نيروز مناد – الجنس والقارئ العربي.. أية علاقة

ما إن يلمح القارئ العربي كلمة جنس في أي كتاب حتى يصبح هذا الكتاب مرفوضاً و مرغوباً بالنسبةِ له بنفس الدرجة فالجنس كان و مازال الموضوع الأكثر غموضاً و سريةً بالنسبةِ للقارئ العربي و على الرّغم من هذا فإنَّه الموضوع الأكثر متابعةً و قراءةً على الإطلاق.

و على هذه الأساس أيضاً نجد مثلاً أن مواقع الأفلام الإباحية هي الأكثر مشاهدةً في بلادنا _ سراً _ و هي الأكثر عرضةً لهجوم علانيةً من قبل نفس المتابعين لها على الأغلب و هذا ليس ازدواجيةً في التّفكير لدى المتابع العربي بل إنَّه _ في رأيه _ نوعٌ من الحفاظ على هوية المجتمع المحافظ و الذي لا يقبل الإشهار بالرذائل!.

أمَّا بالنسبة للجنس في الأدب العربي فأنا لا أحبذ التَّعامل مع الجنس كموضوع تجاري يستخدم في مسألةِ التّسويق للنَّص في حين يكون المحتوى رديئاً و مبتذلاً بل أتمنى أن يتم التّعامل معه كما هو في الحقيقة و ببساطة : كتفصيل مهم من تفاصيل حياتنا يحق لنا الحديث عنه من أي زاوية نشاء طالما أنَّ الحديث فيه راقٍ و هادف و ممتع و يتجه نحو فكرة مهمة و مفيدة.

بالإضافة إلى أنَّ في حياتنا الكثير من الممارسات المريضة و المرعبة و التي يجب الحديث عنها بوضوح و للأديب في المجتمع دور المرآة و يجب عليه نقل هذه الممارسات و تسليط الضوء عليها فكيف يمكن لنا أن نناقش مسألة الدعارة مثلاً أو سفاح القربى أو الاغتصاب بحرفيةٍ عالية و جديةٍ و التزام و حولنا عشرات الممنوعات و أقلامنا محاطةٌ بمئاتِ المستعدين لإطلاق الاتهامات كيفما شاؤوا لمجرد أنَّ جرأتنا خدشت نوافذ بيوتهم الزّجاجية!.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى