نبهان رمضان عوض - الأب الشرعي لانتصار اكتوبر

منذ عام 73 و تحقيق نصر اكتوبر حتى الآن يظل السؤال الذي يشغل بعض مثقفي و النخبة المصرية، من هو الأب الشرعي لنصر اكتوبر؟
بعض اعضاء التيار الناصري ينسبون هذا الانتصار ل جمال عبد الناصر بدعوى انه وضع الخطة و أعد العدة و لم يمهله القدر لتحقيق النصر الذي جناه السادات دون جهد أو كلل يذكر، ربما دفعهم لذلك حبهم لزعيمهم كما هي نفس العاطفة التي دعتهم لإطلاق لفظ نكسة على هزيمة 67.
السادات الذي عين سعد الشاذلي رئيس اركان القوات المسلحة بعد ما استبعد من القوات المسلحة الى قوات حفظ السلام في الكونغو، كما عين الفريق احمد اسماعيل وزيرا للدفاع بعد ما احاله جمال عبد الناصر للتقاعد.
السادات الذي اقتنع بما يقوله قيادات القوات المسلحة المصرية على رأسهم الشاذلي ان اقصى تقدير ما يمكن استرداده من سيناء هو 12 كيلو فقط. استكملت الخطة مع القيادات السياسية و استغلال هذا التحرك في المفاوضات الجارية بين مصر و اسرائيل التي فاقت بعد مرور ستة ايام من هول المفاجأة و استعادت قدرتها العسكرية و احدثت الثغرة التي اراد الشاذلي ان يشحذ لها كل القوات من الجيش الثاني و الثالث لتصفيتها بأي ثمن و ترك الأرض التي تم تحريرها بدون قوات و تبسيطا و تقليل من موقف السادات و باقي القيادات في الجيش المصري برر سعد الشاذلي رفض السادات لخطته بانه خشي من عقدة الانسحاب. ولم يذكر ان ذلك الرفض حافظ على الاسماعيلية و السويس اللاتين هاجمهما الجيش الاسرائيلي و فشل في احتلالهما.
تارة ينسبون النصر للضربة الجوية و على رأسها مبارك.
لم ينسبها أحد للقدرة السياسية في التفاوض لدولة مصر و الحصول على باقي الارض المحتلة بالتفاوض التي استعصت على القوة العسكرية ووصف اتفاقية كامب ديفيد بالإذعان و اعلان الهزيمة.
التخطيط لحرب اكتوبر و تنفيذ خطة النصر لم تكن حكرا على القوات المسلحة و لا القدرة السياسية فقط بل ايضا على صمود جموع الشعب و تحمل استهتار القيادة السياسية في فترة جمال عبد الناصر قبل الفشل العسكري للجيش في هزيمة 67، والعدوان الثلاثي الذي كان ردا على تصرفات سياسية غير حكيمه في مساندة حركات التحرر في افريقيا و شمالها نكاية في الاحتلال الانجليزي و الفرنسي لصالح الامبراطورية الجديدة امريكا المستفيد الاول من هذه الحركات.
كل عام في ذكرى نصر اكتوبر، يشاهد الشعب المهزلة التي حولت النصر لهزيمة نكاية في السادات. مازال الشعب صامد و صامت.
كتب: نبهان رمضان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى