صابر رشدي - موقف.. قصة قصيرة

كنت جالسا مع جمع من الأصدقاء، نثرثر فى أشياء فارغة, حتى لمحته يقترب منى, ويسحبني بيدي ـ تعال معي .
مشيت إلى جواره فى هدوء، مستجيبا له، لم يكن أريحيا مطمئنا كعادته. ثمة انكسار، وأسى دفين، يطويه بين جوانحه، كان يبدو متأثرا وحزينا، هذا ما ألاحظه عليه منذ فترة غير قصيرة
ـ أنظر إلى هذه الباحة !
قال.
ثم أضاف بعدها والدموع تلمع فى عينيه.
ـ لابد من عمل سرادق كبير هنا.
ـ لمن ؟
سألت .
فذ كر لي صديقنا الذى توفى منذ أيام قليلة دون عزاء .
ـ نحن أولى به، أسرته لم تهتم بشيء . قال .
ثم بنبرة مخنوقة أضاف.
ـ سأتكفل أنا بجميع المصروفات .
وقفت ساكنا أمام جديته، وأناقته البرجوازية، أمعن فى سمته الرصين, رغم أنه فى مقبل العمر.
ـ متى نقيم العزاء؟ سألت .
ـ غدا ، لا تؤجل. أجابني .
فى الغد، كنت أقف فى مدخل السرادق، أتلقى العزاء، مسترجعا توجيهاته لي بالأمس، قبل أن يفارقنا. كنت مذهولا،غير مصدق.


* نقلا عن:
بوابة الحضارات | قصة قصيرة.. موقف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى