جمال الدين علي الحاج - الجنسانية بين المصطلح والغريزة

الجنسانية كمصطلح يعتبر حديث نوعا ما مع بداية التحليل النفسي والنظريات الفرويدية. بالطبع الجنس كغريزة طبيعية خلقها الله في الكائنات الحية لاسيما الانسان. فالجنس يمثل الحياة البناء والنماء والوفرة وهو بعكس الموت الذي يمثل الهدم والفناء. ربما من هنا صار ينظر اليه كنوع من السر الالهي يحمل ملمحا من القدسية فكان الحديث عنه سرا في ماوراء الابواب الموصدة وفي جوف الظلام. ثمة تابو السياسة والدين والجنس وهذا الكبت قد يولد شخصيات بالواقع تعيش حيوات متوازية. بالنهار كائن وبالليل كائن آخر وهذا التعريف لا يمكن أن نطلقه على الوطواط مثلا لأنه في كل الأوقات يعيش حياة واحدة بغرائزه الحيوانية كلها. هذه الشخصيات المتناقضة رجل / امرأة هي محل اهتمام الخيال بغموضها وجنونها وتحررها وقد حفلت بها الرواية العرببة. الجنس في الأدب في حد ذاته هو ليس غاية ولو بدأ كذلك يبدو العمل مبتذلا ورخيصا. كما في الواقع في الخيال يكمن جنونه في ولعه المتخفي; المتواري خلف غمزة أو لمسة أو رجة ثدي. في مجتمعاتنا العربية ولاسيما المناهج والتربية يعتبر الحديث في الجنس عيبا بالخصوص في وجود الأطفال وقد أثبتت الدراسات أهمية التثقيف الجنسي للأطفال ولايخفي كم الجرائم التي يمكن تفاديها.. من أنواع الثقيف والمدارسة يأتي دور الفن والأدب. الحداثة في الراوية العربية ليست مرتبطة بابراز مفاتن النص بصورة جنسية وكأننا نتعامل مع مرأة وثمة دعاة الحجاب ودعاة التحرر. لا. الأمر متعلق بروح النص. ماذا يخدم المشهد الجنسي العمل ككل وماذا يخدم المتذوق ليس اليوم ولكن بعد عشرات السنين. هل سيكون بنفس السخونة أم سيبرد مع تغير الزمان والأجيال وانفتاح العصر. في أعمالي الأدبية أوظف الجنس كغريزة طبيعية لدى الشخوص. وثمة من يعاني خللا جنسيا شبقا أو عجزا فرسمت المشهد بالكلمات تلميحا لا تصريحا وتركت لمخيلة القارئي سد الفراغات.. التاجر المتسلط في رواية جنوكورو. يقع على خادمته في مخزن الذرة فتلد له الولد بعد ثلة من البنات. شامة في رواية فلين جذور الصفصاف تدير منزلا للدعارة في قلب الخرطوم في عهد الأتراك.. رواية الباترا مخاوي الطير . الباترا نفسه نتاج لعلاقة جنسية غير شرعية في كل هذا الأعمال كانت الشخوص في النص تتحرك وفقا لرؤاها هي أحلامها وطموحها ورغباتها حتى الألفاظ كنت أترك لها حرية اختيارها حسب وضعها الأكاديمي والتعليمي والمجتمعي.. بما فيها التلفظ بكلمات أو همسات جنسية بذيئة كانت أو نبيلة.
أما أن يوظف الجنس في النص الأدبي لاستدرار عاطفة أو شغف القارئي أو لتنبه أعين الرقابة

جمال الدين علي الحاج - السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى