فرانز كافكا - زمالة.. قصة - ترجمة: محمد عيد إبراهيم

كنا خمسة أصحاب، ذات يوم خرجنا من منزل واحداً بعد آخر، جاء الأول وأراح نفسه جنب البوابة، ثم جاء الثاني وأراح نفسه جنب الأول، بعدها جاء الثالث فالرابع فالخامس. وقفنا أخيراً كلّنا في صفّ. بدأ الناس يلحظوننا، أشاروا علينا وقالوا: هؤلاء الخمسة خرجوا تواً من ذلك المنزل. من حينها ونحن نعيش معاً، ستكون حياتنا آمنة لولا ذلك السادس الذي يسعى باستمرار للتطفّل علينا. لم يسبّب لنا أيّ أذىً، لكنه يضايقنا، وذلك هو حدّ الأذى، فلماذا يتطفّل عنوة في حين أنه غير مرغوب؟ إننا لا نعرفه، ولا نريد منه الانضمام إلى جماعتنا. هناك وقت، بالطبع، لم يكن أحدنا الخمسة يعرف الآخر جيداً، ويمكن القول أيضاً إن أحدنا لم يكن يعرف الآخر بالمرة، لكن الممكن والمحتمل من قبلنا نحن الخمسة ليس ممكناً ولا محتملاً مع ذلك السادس. على أية حال، نحن خمسة، ولا نريد أن نكون ستة. فما الغاية من كوننا باستمرار معاً كيفما اتّفق؟ إنها حماقة خمستنا، لكننا معاً هنا وسنظلّ معاً، كرابطةٍ جديدة، مع ذلك لا نريد ذلك الآخر، فقط بسبب تجاربنا. لكن كيف لنا أن نوضّح هذا للسادس؟ إن التفسيرات الطويلة تعدل قبوله في حلقتنا، فنفضل ألاّ نفسّر له حتى لا نقبله. وعموما، كلّما أقحم أنفه دفعناه بعيداً بمرافقنا، لكن كلّما دفعناه أكثر ليبتعد يرتد عائداً.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى