عدنان أبو أندلس - ثُنائية النمو التكاملي

تُحيلُنا العتبة القِرائية " الباعث " إلى ثنائية العنونة في قصيدة " جِداريةُ المُهر " للشاعر مرشد الزبيدي، من مجموعتهِ الشًعرية " تخطيطات على الجُدران " ، الصادرة في العام 1998 ، إلى لوحةٍ تشكيلية ناطقةٍ بـ " رسمها " تتماهى مع القِصة السَردية" المحكية " بحبكتها وترتيبها النَصي ، فإن هذهِ الثنائية" العنونة " قدْ غطت الجسد الممتد أمامها بزمنية ولونية وتكرار ، يلاحظ من أن أدواتها المُحكمة أرست بنائها بتكاثف دقيق مرتب وفق مخزون يحمل طابعاً رمزياً ، إستعارياً \ بنموها وبتداخلها في التشكيل، هذا وقد رسمها بقوة تماسك مكثف مبيناً فيها سرعة الأحداث المتتالية والمتتابعة لضغط الواقع ، وكردَة فعل البيئة وظروفها العسِرة ، نتيجة صراع نفسي حاد للتَحرر والوصول إلى نقطة الأمل المرتجى من حيث الصور ، التخيل \ قبل " الشباب " التَحفز \ بعد " الكهولة " التأني \ هنا يمكن أن نفضي قليلاً إلى اللغة بوصفها الدلالة المعرفية للكشف المُشفر جذرياً .

إن الجدارية مفردة مشتقة من الجدار \ والإصطلاحي – المانع ، العازل ، عمل فني مرسوم عليه رمزاً معيناً ، أما المُهْر لغةً ، ما ينتجُ من الخيل" ولادة " عمراً حديثاً"، لهذا أخذت القصيدة من مقطعيها إنها عاشت زمنين ، الأول \ ذاكرتها – الثاني \ كتابتها ، وقد تداخلا ببعضهما في جدَل دائر بينهما ، من حيث الإختلاف بـ الحرية الممنوحة ومن ثم القيود لقسرية التي طالت الفسحة ، بدءاً بنموها العضوي " وإذا جمعنا الجملة = جدارية المُهْرِ \ تظهر قِراءة أُخرى ربما ، وقد وظفت على أنساقها الجمالية \ الجدارية \ الأساس - والمُهر \ الأمل .. هكذا الإنتاج المُثمر بدلالة رصينة كي ينفتح أفقها التأويلي على إتساع مداهُ ، وعنصر مفاجأة قد لا نتوقعهُ من خلال متابعة النفس الشًعري \ القصصي \ السَردي، بل يظهرُ جلياً مابين السًطور ، وبما أن القصيدة متآلفة من مقطعين وفق الرؤى وبثنائية ملموسة لزمنين من حيثُ ظرفيهما " قبل \ بعد " لذا أن مقطعاً يُكمل الآخر " الشباب \ الكهولة \ الإصرار \ التأني – التأرجح والقلق \ الثبات والإستقرار – هذا التوالد الحتمي ، وغيرهُ من مدلولات راسخة أصلاً قي الذهنية المتخيلة ، والتي تعاشقت مع كلمات متجانسة لفظاً ومختلفة معناً ، فـ الحركات هي من أفضت إلى الإختلاف والتشاكل الكلي معاً ، لكن تبقى تركيبتها العضوية محتدمة بصراعها مع البقاء وقد نسجت هذهِ القصيدة الثنائية من مادتها الأولية " الطباشير- البدء \ الفحم- المتن الوسطي ، وهما منْ صنعا هذا التأسيس النَصي ومحوريتهِ الطاغية المتمثلة بـ " المُهْر " وكما في مستهل قصيدتهِ :

منذُ عشرينَ عاماً

رسمتُ أنا وصديقي على حائطِ البيتِ

وجهاً لـمُـهرٍ

جعلنا القوائمَ تمتدُ في باطن الأرض

ثُم منحنا الخطوطَ..

منخرينِ وشعراً كثيفاً

ولأن الطباشيرَ عزَّت علينا

رسمنا بقطعةِ فحمٍ له غابةً وحشائش

حتى غدا حائطُ البيتِ مأوى لنا

آمناً ورهيفاً

سبق وأن نوهنا عن هذهِ الثنائية والتي إحتفظ بها حتى بلوغ الغاية \ الخاتمة ، أضحت كمساعد لإنجاز المهمة من السيًرة الذاتية " السَردية " التي جعلتنا بتراتيبها قدْ نوعزها كما هي ، هذا البدء للقصيدة والمستهلة بحرف الجر " مُنذُ " الداخل على الزمان المعدود والذي يعني " مِنْ " كإسترجاع ذاكراتي" الرجوع للماضي " ، وتليها التكملة " عشرينَ عاماَ " فـ العام بلغة متعارفٌ عليها للدلالة على الخير والرفاه ، لم يقُلْ " سنة " الدالة على القحط والحِصار والجُدب ، لكنهُ ذكرها في موضعٍ آخر ملائم لحالة موقعها من الجملة ، رسمتُ أنا وصديقي على حائط البيت ، جاءت بغرابة " جملة تحتوي على فاعلين ، ولكونها توكيدية ، حُسمت مسألة الإشكال الذي راودني لحظتها ، وانتفت الحاجة من التَحرى عنها ، لكن استغنى عن تكرارها بـ " رسمنا " المقصودة والمشبعة بمعلوم أستعيض عنهُ ، و قد أخذت" الثنائية " منحى الاستمرارية في التوظيف ، وعلى حائط البيت \ غدا حائط البيت ، فذكرهُ للحائط هو بداية عمل لنقل الصورة \ اللوحة على سطح ذاكراتي " متسع " من فراغٍ بائنٍ ، إن مرحلة المراهقة \ الشباب من فرط فورها انفعاليا تُرسلُ دفقات \ دفعات للتنفيس في اللاوعي مثل " شخابيط " على الحائط ، إعلان تمرد ، شعار تحدي ، صورة مشاكسة .. وغيرها من مكملات بما يشبه العُنف ، فـ المُهْر " الظاهري " معلوم ، لكن الآخر" مجهول " ومموه يمكن أن يختبئ بذهنية لا تتجلى لنا بهذهَ المعطيات الانطباعية البسيطة ، فحين نُكثر القِراءات يمكن أن يبرز دون تحري واستقراء شديدين ، لكن في الظاهر تأويلاً هو رمز قوة أمل لمستقبل واعدٍ، واختياره كونهُ سريع الجريان والمطاولة للوصول للهدف ، جاء في موقعهِ المناسب توظيفاً ، والقوائم هي " الثبات " من غورها في باطن الأرض والممتدة في التمسك الصلب بعُنق النجاة سمواً ، وهل من غير الأرض وباطنها يُمكن الاحتفاظ بهذا السًر " المُشَفر ؟!..، ولأن اللوحة بتشكيلها منحت خطوطاً للإيضاح ، وكما في " المنخرين" الفُسحة الفعالة في سرعة الجري " للمُهْر " ثم مكملات الصورة من " شعر كثيف وقوائم " ، لكن على ما يبدو من أن اللَونية " البيضاء " غزت التشكيل الفني في مرحلة أواخر السبعينات كمدرسة فنيًة واكبت هذهَ الحالة ، وهي على الأكثر تأريخ استرجاع عُمر القصيدة بـ تأريخ منذُ" مِنْ " عشرينَ عاماً ، فكانت المطابقة زمانياً ، لكن تغيرت الحالة للتكملة بـ قِطعة فحم والتي تتطابق مع لونية الغابة والحشائش ، وربما معاصرة لتطور وتجديد الفن ,, فالعتمة هي من تتستر من بداخلها لذا يشعر بالأمن كمرموز " أمناً ورهيفاً " يود الإحتفاظ بخصوصية السًر:

كبُرَ المهرُ فوقَ الجدارِ, كبُرنا معاً

لمْ يعدْ ثَـمَّ متسع لخطوط تُضاف

الجدار يضيقُ بأنفاسنا

والحشائش سوداءَ تنمو

وخلف سياج الحديقة شيخ يراقبنا

ثم ينأى وفي نفسهِ غُصة...

{ عبرت كل هذي السنين إذن

وضميرك يبحث عن مهر روحك

- لا, مهرنا ضاق بالبيت فالبيت سجن كبير

وراح يطارد أحلامه في المروج

{ ولكن شيخاً يقهقه?

وخرجنا نبحثُ عن مهرٍ أسودَ




( ... يحلمُ بالصَحراءِ )

كما أسلفنا بأن القصيدة ثنائية بنموها العضوي \ ألتتابعي " كَبُر المُهر فوق الجدار، كَبُرنا معاً " هُنا حدثت فترة انتقالية \ زمنية \معاصرة في التكوين والنسيج العضوي – بدءاً من الحائط " المؤقت " – الخارج إلى \ الجدار " الثابت " المستقر – الداخل \ فالجدارية اكتملت ولم يبقْ لها إلا ريشة الرسام لتوقيعهِ عليها ، فهي أصلاً وعاء استقطبت منهُ الخطوط كُلِها ولا مجال للإضافة " الفكرة " الاكتفاء \ فقد تكررت مفرداتها " فوق الجدار – الجدار – جدران البيت " التدرج السًياقي قد أسس " البيت " وهو الآخر تكرر أيضاً لمتطلبات المرحلة " ضاق البيت – فالبيت – جدران البيت " ولمهمة الاتساع " الحُلم " والذي راود الشاعر منذُ الاستهلال .. فمفردة شيخٌ يراقبنا \ شيخاً يقهقه ، الذي يبدو أنهُ \ الشيخ الأول \ كأن يكون بقولهِ " التحذيري ، والمناشدة عن الإقلاع لفكرة " الحُلم – الهجرة " لعالم ليس لنا ، وقد بدأ التحسس بعد هذا الإصرار والعزم ، نتج عنهُ النصيحة ومن ثَم " اللائمة " وبعجب : عبرتَ كل هذهَ السنين إذن "؟!.. هنا وردت السنين دون الأعوام للدلالة على الأمور العصيبة ، والشيخ الثاني المقهقه " للتشفي " – فالجواب العام للسارد " البطل " : لا, مهرنا ضاق بالبيت فالبيت سجن كبير " جواب التصريح والحقيقة كما هي .هذهَ كنهة الاستنطاق المشوش رغم عُسرة فهم القصيدة ، فظهرت اللونية \المتبادلة \المتتالية \ المتعاقبة في تطور زمني " ثُنائي – عضوي " وحسب قول د. عبده بدوي " نحنُ في العادة نتصور الأشياء على شكل بصري ، وتركيب للمرئي ، ولكن تأثير الشكل لا يظهر في الخيال كما قيل: إلا بعد تأثير اللون ، والمعروف أن تأثير اللون حسًي " .

إن هذا التشكيل قد خلق روابط متوالدة من تعاشقها بصيغة " الطِباق " أبيض واسود \ التغيير\ ثم الرجوع إلى الأسود " بحركة لقطة ذهنية \ ذاكراتية ، وقد تمثلت لِدي صورة بلقطة فلاش باك " اسود وابيض " وقد رأيتها تحولت أي " القصيدة " بتنقلات حتمية من الماضي إلى الحاضر من استعمالهِ الأفعال المضارعة ، يعدْ – يضيف – يراقبنا – ينأى – يبحث – يُطارد _ رغم تداخلها ببعض الأفعال الماضية كحالة تذكير من معانٍ مجردة إلى هيئات وأشكال تنقلها الحواس بتراسلاتها المبثوثة في أكثر الأمكنة كشوفاً ، وتلتقطها العين تركيزاً وتأكيداً \ عياناً ومثل : " صارت جِدران البيت بيضاءَ " ويمكن أن نوعز بأن لون الفحم تلاشى عبر هذهَ السنين المنصرمة بتقادمه الزمني الحتمي . انطلاقا من التقسيم النفسي ، والنفس الشًعري للقصيدة ، رأيتها من مقطعيها المكثفين بوحدات دلالية ومحورية " المُهر " من أكثر المفردات الدَالة على المناورة ، من حيث التكرار والعلاقة الجمالية بترديدها ، يعني من الإشادة الحقة بالعودة لتكرار المفردة وإعادتها بصيغتها للتأكيد يصاحبها تنوع إيقاعي منغم ضمن سياقها بالتجانس والتحولات والنقلات والطِباق وكالآتي :

على حائط البيت – غدا حائط البيت

المُهْر – كَبُر المُهْر

الخطوط – متسع الخطوط

بيضاءَ – سوداءَ

البيت – الحائط –الجدران

الحائط – المُهْر – الصحراء ....

....يشاهد بأن الأدوات البنائية توالدت نتيجة النمو العضوي و التوكيد المُتكرر، من حيث التوازن بين زمني القصيدة – كتابةً وتوظيفها استرجاعا ، ومراجعاتها \ قِراءة – الماضي وما بعدهُ يحمل شيئاً من التعاطي الحساس للرمزية وإيماءات ومدلولات تلثمت حتى أضحت قصيدة رمزية بتشفيرها الملغز\ للمخفي ، فالتداخل الزمني منوهٌ عنهٌ في أكثر السطور ، هذا هو الغوص في لُجة النص بكل تلاطم أمواجهُ ومساراتهِ وفضاءاتهِ – عُمقاً – سطحاً ، لذلك ولجها أي " القصيدة " بدءاً – مستهلاً حرف الجر " مُنْذُ " باستذكار ماضوي ينيب عن الماثل ربتما . كنتُ أتأمل أن يصبح المُهر " حصاناً " لأن النًمو العضوي قد تكامل بأشيائهِ الحياتية ، وطال كل المكونات طيلة الفترة الزمنية ، يُعتقد بأنهُ كَبُرَ إسوةً بمخلوقات الشاعر وبحتمية زمنية مطلقة ، وعلى ما يبدو قد فوتَ على القارئ متعة التوقع ، لكن المعنى مرهونٌ لحدس الشاعر ، ولن يستطيع الفاعل القِرائي من المسك بهذا المموه عنهُ ، وحيثُ أن حالة التغيير اللوني قد طرأت من الأبيض المرسوم على الحائط إلى الأسود، والذي يحلم بالصحراء قدْ حطم الجدارية" الإحتجاز " وأخذ يصهل في متاهات الصحراء لعالم متسع من الحرية .

إن توالي الأفكار تحتم على المتلقي متابعتها بدَقة ودون غفلة ما ، لأن النَص مراوغ بحقيقتهِ ولا يعطي نفسه بتلك السهولة المرتجاة وبأريحية كما يظن الآخر، " بل إن جيد الشًعر لمْ يعطيك نفسهُ من القِراءة الأولى ، لكن مع المطاولة تجد الجُهد بالنشوة من الوصول إلى فهمك " فإنهُ يواربها بتناظرها ، تسلسلاً كي يبدو سهلاً ، لكن غورها عميق لذا يتطلب اجتراح وقتي مضاعف لكسبها بمنحها مقدمات مثل ، ليونة ومداراة ومرونة ، وقد جاءت وفق سقف زمني راجع لـ نهاية السبعينات وكما في التخمين وعلى توضيح على لسان البطل السَارد والصوت الآخر ، حقاً رأيتُ القصيدة سهلة الألفاظ مع بساطة النسج ، لذا وقد أغرتني بتأويلها ، لكن عند بدء الإقتحام الأولي، وجدتها عصيَة بحكم دفاعاتها ومصدَاتها التي أحيطت بها ، لم تعطِ نفسها بدءاً من القِراءة الأولى والثانية وحتى الثالثة و..... ، لهذا كانت قِراءاتي لها لمراتٍ عدة كونها مكثفة ومكتفية بلغتها رصانة وإشارات باذخة في التوظيف والذي يصعب على المتلقي إدراكها وكشف غورها أو اختراقها وفق معيار التشخيص والمطاولة ، كونها قائمة بذاتها، نصيًاً ، مع ميلها الحذر قليلاً إلى السًياقية ، وبما إن هذا النص يشبه الحياة العضوية روحاً وكائن حيَ ، لكنها كائنٌ " صامت " وفيه من روح الشاعر الذي أراد لهُ النمو العضوي ، فمن يُسير وحداتهُ هذهِ !.، إذن منحهُ الشاعر من حياتهِ في خطوطهِ الأولى من رؤى نضجت لمرورها بمراحلَ نمو عضوي غير مرئي، وفي خلق التكوين لهذا الكائن وكأنهُ مخلوقٌ غريب من خالقهِ المتمكن بذلك هو " الشَاعر "

. بدءَ استهلالا" المقطع الأول " بأفعال ماضية رسمتُ – جعلنا – تمتد – منحنا – عزَت – رسمنا – غدا ، ولم يدعْ للقافية مجالاً لتشتت الرؤى بوصفها إغراء للتوظيف ومن ورائها جرسٌ موسيقي نافر ، إلا أنهُ وظفها بدقة وتزويق جمالي ، وفي موضعين من قافيتين ، وهما " كثيفاً ، رهيفاً " لمتطلبات الحاجة الصوتية في مقاطع صامتة تبتغي إيقاعاً هامساً محبباً للمتلقي .

ـــ والمتن \ خلق التصوير- التشكيل الصَوري \ الأبيض والأسود = صورة فوتوغرافية " شمسية " ثم الخاتمة " الإنعتاق – التحرر " وكأن تمثل " المُهر" أمامي بوصفهِ منطراً بـ " إستاطيقيا – علم الجمال المرئي بتركيبتهِ " وجههُ ومنخريهِ وشعرهِ وقوائمهِ " حتى خِلتهُ يمرق أمامي يسابق الريح مثل شبح يشعُ وهجاً ابيضَ رغم سوادهُ الفحمي :" وخرجنا نبحثُ عن مُهرٍ أسودَ – يحلمُ بالصحراءِ " وكأنها اكتملت القصيدة في نموها لحظة انتهاء " عمل " الجدارية " اللَوحة " - النهاية - البداية .

ولن يُنسى قول محمود درويش: " لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي " فقصيدة الزبيدي " إنتهت " أيضاً ، وقدْ نمت بعضويتها الإسترجاعية منذُ كتابتها في العام 1998 ، لكن أحداثها حسب تحليلي معتقداً بأنها رويت في العام 1978، بدليل " منذُ " الرجوع قد حدَد بهذا التوقيت من أسطرتها ومن خلال لقطتين – فقرتين " الماضي – الحاضر " فالقصيدة بنية مفتوحة على زمنين ، وعلى حدْ قول " إبن سينا" : على وجهين ، أحدهما ليؤثر في النفس نحو الإنفعال ، والثاني للعجب فقط ".

اكتفي بهذا القدر من الانطباع المبسط للنًص الذي ترك في نفسي أثرا ونشوة ملذة رغم عُسرة التحليل وصعوبة التأويل لكائن متمرد على الأستمكان أصلاً .

إجمالاً يمتلك الشاعر مُرشد الزبيدي حسَاً وجدانياً باذخاً في صوره الذوقية وتلميحهِ الدقيق لرسم العوالم المواربة ، وبلغتهِ الرصينة المميزة والمحبوكة بنسيجٍ حيَ ، جعل من حركة الارتداد الماضوية انعكاسا بلمعة انتعاش لمشهد أدبي ماتع من استذكاره وبتدريجات نموهُ العضوي كـ لغة معطاءة بأبجديتها الميسرة ونطقها الأخاذ ضمن توظيف متأني لأخذهِ الكثير من واقع الدَربة والممارسة والمعايشة والإختصاص لاسيما وأنهُ أكاديمي متخصص في الأدب العربي، ولهُ باعٌ في النقد حيثُ مؤلفاتهِ أضحت من مراجعنا الحديثة .

تعليقات

أَحْسَنْتَ أُسْتَاذ "عَدْنَان" فِي اِخْتِيَارِ الْقَصِيدَةِ وَتَحْلِيلِهَا،صِدْقًا هِيَ تَحْوِي مَضَامِيَنَ رَائِعَةً مِنَ الزَّمَنِ الْجَمِيلِ.دُمْتَ وَدَامَ قَلَمُكَ.
 
أعلى