أنور المعداوي - علي محمود طه شاعر الأداء النفسي - 4 -

الإنسان صانع الأمل، ينحت تمثاله من قلبه ومن روحه، ولا يزال عاكفاً عليه يبدع في تصويره وصقله متخيلاً فيه الحياة ومرحها وجمالها، ولكن الزمن يمضي ولا يزال تمثاله طينا جامداً وحجراً أصم، حتى تخمد وقد الشباب في دم الصانع الطامح وتشعره السنون بالعجز والضعف فيفزع إلى معبد أحلامه هاتفاً بتمثاله! ولكن التمثال لا يتحرك، ولكن الحلم الجميل لا يتحقق، وهكذا نجتاح الليالي ذات المعبد وتعصف بالتمثال فيهوي حطاماً، وهنا يصرخ اليأس الإنساني ويمضي القدر في عمله!

بهذه المقدمة النثرية المحلقة في الصفحة الثانية والثمانين من (ليالي الملاح التائه) يبدأ الشاعر قصيدته (التمثال) أو قصة الأمل الإنساني في فصولها الأربعة. . . وأقدم إليك اليوم هذه القصيدة، أو هذه الصورة النفسية الثالثة:

أقبل الليل واتخذت طريقي ... لك والنجم مؤنسي ورفيقي
وتوارى النهار خلف ستار ... شفقي من الغمام رقيق
مد طير السماء فيه جناحا ... كشراع في لجة من عقيق
هو مثلي، حيران يضرب في الليل ويجتاز كل واد سحيق
عاد من رحلة الحياة كما عد ... ت وكل لوكره في الطريق!!
أبهذا التمثال هاأنذا جئت لألقاك في السكون العميق
حاملا من غرائب البر والبحر ومن كل محدث وعريق
ذاك صيدي الذي أعود به ليلا وأمضي إليه عند الشروق
جئت ألقي به على قدميك الآ ... ن في لهفة الغريب المشوق
عاقداً منه فوق رأسك تاجاً ... ووشاحاً لقدك الممشوق
صورة أنت من بدائع شتى ... ومثال من كل فن رشيق
بيدي هذه جبلتك من قلبي ... ومن رونق الشباب الأنيق
كلما شمت بارقاً من جمال ... طرت في إثره أشق طريق شهد النجم كم أخذت من الروعة عنه؛ ومن صفاء البريق
شهد الطير كم سكبت أغانيه على مسمعيك سكب الرحيق
شهد الكوم كم عصرت جناه ... وملأت الكؤوس من إبريقي
شهد البر ما تركت من الغار على معطف الربيع الوريق
شهد البحر لم أدع فيه من در ... جدير بمفرقيك خليق
ولقد حير الطبيعة إسرا ... ئي لها كل ليلة وطروقي
واقتحامي الضحى عليها كراع ... أسيوي أو صائد أفريقي
أو إله مجنح يتراءى ... في أساطير شاعر إغريقي
قلت لا تعجبي فما أنا إلا ... شبح لج في الخفاء الوثيق
أنا يا أم صانع الأمل الضا ... حك في صورة الغد المرموق
صغته صوغ عاشق يعشق الفن ويسمو لكل معنى دقيق
وتنظرته حياة، فأعياني ... دبيب الحياة في مخلوقي!!
كل يوم أقول: في الغد لكن ... لست ألقاه في غد بالمفيق
ضاع عمري وما بلغت طريقي ... وشكا القلب من عذاب وضيق
معبدي معبدي دجا الليل إلا ... رعشة الضوء في السراج الخفوق
زأرت حولك العواصف لما ... قهقه الرعد لا لماع البريق البروق
لطمت في الدجى نوافذك الصم ... ودقت بكل سيلدفوق
يا لتمثالي الجميل، احتواه ... سارب الماء كالشهيد الغريق
لم اعد ذلك القوي فأحميه ... من الويل والبلاء المحيق
ليلتي؛ ليلتي جنيت من الآ ... ثام حتى حملت ما لم تطيقي
فاطربي واشربي صبابة كأس ... خمرها سال من صميم عروقي!
مر نور الضحى على آدمي ... مطرق في اختلاجة المصعوق
في يديه حطامه الأمل الذا ... هب في ميعه الصبا المرموق
واجما أطبق الأسى شفتيه ... غير صوت عبر الحياة طليق
صاح بالشمس: لا يرعك عذابي ... فاسكبي النار في دمي وأريقي
نارك المشتهاة أندى على القلب ... وأحنى من الفؤاد الشفيق
فخذي الجسم حفنة من رماد ... وخذي الروح سعلة من حريق
جن قلبي فما يرى دمه القاني ... على خنجر القضاء الرقيق

في القصيدة الشعرية، وفي اللوحة التصويرية، وفي القطعة الموسيقية، وفي كل عمل يمت إلى الفن بسبب من الأسباب، يحسن بالفنان، بل يجب عليه، أن يكون له هدف. . . هذا الهدف لا بد له من تصميم، ولا بد له من خط سير، ولا بد له من خطوات تتبع خط السير وتعمل في حدود التصميم. ذلك لأن الفن في كل صورة من صوره يجب أن يعتمد أول ما يعتمد على تلك الملكية التي نسميها (ملكة التنظيم)، وكل فن يخلو من عمل هذه الملكة التي تربط بين الظواهر، وتوفق بين الخواطر، وتنسق المشاهد ذلك التنسيق الذي يضع كل شيء في مكانه، كل فن يخلو من هذه الملكة لا يعد فناً، بل هو فوضى فكرية أساسها وجدان مضطرب، وذهن مهوش، ومقاييس معقدة أو مزلزلة. وأبلغ دليل على تلك الفوضى الفكرية في بعض ما نشاهده من آثار تنسب ظلماً إلى الفن، هو تلك الحركة السريالية التي هبطت إلى ميدان الشعر كما هبطت إلى غيره من الميادين فعبثت بكل الأنظمة والمقاييس التي تطبع بطابع التسلسل والوضوح والدقة والوحدة والنظام. . . مثل هذه الحركة في الفن ليس لها هدف ولا تصميم ولا خط سير، وإنما هي أخلاط من الصور وأشتات من الأحاسيس لا يربط بينها رابط ولا تحدها حدود، وشبيه بتلك الحركة في جنايتها هي معايير الذوق وموازين الجمال كل حركة أخرى تمضي بالفن إلى غير غاية، هناك حيث تفتقر بعض الأذهان إلى تلك الملكة التنظيمية التي تلائم بين الجزئيات وتوائم بين الكليات، وتفصل ثوب التخيل على جسم الفكرة بحيث لا ينقص منه طرف من الأطراف ولا يزيد.

نريد من الفنان سواء كان شاعراً أو مصوراً أو موسيقياً أن يخلق نموذجه الفني على هدى تصميم برسم أصوله وقواعده قبل أن يبدأ عمله وقبل أن يمضي فيه وقبل أن ينتهي منه. . . نريد أن يكون بين يديه هذا التصميم يأمره بالوقوف عند هذا المشهد وبالتقاط الصور من هذه الزاوية، وبتركيز الانفعال في هذا الموطن من مواطن الإثارة. عندئذ نوجد نظاماً، وإذا ما أوجدنا النظام فقد خلقنا الجمال، وإذا ما خلقنا الجمال فقد أقمنا بناء الفن. هذا التصميم الذي ندعو إليه ينظم هيكله العام أصول الأداء النفسي في الشعر والتصوير والموسيقى.

هناك حيث تتوقف قيمة الفنان على مدى خبرته بتلوين الألفاظ والأجواء في الميدان الأول، وتوزيع الضلال والأضواء في الميدان الثاني، وتوجيه الأنغام والأصوات في الميدان الأخير. ولا بد للأداء النفسي في الشعر من هذا (التصميم الداخلي)، لا بد من جمع أدوات العمل الفني وترتيبها في ذلك المستودع العميق، مستودع النفس، قبل أن ندفع بها إلى حيز الوجود كائناً حياً مكتمل الخلقة متناسق الأعضاء إننا ننكر ذلك الشعر الذي تكون فيه القصيدة أشبه بتيه تنطمس فيه معالم الطرق وتنمحي الجهات، أو أشبه بمولود خرج إلى الحياة قبل موعده فخرج وهو ناقص النمو مشوه القسمات.

هذه كلمة نمهد بها لتلك القصيدة التي يعرض فيها الشاعر قصة الأمل الإنساني كما تعرفها الأيام في دنيا الأحياء، وإنها لتمثل خير تمثيل ذلك التصميم الداخلي الذي ندعو إليه، أو ذلك التصميم النفسي الذي يقود الإخراج الفني تلك القيادة التي يندر أن يفلت فيها الزمام. . .

في المقطوعة الأولى التي تنتظم عشرة أبيات من الشعر، يقدم الشاعر أول فصل من فصول القصة. إنه في طريقه إلى التمثال، تمثال الأمل الذي نحته من قلبه وروحه، إنه يريد أن ينفرد به ليناجيه، وفي الليل حين تنام الكائنات. . . تستيقظ الذكريات! ليس النهار بالوقت الذي تطيب فيه المناجاة. إن المناجاة تنفر من الضوء وتستنكر الضوضاء، لأن مهدها الظلام الشامل ولأن موطنها السكون العميق. . . من يفطن إلى هذا المعنى، إنه شاعر الأداء النفسي، إنه على طه! لو كان من شعراء الأداء اللفظي لخاطب التمثال من مذياع اللفظ لا مذياع النفس، حيث لا يفرق المذياع الأول بين الوقت المناسب وغير المناسب لفنون الخطاب. . . مذياع النفس حين تنطلق الدافقة الصوتية في وقتتها المعلوم، ومنظار النفس حين تشق الرؤية الشعرية طريقها ولو كان بين الغيوم:

مد طير المساء فيه جناحا ... كشراع في لجة من عقيق

ليست الألفاظ في مثل هذه الصورة مما يقذف به قذفاً لتستقر في أي موضع يقدر لها أن تستقر فيه، ولكنها مفاتيح، مفاتيح (غرف نفسية) يتصل بعضها ببعض حيث تشف الجدران فلا حاجة بك إلى معالجة الأبواب. . . إن (الستار الشفقي) غرفة و (طير المساء ذا الجناح الممدود) غرفة أخرى، و (الشراع الذي في لجة من عقيق) غرفة ثالثة، وأداة الاتصال بين هذه الغرف الثلاث هي وحدة اللون بين الستار واللجة، ووحدة الشبه بين الجناح والشراع، ووحدة اللمسة الفنية في البيت الرابع الذي يعد الممر الطبيعي المفضي إلى (البهو) الكبير. . . وأين هو البهو الكبير الذي ينتهي إليه السالكون بعد طوافهم في الغرف الثلاث؟ هو في تلك اللمحة النفسية المعبر عنها في البيت الخامس بكلمة واحدة، هي ذلك (الوكر) الذي يفزع إليه كل طائر أجهدته رحلة الحياة:

عاد من رحلة الحياة كما عد ... ت، وكل لوكره في الطريق

وفي المقطوعة الثانية ينثر لشاعر بين يدي القارئ مجموعة هداياه، وهي المجموعة التي نثرها يوما تحت قدمي تمثاله عسى أن يتحرك، ولكن الحلم الجميل لم يتحقق! إنها مجموعة من الغرائب حوت كل محدث وعريق، مجموعة أحلام وأوهام لم تبعث في التمثال ما كان ينشده الشاعر من حياة، ولكنها بعثت في الشعر النفسي كل ما ينشده الأداء النفسي من لمعات. . . لقد أخذ من النجم، وأخذ من الطير، وأخذ من الكرم، وأخذ من البر، وأخذ من البحر، واستعار من حلى الطبيعة ما زين به الرأس والمفرقين والقوام. وهنا تبدو دقة التصميم الداخلي بالنسبة إلى الوحدة الجزئية موزعة على الأبيات، أما الوحدة الكلية الموزعة على الهيكل العام للقصيدة فهي في التقاء المعاني الشعرية المتداخلة على مدار المقطوعات الأربع ولا تنس هذا الأداء النفسي في قوله: (ذاك صيدي) و (جبلتك من قلبي) و (سكبت أغانيه) و (معطف الربيع الوريق). إن الأداء النفسي في اختيار الألفاظ ينكر الصنعة ويضيق بالارتجال!

وكما يرسل المصباح شعاعا من هنا وشعاعاً من هناك لتلتقي هذه الأشعة وتتجمع في (بؤرة) بعينها تتركز فيها الطاقة الضوئية يرسل شاعر الأداء النفسي معانيه من شتى الجوانب والجهات لتلتقي هذه المعاني وتتجمع في (صورة) بعينها تتركز فيها الطاقة الشعورية. وكذلك تجد علي طه. . . فبعد أن عدد تلك الجولات المرهقة في وحلة الحياة، وبعد أن طاف بكل مجلى من مجالي الطبيعة، وبعد أن حلق بأحلام الشباب وأمانيه في كل أفق؛ بعد أن سجل كل تلك المعاني النفسية المتفرقة، عاد ليؤلف بينها وليخرج منها (الصورة الكبرى) التي تعرف موقعها في الإطار والجدار:

قلت لا تعجبي فما أنا إلا ... شبح لج في الخفاء الوثيق أنا يا أم صانع الأمل الضا ... حك في صورة الغد المرموق!

وما تلك الأم التي يخاطبها الشاعر في هذا المجال؟ إنها الطبيعة. . . الطبيعة التي (حيرها إسراؤه) في ليالي الشوق والهيام، و (اقتحامه عليها الضحى) اقتحام الرعاة والصائدين، أو اقتحام تلك الآلهة المجنحة في أساطير الأولين!

وأعود بالذاكرة إلى شاعر آخر يتفق مع شاعرنا في هذا الفناء المطلق في هوى الطبيعة، الفناء الذي يربط بينها وبينه بتلك الخيوط الوجدانية التي تربط بين وفاء البنوة وحنان الأمومة. إنه الشاعر الإنكليزي (بيرن) في (تشايلد هارولد). . . لقد عشق كلاهما الطبيعة، وهام بها كما يهيم (الابن) البار بخير (أم) تسقيه من ثديها رحيق الحياة! وهاهو ذا (بيرن) يشير إلى هذا المعنى الكبير عندما يقول: (إن الطبيعة الحبيبة رغم اختلاف صورها ما زالت خير أم، فدعني أنقل عن قلبها العاري كل فكرة ملهمة، أنا أبر أطفالها بها وإن لم أكن إلى قلبها أحب البنين)!

لقد سجدت أفكار الشاعرين في محراب واحد، والتقت منهما الخواطر في صلاة واحدة، وهتفا في صوت واحد مولين وجهيهما شطر الطبيعة: أماه. . . وكلاهما صادق في حبه مخلص في هواه! وفي ميدان هذا الحب المتغلغل بين الجوانح يتفقان، ولكنهما في ميدان التعبير عنه والإشادة به يفترقان، تبعا لما بين (الصدق الفني) (والصدق الشعوري) من فروق، وسنعود إلى توضيح تلك الفروق في فصل مقبل من فصول هذه الدراسة النفسية. . . وسترى أن الطبيعة في شعر علي طه لم تكن خير أم فحسب، واكنها كانت أيضا خير أستاذ، وحسبك أن تستمع إليه في الصفحة الأربعين بعد المائة من (الملاح التائه) حيث يقول:

وأنا الشاعر الذي أفتن بالحسن وأذكت يد الحياة افتتانه
معهدي هذه المروج وأستاذي ربيع الطبيعة ألفيناه!

ونترك جو الطبيعة الأم إلى جو آخر؛ جو الأمل اليائس حين يعود إليه الشاعر من جديد ليطلق صرخته الخالدة، صرخة الفنان لخالق ينظر إلى صنع خياله فتصدمه الحقيقة البشعة، حين تنهار صروح الوهم الجميل تحت ضربات القدر أو تحت معاول الرياح. . . وستلمس أن الروافد الشعرية ما زالت تتصل بالنهر الأول وتسير في نفس الاتجاه محاذية لمجراه، وسمها إن شئت ذلك الامتداد الأخير لخط الاتجاه النفسي في الصورة الرئيسية؛ تلك التي تتشابك في داخلها بقية الخطوط الأخرى لتمضي بعد ذلك مجتمعة في خط واحد كبير:

صغته صوغ عاشق يعشق الفن ويسمو لكل معنى دقيق
وتنظرته حياة، فأعياني دبيب الحياة في مخلوقي!!

ولقد طالت المقطوعة الثانية حتى بلغت سبعة عشر بيتا من الشعر. إنها أطول المقطوعات وأحفلها بتنوع السبحات والرؤى والأطياف. . . ولو رحت تتقصى أثر التصميم الداخلي في بناء العمل الفني لانتهيت إلى أن هذه المقطوعة يجب أن تطول؛ ذلك لأنها بمكان القلب الذي ينظم حركات النبض في مختلف الشرايين الشعرية في المقطوعات الثلاث!

ولا تنتظم المقطوعة الثالثة من الشعر غير سبعة أبيات، لأن النفس الإنسانية تمر هنا بلحظة من لحظات الهزيمة التي تترك في أعماقها ذلك الخور المتخلف عن آثار اليأس والقنوط، وفي غمرة هذا الشعور المظلم لا يتسع المجال لغير الزفرة المحرقة التي تغنى فيها فور العواطف عن وفرة الصور وتعدد اللمحات. . . ولعلك تحس لفح هذه الزفرة في تهدج النفس الشعري عندما يهتف الشاعر في البيت الأول من هذه المقطوعة:

معبدي! معبدي! دجا من الليل إلا ... رعشة الضوء في السراج الخفوق

أو في ذلك البيت الذي يمهد به لما يليه:

ليلتي! ليلتي جنيت من الآ ... ثام حتى حملت ما لم تطيقي!

ومرة أخرى تهزك العلاقة النفسية بين الألفاظ في البيت الثاني والثالث والرابع من هذه المقطوعة: لقد (زأرت العواصف) و (قهقه الرعد) و (التمع البرق) و (تدفق السيل) و (احتوى التمثال الجميل سارب الماء). . .

ومن وراء هذا كله يقف الأداء النفسي على قدميه ليثب وثبته الأخيرة حين يصف التمثال (بالشهيد الغريق)!!

وتتفق المقطوعة الأخيرة مع المقطوعة السابقة اتفاق قيم ومقاييس، ولكنها تصور ختام المعركة بين الوهم والحقيقة أو بين الخيال والواقع. وويح أبناء الخيال من كل معركة تنشب داخل النفس ويكتوي بنارها القلب وتمتلئ بغبارها العين، وتنجلي حين تنجلي عن صرعى ظنون وعن شهداء آمال! شهداء (يمر عليهم نور الضحى) فلا يمر إلا على كل آدمي مصعوق) (أطبق الأسى شفتيه) إلا من أنات. . . تنطلق (عبر الحياة) لتصيح بالشمس في لهفة الضارع المستجير:

نارك المشتهاة أندى على القلب ... وأحنى من الفؤاد الشقيق الشفيق
فخذي الجفن حفنة من رماد ... وخذي الروح شعلة من حريق

(يتبع)

أنور المعداوي

مجلة الرسالة - العدد 860
بتاريخ: 26 - 12 - 1949

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى