بوح الكلمة مع الشّاعر ابراهيم مشارة من الجزائر.. حوار: حسين أحمد سليم

* السّؤال الأول :

>> الشّعر إحساس الحياة... والشّعراء يتحسّسون معاناة الأيّام... فيجسّدون ويرسمون بالكلمة المموسقة ما يستشعرون به... إلى أي مستوى يتمّ التّفاعل مع شرائح المجتمع بفئاته [SIZE=6]المختلفة؟.[/SIZE]
> الشعر إكسير البقاء ودرة الوجود وكيمياء الروح به تسمو الإنسانية وتنفلت من جاذبية الطين، قد يطلب الإنسان العلم ليحسن شروط البقاء على الأرض ، صحيح في العلم شفافية الروح وفضولها لفك لغز المجهول وهذا ليس من شان الكائنات الأخرى ولكن العلم يبقى لصيقا بضرورات العيش ومتطلبات البقاء أما الشعر فهو شيء خارق للمألوف إنه يتوجه بالناسوت الفاني إلى معارج الألوهة الباقية، يتراجع الشعر لأن كل الأشياء العظيمة تراجعت والعمق يكاد يتلاشى أمام الضحالة والساعات الطويلة المتراخية أمام تأمل عميق تدحرها أسنة الثواني العجلى ، الاقتصاد يزحزح كل شيء ويريد أن تكون له القنة ، الثقافة البصرية تخطف الأبصار والقلوب معا أترى أم كلثوم كان يمكن أن تجد لها مكانا في ساحة الغناء اليوم لو أنها بعثت من جديد؟ وهل ترى السياب المتأبط ديوان أبي تمام وإليوت والكادح في سبيل الأصالة الشعرية كان يمكن أن يجد مكانا له اليوم في بلاتوهات الشعر على غرار أمير الشعراء وستار أكاديمي؟ هل تسمع جحافل الشعب العرب للجابري أو الطيب تيزيني أم تسمع لعمرو خالد ومن على شاكلته من الحواة الذين يخطفون أبصار وعقول المراهقين؟ لكن الزبد يتلاشى أمام حكمة القرون والروح الإنسانية الخالدة تعرف ما هو ألصق بروحها وماهيتها والسراب يتلاشى على تخوم مملكة الإبداع.

غير الشعر يعرف غزوا من قبل من لا يحسنه وهذا الجواد الحرن يصر على ركوبه كل من هب ودب كثيرون يقولون كلاما ولو أنهم طالعوا وطالعوا لكان أفضل لهم ، ومن مزالق الكتابة الرقمية أنها في مكنة كل واحد ولذا ترى الواحد منهم يحسب أنه ينشر وينشر وأعتقد أن أدونيس أو مظفر النواب أو سميح القاسم أو محمد عفيفي مطر لا يفكرون إطلاقا في هذه الترهات الرقمية في أغلب الأحوال.


* السّؤال الثاني :

>> الشّعر فنّ من الفنون الأدبيّة المميّزة... ما هو دور الشّعر اليوم؟... مقارنة مع باقي الفنون الأدبيّة... وهل يُحقّق الشّعر طموح الشّاعر في المجتمع؟...

> بالنسبة للشاعر الحقيقي نعم ولك في نزار ودرويش مثالا حيا غير أن طموح الشاعر يحتاج إلى مدد زمنية قد تطول وهذا راجع لترسبات القرون. *الكلمة كانت ولم تزل سلاحا ماضيا... والكلمة الشّعريّة هي الأمضى في مواجهة التّحدّيات...


* السّؤال الثالث :

>> هل للشّعر دور في رسم مستقبل الأمم والشّعوب وكيف؟...


> الشعر يجمع ما تفرقه السياسة وما يعبث به الاقتصاد.



* السّؤال الرابع:

>> أين تقف في أعمالك الشّعريّة, مع وجود المدرستين, الخليليّة والحديثة؟... وكيف تُقيّيم أعمالك؟... وكيف تنظر للشّعر الحديث, شعر التّفعيلة, الحُرّ, وقصيدة النّثر؟...

> أميل إلى الشعر الكلاسيكي الآن ولم أكتب شعر تفعيلة بعد أحبه واحترم السياب والملائكة والبياتي وعبد الصبور ودنقل وقصيدة النثر محكوم عليها بالموت مستقبلا.


* السّؤال الخامس :

>> يتردّد من وقت لآخر... أنّ زمن الشّعر إنتهى؟! كشاعر ما هو رأيك؟ وهل حقّقت ما تصبو إليه من خلال القصيدة الشّعريّة؟...

> كلا ليس بعد، أظنني لم اقل شيئا بعد أحس أن المخاض الحقيقي لم يحن وقته أنا أجرب وأبحث عن طريقي وعن ذاتي، بعض ما كتبته ندمت عليه وآخر مزقته لأنه سخف كبير ربما البحث عن الشهرة والمجد والمكسب المادي دفعني إلى التسرع والوقوع في مواقع لا أرتضيها لنفسي مع أنني أؤمن تماما بفلسفة نجيب محفوظ العلمانية الحياتية أي فصل الأدب عن الدولة ، الوظيفة تعني مصدر رزق قار والأدب كهواية وعشق صوفي حميمي إن جاء المجد فمرحبا به وإن جاء المال فأهلا وسهلا وإلا فإلى الجحيم مراتبية الدنيا ولنا في ابن المقفع والتوحيدي وإدجار ألن بو وسقراط والسياب أسوة حسنة، المهم ألا تعيش بعقلية القطيع ولا تكن كيس لحم بتعبير سارتر، عش باحثا عن دروب الألوهة وإذا عرفت طريقك عشت في سعادة غامرة كما عاشها ناسك الشخروب ميخائيل نعيمة.


* السّؤال السّادس:

>> المنتديات الفكريّة والفنّيّة مُتعدّدة في وطننا والعالم... وهذا ما يعكس حالة نضوج ونهوض في آن... كيف تُقيّيم الحالة الفكريّة؟ والثّقافيّة؟ والشّاعريّة؟...

> المنتديات الأدبية وسيلة لنشر الإبداع والاطلاع على تجارب الآخرين إنها البداية لكل باحث عن دروب التواصل مع الآخرين وتمكين النقاد ودور النشر من التعرف على الشاعر بل وتفتح له سبل الاطلاع على المسابقات الشعرية التي ربما كشفت شاعرا جديدا لكن تبقى مصداقية المنتديات ومصداقية ما ينشر فيها محدودة جدا إن كثيرا من الهراء والرطانة تمتلئ به تلك المنتديات ولا أظن المبدع الحقيقي يراهن عليها ، النشر الورقي هو الأهم وهو الطرق إلى الإبداع الحقيقي والتزكية الحقة وأنا من الذين لا يعولون على المنتديات كثيرا ولا حتى على المجلات الإلكترونية ، إنني كلاسيكي جدا أحب أن أضع الكتاب على صدري بل وأعشق رائحته وأهيم بالكتب القديمة الطبع وبالمناسبة لقد قرأت مرة لبيل غيتس رأيا مفاده أن الكتاب الإلكتروني سيقضي على طرق الطبع القديمة وهو رأي مبالغ فيه، وشخصيا لا أقدر على قراءة صفحة واحدة على شاشة الكمبيوتر ناهيك عن كتاب برمته!


* السّؤال السّابع:

>> المرأة, كانت ولم تزل ملهمة الخلق والإبداع... فما هو دور المرأة الفعلي في إنتاجك وأعمالك الفكريّة والشّعريّة؟...

> المرأة خيال نطارده وماء فرات كلما شربنا منه أحسسنا بالحاجة أكثر إليه في فيافي الوجود والحب كما هو نعمة مذلة وقيد يتوق إليه كل واحد منا ألم يقل العقاد:

وهذا إلى قيد المحبة شاخـص وفي الحب قيد الجامح المتوثـب ينادي أنلني القيد يا من تصـوغه ففي القيد من سجن الطلاقة مهربي أدره على لبي وروحي ومهجـتي وطوق به كفي وجيدي ومنـكبـي

ويبدو أنه فعلا بدل من خلود فما أغلاه من بدل! وشخصيا لم أمارس الكتابة إلا بوحي من المرأة وفي سبيل مرضاتها فأنا أصاب مني كيوبيد كل المقاتل.


* السّؤال الثامن :

>> قهر الزّمن, بحدّ من تحقيق طموحات الفرد... فما هو وقع هذا الزّمن على مسيرتك الفكريّة والإبداعيّة؟..

> الزمن هو الحكيم الأكبر الذي يجدر بنا الاستماع إلى صوته دائما إنه يحف بنا ويسكننا ثم يهزمنا ويضحك منا كما ضحك القدر على جدنا أوديب ، الزمن يعني معضلة الموت الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعي مصيره ولأنه عظيم تراه يعيش متجاهلا هذه الحقيقة والإبداع هو وسيلة الأنا لإنقاذ نفسها من هوة العدم والمبدع يشعر بالرضا لأنه ينتج شيئا ينفلت من قبضة الموت والفناء، أرسطو مازال بينا وكذا امرؤ القيس ودانتي والمعري وشكسبير والسياب لأن إبداع كل واحد منهم هو هويته الحقيقية وتلك الهوية خالدة غير متبدلة ،عصية على مكر القرون ودهاء كرونوس.

لقد احتفظت في حياتي بشعور دفين هو شعور بالأسى وصادقت المعري وعمر الخيام ربما لأن بيتنا في زمورة يجاور المقبرة بل يفصل بينهما الزقاق وفي غدوي ورواحي كنت أمر بالأموات وأراهم في رقدتهم الأبدية ، وكان لغز ما بعد الموت يؤرقني وككل إنسان شرقي عانيت من الميتافوبيا كما أسميتها أنا !تلك كانت معضلة الموت هي ما أرقني وأفزعني ومرة أخذني والدي إلى طبيب أعصاب بالعاصمة فأخبر الطبيب والدي أنني فكرت في الموت كثيرا وأن هذا التفكير أسلمني إلى انطواء وسوداوية ونصحه بأخذي إلى أماكن استجمام بعد أن أجرى لي رسما كهربائيا للدماغ.


* السّؤال التّاسع:

>> كشاعر مُبدع... نأمل أن تُحدّثنا عن سيرتك الذّاتيّة بشيء من التّفصيل, وصولا ليومنا هذا, على الصّعيدين الإجتماعي الإنساني والفكري والإبداعي؟...

> ولدت في زمورة بمحافظة برج بوعريريج شرق الجزائر في شباط عام 1967 -عام النكسة - قرأت القرآن الكريم في كتابها ودرست بمدارسها الابتدائية وكان بيتنا يزخر بأمهات الكتب كالعقد الفريد ،الأغاني، الكامل في التاريخ، تاريخ ابن خلدون الأمالي، مؤلفات العقاد، طه حسين والمنفلوطي وغيرهم فوالدي حجة البلدة في اللغة والفقه والتفسير نشأ عصاميا واشتغل معلما أول الأمر ثم مفتشا وفي مكتبتنا تلك عرفت لذة الخلوة بالكتاب والاهتمام بعالم لا يشاركني فيه أندادي من الصغار. حصلت على البكالوريا عام 1986والليسانس عام 1992 ثم انسحبت من الجامعة وأنا طالب في الماجستير احتجاجا على تردي الأحوال العلمية وكراهية للشهادة التي صارت في البلد موضة دكتور بلا مؤلفات ، ولا بحث أو مقالة في مجلة محكمة مهزلة المهازل، وشر البلية ما يضحك كما قال أبو الطيب ولقد حضرت مرة مناقشة رسالة ماجستير لأحدهم بعنوان الرثاء في الشعر العباسي فأحصت عليه اللجنة أكثر من مئة خطأ نحوي ومنحته الماجستير بدرجة مشرف جدا مع أن الموضوع مطروق مستهلك ، ماذا يقدم للبحث العلمي لا شيء غير الرداءة وتكريس منطق الاستهلاك والتبجح والعنجهية الفارغة ،وبالمناسبة صار الرجل من أعيان السياسة وأقطاب الحل والعقد في البلد وما أكثرهم في بلدنا المسكين الذي يفتقد إلى مرجعية حضارية وفكرية ! ويبدو أن للاستعمار والسياسة دورهما في تردي البلد في دركات النقص والضحالة.

وحاليا أشتغل مفتشا للتربية الوطنية متزوج وأب لخمسة أطفال.

أصدرت أول كتاب عام 2007 وهج الأربعين، مقالات في النقد نشرتها منجمة في مجلات المشرق والمهجر كالعربي ، الجيل ، المعرفة ، المنهل ، الرافد ، الواشنطوني العربي ، صهيل، وغيرها.

وكتاب ثاني ديوان الحكايا على غرار "المعذبون في الأرض" لطه حسين أو " وجوه وحكايات" لمارون عبود إنه نوع من التوثيق الأدبي التاريخي لبلدتي زمورة مع الاحتفاظ باللمسة الفنية والبصمة الإنسانية وكتاب ثالث أكمله حاليا" بين الشرق والغرب "وهو في أدب الر حلة فضلا عن ديوان شعري إلكتروني في أبيات كم وقصايد وبوابة الشعراء.

شاركت العام الماضي في برنامج أمير الشعراء ولي فيه مقال طويل منشور في ديوان العرب والواشنطوني العربي وملتقى الأدباء والمبدعين العرب وفي عام2008 نلت جائزة الاستحقاق من دار ناجي نعمان الأدبية في بيروت وجائزة القصة عن اتحاد أدباء العراق عام2007 بقصة العربي ولد صالحة وفي هذا العام اختيرت قصتي طيور الشمال من بين 65 قصة لطبعها في كتاب الفائزون عن دار نجلاء محرم بالقاهرة علما بأن مجموع القصص المشاركة ستمئة قصة من كل البلاد العربية ومن المهجر.


* السّؤال العاشر :

>> عادة ما يُكرّم المبدعون في بلدنا بعد فقدانهم إلاّ نادرا؟!... ويُقلّدون الأوسمة التّقديريّة بعد رحيلهم؟!... لماذا؟... وبرأيك, هل يقوم أولو الأمر بواجباتهم الرّسميّة إتّجاه المفكّرين والمبدعين؟...

> القيادة السياسية في العالم العربي مطالبة بالاهتمام بالفكر لأنه المخرج الوحيد من ربقة التخلف، ما تطبعه إسبانيا من كتب في العام يفوق ما تطبعه البلاد العربية مجتمعة بل حتى إسرائيل تتفوق علينا في هذا المضمار ومن السخف النظر إلى الثروات الطبيعية على أنها كل شيء الإنسان هو الرأسمال الحقيقي والاهتمام بتنويره وتثقيفه خير ما نعده للمستقبل أما الثروات الطبيعية فهي إلى زوال . إن السلطات السياسية في عالمنا العربي مطالبة بتحرير المواطن العربي من عقدة الخوف : الخوف من الحياة ومن المغامرة ومن الماضي ومن الميتافيزيقا ومن الحاكم بأمر الله ، الحرية بيت القصيد ومعقد البقاء الحرية الشاملة في أسلوب الحياة وفي المعتقد وفي السياسة والفكر للرجل والمرأة على السواء وبلا شروط ثم عليها فك الرابطة التاريخية التي تربطها برجال الدين إن استحواذ السلطة على المؤسسات الدينية وإلحاق حاشية الفقهاء بالحريم السياسي يضفي الشرعية على ما تفعله السلطة في عالم عربي متخلف فكريا ويمكنك أن ترصد أخطار هذه الظاهرة في الإعلام العربي وترى العلماء الجدد علماء الإعجاز والحبة السوداء والرحلات المكوكية الصوفية وما تفعله في وجدان العربي وفي المقابل ترى الضيم والإجحاف الذي يلحق بالمثقف الحقيقي . إذا اتجهت السلطة إلى تحرير الإنسان العربي من هيمنة الماضي فقد أسدت خدمة جليلة إلى المواطن العربي لأنها تدخله في ركاب التمدن والمثقفون مطالبون بالكف عن الهرولة والتزكية والبحث عن المغانم الشخصية ولهم في مثقف كأبي حيان التوحيدي أسوة حسنة.


* السّؤال الحادي عشر :

>> إذا كنت من العاملين في القطاعات التّربويّة, فهل تُشجّع طلاّبك مثلا على قراءة ونظم الشّعر؟...

> إنني بحكم وظيفتي لا أتوانى لحظة في الدفاع عن قناعاتي وفي توجيه الأساتذة إلى العناية بلغتهم وفي دفعهم إلى القراءة وتجديد الفكر، العقل كالبركة إن لم تغذه بجداول يأسن أو هو كالشفرة إذا لم تصقله بالمطالعة والتفكير يصدأ ومن جهل شيئا عاداه المعرفة والاطلاع على ثقافة الآخر هي ما يعصم من التعصب والهوية شيء متطور حي قابل للتعديل وإلا صارت الهوية قاتلة بسبب الانطواء ورفض الاستفادة من تجارب الغير والاحتكاك بثقافاتهم .


* السّؤال الثّاني عشر:

>> ما هي مُقوّمات الوعي الثّقافي للفرد؟... وكيف يُمكن النّهوض الفكري لمستوى محاكاة الحالة العصريّة المعولمة؟...

> إن الحالة التي نعيش فيها هي حالة الحطام المفتوح إن المستقبل ممكن ولكن التحدي كبير إن العرب والمسلمين خرجوا من السباق الحضاري يوم كف العقل عن الإبداع واكتفت الأمة بالاجترار من الكتب القديمة وعميت عن رؤية الطبيعة والتعامل معها بلغتها، لقد كتبت مقالا نال جائزة الاستحقاق من دار ناجي نعمان ببيروت عنوانه "زكي نجيب محمود وإخفاقات النهضة العربية" قلت فيه ومما يؤسف له أعمق الأسف أننا بقينا نراوح مكاننا نقدم رجلا ونؤخر أخرى ضعفت ثقتنا بأنفسنا إزاء أسلافنا وعدنا إلى الدجل والشعوذة وتفسير الأحلام).

إن هذا يختصر المأساة افتقاد النظرة العلمية للأشياء وأقصد العلم بالمفهوم الكونتي لا غير. السياسة علم وهي عندنا تسير بالغرائز والاعتبارات العصبية والعلم الطبيعي مغيب تماما والانسانيات نهب للدجل وفوق ذلك عادينا الكتاب ولبسنا له جلد النمر وتحولنا إلى أمة مستهلكة تخترع فيها الصناعة الغربية والصينية الحاجات وهذه قمة المأساة ومن العجب أننا أمة نخسها الطهطاوي في القرن التاسع عشر ثم سلامة موسى وطه حسين ومحمد عبده والأفغاني ولكنها مازالت لا مبالية وكأن الأمر لا يعنيها وبالمناسبة ما هي قيمة هؤلاء الأعلام الذين ذكرتهم بالقياس إلى العلماء الجدد في القنوات الفضائية الخليجية والمصرية خاصة؟

على أن المستقبل ممكن، سبيل النهضة واضحة لا التواء فيها هي الأخذ بالعلم ولا شيء غير العلم ثم دمقرطة الحياة السياسية وإيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي عبر سلام دائم وشامل يحفظ حق الشعب الفلسطيني فاحتلال أرضه هو وصمة عار في جبين الإنسانية والأمم المتحدة وهناك خطر داخلي فالسلفية هي ردة ونكبة واستشراؤها في صالح الأنظمة المستبدة وفي صالح إسرائيل كما أن التفاوت الطبقي يقضي على الإحساس بالانتماء لوطن واحد وينمي مشاعر الكراهية والحقد والأمة العربية هي الأمة الوحيدة التي تبدي تناقضا صارخا لا مقبولا بين ثروات شخصية فلكية وفقر إملاق يدحض الكرامة عند عموم الناس ما معنى أن أنتمي لهذا الوطن أو ذاك؟ أن أعيش عزيزا لا اشعر بالخصاصة وإلا فالأمر كما يقول أبو الطيب: وكل امرئ يولي الجميل محبب وكل مكان ينبت الــعز طيـــــب السّؤال الثّالث عشر: كيف ترى مخاطبة المُثقّفين والمفكّرين والأدباء والشّعراء وغيرهم من الفنّانين والمبدعين في هذا العصر؟...

لقد حاولت أن أبتعد عن مغازلة السلطة عندنا لأنها تغتصب عذريتك مقابل إبرازك إلى النور وأي نور ؟ كثيرون فقدوا شرفهم وموهبتهم وإنسانيتهم مقبل الإغراء الذي تقدمه السيدة السلطة وفي النهاية الموت الحقيقي ،النفاق لا يعيش والمكاسب الفورية هي مكاسب غريزية يشترك فيها الناس جميعا فأين تميزك؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى