ابراهيم محمود - أهو.. هو ؟! - قصة

أبصر النور موفور الصحَّة. كان هائل الضخامة، مهيب الطلعة. جاؤوا بحفاضة ليلفُّوا به جسمه. نهَرَهم، مثلي لا يوضَع في حفاضة، علق سريعاً. لكنه عريك؟ ردوا عليه. إنها حقيقتي وليس عريي، تراجعوا. فتراجعوا منكمشين على أنفسهم، مصدومين به.
***
قال: علي أن أخرج، لأرى العالم.
أطلق تنهيدة، وهو يدير المحيطات، البحار والأنهار بسبّابته. ارتعدت النجوم، الكواكب، المجرات، فتوارت، واحتمت كل منها بموقع لها.
هكذا أريدك! قالها دون أن يلتفت إلى أي مكان، بالعكس الأمكنة كانت مرئية بكاملها لديه.
***
قرَّر أن يتزوج. جاء بزوجة تليق به، من اختياره. احتفوا بزواجه. نبههم إلى ألا يطيلوا ويقلقوه بزعيقهم. هكذا سمَّى أصواتهم. صار له أبناء وبنات. تركهم في حال سبيلهم. حذرهم من الاقتراب من علّيته ذات البللور الشفاف. كان يرونه منكباً على الكتابة، يكتب بيديه، من اليمين إلى اليسار، وبالعكس، من الأعلى إلى الأسفل، وبالعكس، وبشكل دائري وحلزوني.
***

قال لنفسه: علي أن ألهو قليلاً! جاءت إليه العوالم: الفرح، الحزن، السأم، القلق، اليقين، الشك، الانقباض، السكَّر.أشار إلى الشك بالاقتراب منه. هرول إليه: أنت الآمر على كل شيء، عليك أن تدخل في روح كل كائن، خاصة هذا الذي يزعق بعد الآن.
***

مالي ابتليت بما أراه. رددها بينه وبين نفسه. علي أن أبتعد عن كل هؤلاء.
من يقترب مني، من تخوّل له نفسي الصعود إلى علّيتي سأنهيه في الحال. إنني أراكم فانتبهوا. انصرفوا إلى شئونهم. الكائنات جميعاً كانت على علم به، ومن قراره الصارم.
***

مضت أزمنة، ولم يخرج من علّيته، ولكم تعبت أنظار من متابعته،وانتظار خروجه، ظهوره، سماع صوته. سؤال واحد تكرَّر: أين هو، وماذا يفعل ؟
***

جُل ما عرِف منه، أن ثمة أوراق سقطت من علّيته، وتناثرت في الجهات الأربع، بلغة غير واضحة، لازالوا منشغلين بفك حروفها ومعناها. أين هي بقية الأوراق؟ تساءلوا وصمتوا.
جُل ما عرِف عنه، أن ضحكاً أو ما يشبه الضحك، له دوي، لا يتوقف وهو يعم الجهات، قدّر أنه ينبعث من تلك العلية. إنما من يجرؤ على الصعود للتحقق ؟!


ابراهيم محمود

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى