بشرى الفاضل - حكاية البنت التي طارت عصافيرها

bushra.png

كنت مدية وسط حشد غريب من البشر ، لا تجمعهم سلطة خضروات شحاذين وجزارين وحرامية ، قافزين ومادحين وجنود غلاظ رائحين وغادين ، مترهلين وعجاف ، باعة متجولين ومتشردين وسبابه ، منتظرى مواصلات وجلابه ، متانقين ومتاففين .
ومن بين كل هؤلاء ممثلون منتخبون يطاردون النساء بالعيون والايدى والاجساد، ومن لم تسعفه الحركة يطارد بالاستجابة المباشرة الحسية او حلم اليقظة

كنت مدية حادة السنان تشق طريقها وسط الزحام فتجدث الما مفاجئا في كتف هذا مشفوعا (بمعليش) وجرحا في قدم هذه متبوعا(بسوري) ولكمة في وجه تلك موصولة بمتاسف) وكنت من فرط سرحاني لا انتظر ردا علي اعتذاري….
كان النهار اخضر لا كعادة الصيف ،كنت ملتويا بالبهجة كعمامة اعرابي يزور المدينة للمرة الثانية، لا العاملات سعيدات مثلي ولا ربات البيوت -اانا ابن المحطة الوسطي العنكبوتي الجيب المشرئب عنقا لحادث حركة او مظاهرة نشال، المستيقظ منزولا، التضور جوعا ، الباحث في خشم البقرة عن عمل .. شغبي مكتوم ومظلوم ابن مظلوم ومع ذلك سعيد

هل ينتزع الاوغاد سعادتي ؟؟.. هيهات .. وهكذا كنت لا انوي التجول فتجولت والناس مكدسة بطيخ بشري . كل ينتظر وسيلة مواصلات دنوت من احد الاكوام واخرجت ادوات انتظاري .. اخرحت كوعي اولا ثم راحة يدي فعاونا رجلي في حمل الجسد المستهلك يوميا والمتعب علي مدار العام. ومن بعد اخرجت عيني ثم طفقت انظر.. انظر في الاتجاهات جميعها واختزن..

رايت اولا رجلا اعمي ، كأنه وهو ينظر امامه يقرأ من لوح محفوظ..ومضي الرحل لحاله لكن نقودي تناقصت . رأيت ثانيا امراة بدينة لدرجة انها حين تنادي وليدها يا هشام ) تحس بحرف الهاء يطن في اذنيك مليئا بالشحم ، رأيت رجلا عبوسا وطفلا تغازل رجلاه علبة صلصة فارغة .رأيت اصواتا وسمعت روائح لا حصر لها وفجأة وسط هذا كله رأيتها

قفز الدرويش مكان قلبي .ورأيتها فارعة الطول من غير ان تتأرجح .. قمحية لا كالقمح الذي نعرفه . ولكن كالقمح حين يكون قمحيا مثلها،اخذت من الضباط اجمل ما فيهم مشيتهم. ومن الناس اخذت البابهم . تراها فلا تشبع قلت لنفسي: هذه بنت طارت عصافيرها كان وجهها مستديرا ويبدو هكذا:

وكان انفها كالخضر الطازج ولها عين: ياالله ! وعنق فرعوني ذو وترين مشدودين انيقين لايبدوان الا اذا التفتت. واذا التفتت هربت جميع البائعات بفولهن المدمس وتساليهن الملوح . وهربت الشوارع من حفرها والروائح النتنة من اماكن بيع اللحوم، وهربت ذاكرتي الي مستقبل اتمناه ، اذا صببت ماء في هامت البنت التي طارت عصافيرها ، انحدر ناحية الجبهة . وكان جسمها اذ تمشي يتماوج، كأنه بريمة تنداح دوائرها في قطعة حشب تنوي ثقبه

اقبلت نحوي فنظرت لحالي واصلحتها، واقتربت اكثر فرايتها تمسك بطفلة صغيرة تشبهها الا من بدانة في الطفلة كانت يداهما تتشابكان كأنهما مصممتان خصيصا لذلك، وكأن كلا منهما تمسك بشرودها. وكانتا تعقدان الحواجب بلا دهش بين كل دقيقة واخري بحيث يبدو ما يحدث لعينيهما مثل برق يغسل عن وجهيهما نطرات الآخرين الجائعة.
قلت هذه فتاة طارت عصافيرها ، ثم التفت لاختها فقلت: هذه تميمة ولا بد جاءت بها لتقيها من شر الآخرين .هذه تميمة طارت راحتها.
>
ورأيتهما كثيرا جدا حتي تخيات نفسي بالمقابل بشعا، فأجفلت ولكنهما مااجفلتا ونظرت للتميمة .ان فمها دقيق طأنه لا يأكل اللايوق الذي اتلوث به. والتفت الي الناس ثم اليهما مرة اخري ونظرت ثم نظرت،نظرت.. نظرت! حتي انقذ الموقف عربة اجرة دلفت علي حين مباغتة فأفسح الناس للتميمة والبنت التي طارت عصافيرها.علي غير عادتهم مع النساء الاخريات ، فركبتا ومن خلال غبار المنافسة وجدت نفسي ايضا داخل العربة.
تحركنا وكانت العربة معطوبة ناشفة في سيرها .كان جاري يدخن وجاره محشو بالبصل ولولا ان النهار كان اخضر، ولولا البنت وتميمتها وما شذ من جمالها اخبارها مما ذكرت لنزلت من تلك العربة التعيسة غير اسف

وعلي كل تصرمت خمس دقائق حين جأر الذي هو بصيل بالبصل-عندك هنا يامعلم. ثم نزل وضرب الباب كأنه يسقط عليه شجارا بائتا جبن من خوضه في حينه، فأختزنه. تحسس السائق خده الايمن كأن صفعة الباب كانت به. ثم تمتم لنفسه_ناس ما فيها رحمة. ترنح الرجل البصلي وعاد ادراجه ورمق السائق بعين حمراء ثم فجر قنبلته.
ايه قلت شنو؟
صحت فيه امشي يالله يا ابن العم الحكاية يسيطة.
تدحرجت العربة واختلط هدير موتورها بسباب الرجل البصلي ولعناته . وكأن السائق كان يعنينا بمواصلة الحديث الذي يشبه المنولوج حين قال : ناس ذي الحيوانات.
ثم سحب الحال علي البشر كلهم وما لبث يذم ويتنرفز حتي وقعت العربه في حفرة الشارع الرئيسية ثم وثبت كما تثب ضفدعة . ونقت فداس عليها سائقنا فرضخت وسارت قدما مزمجرة.
كأن ظهري من فرط قسوة العربة قد بدأ يؤلمني نظرت امامي حيث البنت التي طارت عصافيرها وتميمتها فاحرزت انهما اتخذتا شكل المقعد.لا تشعران بالوجع ولا ينزلق غضروفهما. واخيرا وصلنا. نزلت البنت وتميمتها ونزلت انا ثانية فلم اسمع صوت ارجلهما بيد ان وقع حوافري كان مسموعا للجميع. واوشكت ان اتحسس اذني هل طالتا؟! سارتا فسرت خلفهما، لا كعادة السودانين ، وكنت من انصار السير بالتوازي قبل رؤيتهما ولكن مشيتهما كانت ايقاع خواطري .
قلت لابد ان ينبثق الايقاع اولا. سارتا امامي موسيقي بالغة العذوبة وسرت لشدة اضطرابي اشترا.

وفجاة التفتتا جميلاً جدا ناحيتى وكان ثمة غضب ملون منقوش على نبيل وجهيهما
قالت الكبري
- مالك مبارينا ؟؟
قلت: مقللا من وتائر فزعهما
- لا يا ابنة العم ، عندى مثلك . ولا اطارد الجمال بالبنادق فى الشوارع
>قالت: !! قديمة -
> قلت : لا صدقينى . وكدت أن اقول ( عندى مثلك احبها وتحبنى ويحب ناقتها بعيرى الف مرة اجيئها غاضباً واخرج من عندها هاشا باشا كان لديها مصنع للفرح ، خرجت فى ذات يوم من لدنها مليئاً بها حتى غازلنى الناس فى الشوارع ).
أنسابت من حنجرة البنت التى طارت عصافيرها أنغام صافية مكان الضحك .
ثم سكتت
وسكتُ
دار خاطرى فى ذكرى حبيبتى يا لها من عفريت .
تلك فتاة شديدة الاعتداد بنفسها . شديدة الوثوق بها . قالت : والصيف على اشده ونحن نرجع من حفلة موسيقية جدتى كان يغنى عليها السرور
قلت : اولئك مطربون اوقعهم شعراء المرحلة فى التهلكة فصاروا يتأوهون ويتأرجحون بانتظام طرباً بمفعول لحن وكلمات هابطة قالت : كيف ؟؟
قلت : - شعرائهم كانهم قصابون ، يبيعون المرأة جزءا جزءا اذ يدنو الرجل من متجر فيه حنجرة تغنى وتصيح : نهد ،، نهد ،، وجنة .. وجنة فيقلب الرجل فى اجزاء المرأة ما طاب وتنبهه الحنجرة لجمال بعض الاجزاء الغائبة عليه ويخرج الرجل بعد ان يكون قد اشترى نهداً بالبصل أو خصراً بالجرجير ومن كان عنده ضيوف يشترى كفلاً

قالت حبيبتى : يخصنى ذلك كلام منك قبيح احشر لسانك خلف اسنانك ، هل نسيت ان بينهم خليل فرح ؟ فالقمتنى حجراً ولابد ان حالة سرحانى عاودتنى اذ ما ان التفت حتى لم اجد البنت التى طارت عصافيرها ولا لشقيقتها اثرً صنعت من حواسي مختبراً للتجسس على البنت وتميمتها الاذنان مايكروفونان والعينان كاميرتان والانف معمل كيميائى واللسان نشرة اخبار وكان المختبر يعمل بكامل طاقته لا كمصانع هذه الايام ، ثم ترصدت مثل فأر يترصد حركات عدوه التقليدى ، فيتفاداها ثم ان رادار البنت التقطنى
قالت :- وهى تركض خلفى وانا اوسع من خطواتى خوف ان تشتمنى
- عذبتنى ،، انت داير منى شنوياخ !؟؟
قلت : لاشئ سوى ان اراك .. اغنيك .. احلم بك ، لا دخل للاذى فى علاقتنا ، انه انجذاب وحيد الجانب فانا يعجبنى من هو مثلك ولكننى اشعر امامه بالدونية .
ضحكت مرة اخرى فسقط قلبي فى ثلج الرضا والفرح
سألت : شاعر ؟؟
قلت : يقولون .. ومن اخبرك بامرى؟؟
قالت : سمعنا
قلت : ومن معك حتى تخاطبين نفسك بضمير التعظيم؟؟ الا ان وجهك نور ، وصوتك نور ، وانت مرايا معلقة فى دموعى تضئ وابكى
قالت جميل كنت أسيئ فهمك الان حصحص الحق انت تعرف شباب هذة الايام تافهون ووقحون
قلت : بل اعرفهم ،، أنبشى تجدين نفيس المعادن ، المعادن لا توجد على السطح اصحابي اكثر من النمل ، غالبيتهم يَتفهمون ويَفهمون ويُفهمون ركضت البنت بفرح امامى ،، وكان قوامها يتماوج حتى اختفت ، ورن فى أذنى صليل جرسه العذب . وما انفكت صورة عينيها تضئ وتظلم فى دماغى ، وما برح وجهها يغذى ذاكرتى بالفرح طارت عصافيرها
طارت
طارت
طارت
وهكذا اصبحنا صديقين لشهر كامل استمرت مقابلتي ليها في الشارع العام نركض ، نضحك ونتحاور فلم اصل غورها وخفت ان تكون قد لامست سطحي. وذات اربعاء سألتها
- من تلك التي في يمينك ؟
- اختي اتوكأ عليها وتساعدني علي السير في الاسواق وتحفظني من شرور العربات .
قلت :تميمة؟
قالت: ماذا؟
قلت: رقية. تحفظك من شر العيون ،
ثم قلت لنفسي: (واذا المنية انشبت اظافرها الفيت كل تميمة لا تنفع).
وحدقت في وجه الجميلتين مليا،الصغري ذَبُلت وخارت قواها كما تخور قوي ثور الساقية لابد ان المشاوير قد اشاختها قبل الطفولة ركبت معهما كانت العيون فد بدأت تتطاير من اركان الحافلة كلها وهطلت في افخاذ ووجهي وعيون وجسدي البنتين وغمرتهما العيون التي تشبه المناشير الزجاجية

التفت ورائي وامامي الجميع محاجرهم كالملاحات الفارغة . طارت العيون عن الوجوه واصبحت في كل وجه حفرتان . ومنعت نظارتي الطبية عيني من الاقلاع والطيران وبما انني منحت حب استطلاع غامر ومتعة احصاء فذ، فقد وجدت ان بجسديها تسعة وتسعين عينا مستديرة وعجبت اول الامر للرقم الفردي والتفت ورائي فوجدت ان احدهم كان اعورٍَِا. عدت للبيت غاضبا ونبشت اوراقي فوجدت ضالتي وصممت علي الرجوع في الحين. كان النهار قد انتصف. الشمس قائظة وانا مغتاظ ووجدت باب حافلة مفتوحا ككرش مرتش فدخات وكانت تلك الحافلة كمركب نوح. بها كل الوجوه. اشتات مجتمعات. فيها يسهل السهو والسرحان. وما ان جلست حتي اطلقت خيوليقوية السنابك من اصطبلاتها فرتعت في حقول خيالي وخيدعي.

كأن صوتي ضاع مني. كأنه سقط. تكالبت علي الهموم فلا عيني ولا عيون غيري ايقظتني.ِ اه مني القدح ابن الكرم، يملآونني بالشجن مكان الدخن واللبن واملآهم بالفرح مكان الحزن والبؤس فبئس مصيري، وبخ بخ لمصيرهم كأنني مصنوع لاستمرارهم وكأنهم مستمرون لشقائي. واه مني انا ابن النوم.ابن الانتظارات والمواعيد الكذوبات.

لي حبيبة في الذاكرة والمني فقط. مثلي يتمني مثلها. ومثلها لا يرضي بمثل من هو مثلي. فمثل من انا؟ يا بقرة
- قلت لنفسي يا وحشا. يا رجلا محشوا بالامراض، بالجراثيم، بالصعود، الهبوط. وبالتحولات والاهتزازات، تحيط به الباحثات عن سعادة فيسومهن سوط عذاب والباحثات عن صديق فيعاديهن، وتحيط به الائي طارت عصافيرهن ولا يحيط بشيء ومع ذلك فهو كما يدعي من قبيل يفهم، يعي، يشاكس، يتمرد. رجعت لحال بؤسي وانا مازلت في تلك الحافلة اللعينة فوجدت الناس من حولي تناطح. لا يترك رجل لامرأة من مقعد ولا تترك امرأة لرجل من لعنة قي قاموس فكان لابد من ان انزل قبل ان اصل للمحطة بغيتي فنزلت ورأيت قدامي قطارا من البشر، دفع به الفضول نحو المستشفي ولم يكن فضولي اقل كما ولا نوعا اطلاقا ولكنني كنت مكابرا. ركبن موجة الزحام بعد ان افرغت كل عبارات وتأوهات العجب… في شنو يا جماعة ؟ وتاهت عباراتي السؤالية في لجة عبارات مشابهة وجائتني تفسيرات شتي كل تفسير مستقل عن غيره ملم ببعض التفاصيل متجاهل لبعضها فما ذادتني اجابات المارة الا اندفاعا شديدا نحو الي الامام نجو مبعث حب الاستطلاع ثم كان ان انجرفت بفعل تلاطم الناس نحو الشيمة اكثر فاكثر حتي صرخت: دم! كأن موس حادة قطعت الاشعة عن عيني كأنني مت. مضرجة. مضرجة. خضابها الدماء الصدمة وخضاب تميمتها الدماء والفزع. وخضاب مثيلاتها الحناء. دم في ايديهما كقاتلتين وفي ارجلهما كمقتولتين. وفي مختلف انحائهما بحيث لا تعرف من اين ينبثق، قلت لنفسي حادث حركة ولابد.
صرخ رجل ذو وجه مستدير منفعل:- لا قلت صامتا ماذا اذن ثم استدرت مع جملة المبحلقين قبالة وحه شاب هادئ الصوت حين قال:- مانتا في الشاطئ. منكفئتان هكذا وفاقدتا للوعي وجدهما رجل بدين ذهب الان لقسم الشرطة قلت صامتا: حادث حركة لابد. صرخ جاري الذي تصادف ان كان ضمن دائرة المشاهدين:
- يا راجل انت مجنون؟ حادث حركة في الشاطئ يعني صدمتهن مركب؟ واللا نطت سمكة من البحر ضربنتهن؟ قلت لنفسي حادث حركة ولابد. ثم استدرت نحو الشارع العريض مؤذنا صارخا ضاحكا وخطيبا
_لا لا لا لا طارت عصافيرها طارت عصافيرها طارت عصافير
_هاطارت عصافير هاطارت عصافيرها طارت طارت.
تلفت بعض السابلة وهزوا رؤوسهم ثم تلفتوا من باب التأميد علي كون اني مجنون ومضوا في حال سبيلهم…
طارت … طارت … طارت ..
اوقف رجل عربته. كان ممتلئ الاوداج بالضحك وسألني: طارت ماذا؟
> فقلت: عصافيرها…
ضحك حتي ارتج الاسفلت وحتي انبعجت العربة واطلقت ريحا ثم اداء المحرك واختفي…_
>طارت … طارت … طارت ..
_ هل؟ لابد ان قوة ما ذهبت بهما الي ذلك المكان.. لابد ان حيلة ما. ارأيت الفزع والخوف علي وجهيهما؟ فزع التميمة وصدمة البنت التي طارت عصافيرها.
- لا_ حطت.. حطت.. حطت..
رأيت قدامي جمهرة وخلفت ورائي جمهرة كلهم ينظرون الي كأنني مرتكب الحادث كدت اصرخ فيهم طارت! ولكنني وجدت السفلت ممتدا امامي فمشيت ومشيت ومشيت ومشيت، ذلك الظهر الكئيب. لا منبع حلمي وصلت ولا دارنا، النهر اقرب وعيون الحبيبات اكثر امنا، فلا اذهب لهذا عسي ان اغتسل ولتلك عسي ان اتوسد سوادها وانام في متن بياضها ملء جفوني وليسهر الخلق وليختصم ما شاء له طالما ان عصافير برية بريئة حصبوها بالحجارة والرغبات المتمركزة حول ذاتها فحطت بمكان قبيح، قسرا في بقعة مليئة بالقسر والاكراه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى