بشرى الفاضل - رمى النهرُ أطماءه و تثاءب..

جرى النهرُ وعداً و نيلاً ..
ففارَ حشا الأرض ..
يستصلح الأمكنةْ .
ولكنَّ عمراً طويلاً مضى ..
ما شهدنا الحدائق ترفل في حُللِ البستنةْ .
لا ..
ولا الشجراتُ تميلْ .
فآمالها في الثمارِ انمحتْ بددا .

مضى نصف قرنٍ
فأضحتْ حقول الخلاء البعيد ..
ملاعب مُقفرةً ..
دون حوذيين ..
ولا أحصنةْ .

من يعيد , سوى الشعراء ( لمأوى الثعالب طفرة مزرعةٍ في جبلْ ؟ )* .
فالهديلُ انتفى ..
و البريقُ انطفا ..
و المياه طوَتْ حسنها في خريرٍ بلا غايةٍ ..
فرمى النهرُ أطماءهُ و تثاءبْ
إذ .. ليس في وسعِهِ الميكنةْ .
و في كلّ شبرً نُهيرٌ جديد
فما أرحب الشطئآن المديدة ..
ما أتعس الممكنا .

و ترنو الصحارىَ لماء السماءِ
لأنَّ الحبيب الذي هامَ وجداً ..
تمرّغَ في بعضِ سيقانِ أجسامها ..
ثم .. مَرْ .
و لم يرْوِها من مياهِ الهضابِ ..
فطاشت بذور النماء العِطاش ..
و صاغ السحابُ
مراثي المطرْ
بصوتٍ حبيسٍ
ولا دندنةْ .



بشرى الفاضل
جدة ـ أبريل 2006


ــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من قصيدة مزرعة في الجبل للشاعر محمد المكي إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى