ابراهيم محمود - استغراب.. نص

يحب نساءه كثيراً
إلى درجة أنه خصص لكل منهن غرفة خاصة بها
ويشتري لهن أعلى العطور
وما تشتهيه نفس كل منهن من الطعام
ومفاتيح غرفهن في جيبه
يستغرب لماذا يشكو قلبه العزلةَ

الألعاب التي يشتريها لأطفاله
لا تقدَّر بثمن
الثياب التي يأتي بها لهم
من أشهر الماركات
يتركهم يلعبون
وهو بعيد عنهم
يستغرب لماذا لا تبتسم عيونهم

من الصعب وجود من يحب الطيور مثله
طيور مختلفة
لكل طائر قفص من ذهب
وهو يطعمها ويسقيها بنفسه
يستغرب لماذا لا تغرد

لا أحد مثله يحب الماء
إذ يغتسل يومياً
مستخدماً أفضل أنواع الشامبو
والعطور
ويتباهى بها
يستغرب لماذا يسد الناس أنوفهم
حين يمر بهم

فتح طرقاً كثيرة إلى بيته
إنها طرق معبدة بأفضل المقاييس الهندسية
يستغرب لماذا بيته القلعة غارق في الصمت

رجل يحب نفسه كثيراً
يلبس ما تشتهيه نفسه
ينام وسط الورود
يتفرج على نجوم السماء كثيراً
يعلم بأمره الناس جميعاً
إلى درجة أنه
حين مات
لم يمش أحد في جنازته
لم يضع أحد ولو وردة على قبره

هنا عبقت ورود بيته
غرَّدت طيور بيته
شعر أطفال بيته بالمرح
سلَّمت نساء بيته أنفسهن للهواء الطلق
تنفست طرق بيته الصعداء

ابراهيم محمود

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى