الطيب عبدالسلام - الرجل..

إندفاع صوب الا نهائي
طرق لبيبان العدم بايدي من وجود
مياه في صحراء الوحشة
و ظماء لا يرتوي و لا يكف عن المحاولة.

كأنه و الكون قصة واحدة.
يتأمل النجمات
يصير نجما مثلها ، و يشعر برهبة السبر ، سادرين بهالة الماء أقاصي الظلام
يحس نشوة النجوم ، و لذة السمو ، و تألق التجلي.
يتأمل النهر ، يتأمل سريانه ، يشعر بغبطةٍ لا وصف لها، يشعر بدقات قلبه، تقول له: هيا بنا..
إلى الخفي.
لا يستنفذ الرجلُ شيئاً
و يبقي كل شئ خلفه و امامه
ليزور الحياة إلى ما لا نهاية.
و يكون هو.. سريانه هو،ماؤه الغني بكل ما مضى و كل ما
سيمضي .
و كأنه تأويلُُ يؤولُ غيره..
هو مزهرية التاريخ، حاضر موتاه، و سر الحياة في الظهور الجديد، هو جيشها لإمتلاك رطوبة جديدة و تسليم الفراغات بلادها لمستعمرات الطين.
هو الرجل، هو الساهم خلف طائرٍ محلق..
و هو الذي كلما سمع صوت القطار، قال:انا.
••
الطيب عبد السلام / السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى