الزبير خياط - بطاقة حب لمحمود درويش.. شعر

بستين عاما
من الحلم والأقحوانْ
وعشر ِحروبٍ
ولا دربَ يمضي إلى ملح عكا
ولا نسلَ يسكن في أرض كنعانْ .
هو الحلم ذاكرةُ المبعدين
ومنديلُهم نحو أحبابهم
في الشتات الطويلْ !
سنسقط في الأرض موتى وقتلى
ونحيا مع اللوز في كل عام
لنهدي لـ “ريتا” قصائد “درويش”
عن حبه المستحيلْ .
ونعزف فوق الكمنجاتِ
لحن البنادق والقبراتِ
لكي تتوحد فينا البلادُ !
فلسطينُ منك الأماني
وفيك الأغاني
ففي العزف يصفو النشيدُ
ويصحو الشهيدُ
ويشتعل الحزن تحت الضلوع
وفي العزف نحمل صلباننا للمسيح
ونأتي إلى مسجد الله بعد الأذانِ
وفي الليل نذكر أمواتنا
ونسامرهم للهزيعْ .
هي الأرض جرح بفاس
وجرح بحيفا
وشريانها بالعراق
توحدنا الأغنيات ، وغدر الأخُوَّة
نحن الأشقاء نعشق حد الحروب أشقاءَنا
ونقتِّلهم بالسلاح
لأنا نخاف عليهم من الحب!
ليلا نعلق أسماءهم في القلوب
وفجرا نعلقهم فوق مشنقة بالدروب
هو الحب في دولة العربيِّ النبيلْ
يجمع الحب والدم والدمع قاتله والقتيلْ !

***

لماذا تركتَ الحصان وحيدا ؟
تركته كي يستريح على العشب ،
يرتاح من سرجه الذهبيِّ ،
ومن درع فارسه المنهزمْ
وكي يسترد رياح البراري
ويستنشقَ الحب من أنف أنثاهُ
من لا يحب الأنوثةَ لن ينتصر ْ
تركت الحصانَ الى خَبَبِ السهل
حتى يعود بحافره للحروب الأخيرهْ
سلاما سريري
على كرْم نابلسَ
هل مايزال الحمام يطير
إلى بيت جارتنا في الغروبِ ؟
سلاما لقهوة أمي
ورائحة الخبز في الفجر من فرننا البلديِّ .
يطير الحمام .. يحط الحمام ُ
ولا قبر لي
بعد خمسين عاما من النفي إلا عروق التراب
بأرض المعادْ .
يطير الحمام .. يحط الحمام
أتيتك في النعش ميتا ،
ويأتيك جيل جديد
على صهوة الخيل
في بزة الفاتحينْ
حنانيكِ
موتى وقتلى
ونحيا مع اللوز في كل عامْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى