل شوق الأرض
حجراً لن يعرف أي الألوان تشكل قامتك القزحية
يا الفاضل
شفناك فصولاً ترتكب الأخضر
وسمعناك وعولاً
تحمل ذاكرة الأمواج وفي قلق التين
تقود الميزان من الأذنين إلى أبواب الدب الأكبر
ولمسناك
وذقناك..
وعشناك
لماذا يا الفاضل تسكت
والطفل يقاد إلى مقبرة العجز
لماذا يا الفاضل تسكت
والطفل
خليل الضوء
ربيب الحرف
رحيق الشين
تحاصره الأجداث المحتلة قلب الشارع
هل أحد غنى شغف الماء النوراني
وما لامس داخله ابر يسم ضوء فراشات الولد الصالح ؟
هل أحد يعزف أنغام الغسق المتوسط تاريخ مسافات العشق
ولم يتبع في الدرب أصابع ابن الشيخ ؟
هل أحد غيرك يعرف كيف يترجم هسهسة النجم الصاعد
صبح الليل ؟
هل أحد غيرك يا الفاضل ؟
في جامعك ألريحاني
عرفنا أشواق المنذورين إلى عرس الليمون
وفي ساحات يديك المفتوحة مثل ربيع الشهد
عرفنا أسرار اللغة الأخرى
ولماذا الفرضة لا تتوقف عن عزف الأسفار
ولماذا الرولا
تربط قلب الحد بصدر الزاق
ولماذا حدّاد الكلمة
يمتشق الرولا بالقدمين
ويطرق جمر اللغة الخضراء بسندان الأوراق
ولماذا الولد العاصي
شقّ الطاعة
ورمى خطوته في تنور الأشواق
عرفنا يا الفاضل
ما كان
وما يتكوّن في جذر الوعد
وما سيكون
عرفنا إن الطوفان سيبقى
كالنقرس لو لم يهزمه غصن الزيتون
عرفنا
وعرفنا
وعرفنا
يا الطالع من فلق الفقراء
يا عنق الموجة يطوي شهوات الميناء
عرفنا
لو مر ألامس وئيداً
ستقول الأرض :
سقاني عنب الرعد
وفاكهة القول
ورقصات الوتر التاسع
لو مر ألامس خفيفاً
ستقول السدرة:
فجّر أشواقي
برحيق مناحات الكون
وعلم عاصمة اللون
مقامات الروح
يا الفاضل
يا رئة الموجة
يا المختزن ألان براكين رعودك
إن قطعوا وتراً منهمراً في رجفة عودك
من أعذ أق الرعد سنغزل تاسع أوتارك
إن منعوا عن أنغامك قطرة عشقِ
بالحرف نحوّل عزف الشارع امطارك
إن هدموا بيتك في ذات كلامٍ
سترى خارطة العالم تشرب من قهوة دارك
يا الفاضل
رافق سيل الحلم
شظاياك مرايانا
نرفعها بين مجرات القول جسور
يا الفاضل
زاحم سيل الوهم
مراياك خلايانا
نغزلها في ريح الانغام صغار نسور
يا الفاضل
أوقف سيل الدم
خلاياك خطى بهجتنا
في أفلاك سنابلها سنظل ندور
أصغ يا الفاضل
أصغ
لعصافير الحورة وهي تخيّط أشجار الصبح
على إيقاعات أصابع اثنين يشدان التيه
إلى وهج التيه
أصغ
لزوابع اثنين
يشقان غموض النون
ويحترقان إلى نطق الضمة قبل لهاث الأبيض
أصغ لربيع المزمور الرابع يحتل فضاءات الفصحى
أصغ يا الفاضل
أصغ .
من غير فراشات الولد الصالح
تلتهم الضوءة وتغرد في الحزن الأخضر ؟
من غير الحدّاد يحيك وريقات الرولا
ويزينّها بخطى تحتضن الجسر
وتجمع مالا يجمع بين البرين؟
من غير أصابع ابن الشيخ تحرّك أفق الغيم
إلى جسد الأمواج ؟
ومن غير الطفل الولد الكهل العاصي
يسرق نار الكون
ويمنحها لصباح يديك
يا الفاضل
يا موج نهارٍ مرتجفٍ يركض بين غبارات الظلمة
يا شهوة حرفٍ يصعد رغوة ما لا تعرفه الكلمة
يا قلق النجمة
إحضن بتجاعيدك
صدر المتسلق جدران الفوضى
هندسه بمزامير نوارسك المخضلة بالآه
إن منعوا صوتك
أو صوتي
أو صوت الذاهب في الأسرار
سيبقين بذاكرة النار وخاصرة الريح
بنات صداه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى