عبد الله سرمد الجميل - أُبادرُها الكلامَ..

أُبادرُها الكلامَ فلا تَرُدُّ = وبيني بينَها قد قامَ سدُّ
وأَبعَثُ قُبلتي فيها رسولاً = فيرفُضُ قبلتي عُنُقٌ وخَدُّ
وأُلقي بالورودِ على خُطاها = فيذبُلُ عندَما أُلقيهِ وَرْدُ
ولو حجرٌ للانَ لفرطِ ما قد = حنوْتُ عليهِ لكن تستبدُّ
أيا امرأةً تُعاندُني كطفلٍ = وكلُّ حوارِها صَدٌّ وَرَدُّ
لأنَّ العُمْرَ ثُلثيهِ لأنثى = وثُلْثاً بالقصيدةِ سوفَ يشدو
بَدَلْتُكِ فاسترحْتُ وطابَ وقتي = وعاد لغيمتي برقٌ ورعدُ
تزوَّجْتُ الطبيعةَ صارَ عندي = من الأولادِ نهرٌ فِيَّ يعدو
ونخلاتٌ سكوناً ماشياتٌ = وأقمارُ السماءِ لهنَّ عِقْدُ
ولي ليلانِ في يومي ونارٌ = تصالَحَ عندَها دِفْءٌ وبَرْدُ
كعينِ الفيلِ مَدمَعُنا سَخِيٌّ = ونفرحَ بالقليلِ وذاكَ زُهْدُ
سُلَحْفاةٌ بنهرٍ نحنُ، أيضاً = قُلِبْنا، ثَمَّةَ التيّارُ ضِدُّ
لِأسطنبولَ نورسُها أتاني = هنالكَ قد تنزَّلَ منهُ طَرْدُ
عنِ الحدباءِ يسألُني: أحقّاً = بأنْ في كلِّ شِبْرٍ صارَ لحْدُ ؟
فجفَّ البحرُ في عينيهِ لمّا = رأى الغرقى بدمعي لا تُعَدُّ
يُخالطُني الغيابُ، أصيرُ كوناً = يضيءُ نجومَهُ العمياءَ فَقْدُ
أخِفُّ أشِفُّ في غرفِ المرايا = وقُمصانَ السؤالِ يدي تَقُدُّ
لماذا الياسمينُ بلونِ غيمٍ ؟ = لماذا الحزنُ فينا لا يُحَدُّ ؟
وهلّا زادَ عن إثنينِ نهدٌ ؟ = وخمراً لا حليباً سالَ نهدُ ؟
ومن قالَ: العراقُ بلاد خيرٍ ؟ = ألا بئسَ العراقُ ولاتَ مَجْدُ
بلادٌ كلّما صافحْتُ فيها = أَكُفَّ الناسِ يُغرَزُ فِيَّ حِقْدُ
وتُورثُني من التاريخِ وِزراً = ووشماً من حروبٍ تستجِدُّ
بلادُ الآخرينَ وقد توالى = يسوقُ قطيعَها قردٌ فَقِرْدُ
رَعاعٌ ليسَ ينقادونَ إلّا = بطاغيةٍ لهُ الأغرابُ جُنْدُ
سأنزَعُ موطني من كلِّ قلبي = فمظلومٌ بهذا السيفِ غِمْدُ
وأحرى أن أسافرُ لو بِحُلْمٍ = لممكلةِ النساءِ، هناكَ خُلْدُ
هناكَ الأرضُ غيرُ الأرضِ، حتّى = لَتحسَبُ أنّ ماءَ الأرضِ شَهْدُ
رمالٌ للبقاءِ وماءُ وَرْدٍ = نميرٌ قد تلوَّنَ منهُ جِلْدُ
كغاباتِ السباتِ وقد عراها = كلامٌ من سكوتٍ فيهِ وَجْدُ
بقَصْرِ العشبِ ينحِتُني شعاعٌ = ويُلقيني ببحرِ الحُبِّ نَرْدُ
لِأغرَقَ بالهواءِ كأيِّ طيرٍ = جبالَ الأرضِ في رجليهِ شَدُّوا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى