رضوان أعيساتن - لا يتبعني أحَدٌ.. قصيدة

جمعتُ نعْلَ ظلّي وسُترتَه البّنيَة.
عُلبَة سجائِره .
ولاَّعتَهُ الحمراءَ وساعَته اليدويّة.
لمْلمْتُ دفترَ خيَالِه.
أقفلتُ حسَابه في [ الفَيسبُوك ] وهدمتُ الجدَار .
خبّأت شريحةَ هاتفهِ النّقال
و منادِيلَهُ الورقيّة الّتِي أتعبهَا زكامُ الأمس.
طويتُ، بعنايةٍ، نظّّارتَهُ الطبّية

في عُلبة قطيفةٍ زرقاءَ [ أهْدتْهُ إيّاهَا عاملةُ المتجرِ في يومٍ مطِير ] .
فتشتُ جُيوبَ بنْطاله ) الجِينْزْ ( كي لا يجرحَ خيالَهُ صَدأُ المفاتيح .
كسَرتُ زُجاجةَ [le mal ] لأنّ العطرَ طوقُ الذّاكِرَة .
قطعتُ أوصالَ أقلامه الحِبْر ،
وزَّعتُ أبطالَ رواياتهِ على الجيرانِ ،

و نثرَهُ على طَاولات العُشاق [مثل بائِع الجُورِيِّ و الياسمِين ] ،
رميتُ بشراشفِه ،
وبمِخدّاتِه السّهْرانةِ ،
عبثْتُ بأدَواتِه كيْ لا يحْلقَ ذقْنَهُ اليومَ.
دعكتُ كُل قُمْصانِه .
لَم أتركْ له غيرَ عقاربِ السّاعَة تَجري
و الدُّمَى حوله تلعبُ .
لَم أتركْ له شيئاً
غيرَ برتقالة يائسةٍ ،
.
زهرةٍ فارسيّةٍ و فهرَس الألوان.
أغلقتُ عليه غرفتَهُ برتَاجٍ أسطوريّ وانصرفتُ.
أحبُّ أن أمشِي، هذا اليومَ، [لأوّلِ مرّة ]
تَحت الشمسِ وحدي

لا يتبعني أحَدٌ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى