بابلو نيرودا - عارية

امرأة مكتملة ، تفاحة لاحمة ، قمر شهواني
رائحة عشب بحري زخمة ، طين وضوء في حفلة مساخر ،
أي وضوح سرّي يتكشف بين عموديك ؟
أي ليل غابر يلمسه المرء بحواسّه ؟

آه ، الحب ارتحال في الماء والنجوم ،
في الهواء الغريق وعواصف الطحين ؛
الحب صليل بروق ،
جسدان مقهوران بعسل واحد .

قبلةٌ قبلة أرتاد أبديتك الصغيرة ،
تخومك ، أنهارك ، قراك الململمة،
فيما نار أعضائك الحميمة – المتحولة ، اللذيذة –

تزلق عبر مسارب الدم الضيقة
إلى أن تنصبّ ، عجلى ، مثل قرنفلة ليلية ، وتكون :
ولا يبقى ، في العتمة ، فير ومضة ضوء .

نحتّ فمك، نحتّ صوتك ، وشعرك ،
صامتاً جائعاً أجوس عبر الطرقات .
الخبز لا يسدّ جوعي ، الفجر يمزقني ، أقضي نهاري .
متتبعاً وقع خطاك المسائية .

أجوع إلى ضحكتك الملساء ،
إلى يديكِ اللتين بلون غلالٍ شرسة ،
أجوع إلى الشحوب الحجري لأظافركِ ،
أودّ لو آكل جلدكِ مثل لوزة ناضجة .

أود لو آكل شعاع الشمس المتوهج في جسدك البديع ،
لو آكل أنفكِ الملوكي في وجهكِ المتكبّر ،
أود لو آكل الظل المتلاشي على رموشكِ .

***
أنا لا أحبك كما لو كنت وردة ملح ، أو حجر توباز ،
أو سهماً من القرنفل أطلقته النار .
أحبك كما تُحَبُّ سراً تلك الأشياء الغامضة
الممتدة بين الظلال والروح .

أحبك كتلك النبتة التي ما أزهرت قط
ولكنها تحمل في داخلها ضوء أزهارها المحتجبة .
شكراً لما يفوح به حبك من عبقٍ صُلب
يصّاعد من الأرض ، ويحيا غامقاً في جسدي .

أحبك من دون أن أدري كيف ، أو متى ، أو من أين .
أحبك هكذا مباشرة ، بلا تعقيدات أو كبرياء ؛
وأحبك لأني لا أعرف أسلوباً آخر.




.
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى