نوح إبراهيم - من سجن عكا طلعت جنازه

من سجن عكا طلعت جنازه
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
وجازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعو عموما

..

محمد جمجوم ومع عطا الزير
فؤاد حجازي عز الذخيره
انظر المقدر والتقادير
بأحكام الظالم تا يعدمونا

..

ويقول محمد انا اولكم
خوفي يا عطا اشرب حسرتكم
ويقول حجازي انا اولكم
ما نهاب الردا ولا المنونا

..

امي الحنونه بالصوت تنادي
ضاقت عليها كل البلاد
نادو فؤادي مهجه فؤادي
قبل نتفرق تا يودعونا

..

تنده ع عطا من ورا الباب
وامي بستنظر منو الجواب
عطا يا عطا زين الشباب
يهجم علي العسكر ولا يهابونا

..

خيي يا يوسف وصاتك امي
اوعي يا اختي بعدي تنهمي
لاجل هالوطن ضحيت بدمي
وكلو لعيونك يا فلسطينا

..

ثلاثه ماتو موت الاسودي
وجودي يا امي بالعطا جودي
علشان هالوطن بالروح نجودي
ولاجل حريتو بيعلقونا

..

نادي المنادي يا ناس إضراب
يوم الثلاثا شنق الشباب
اهل الشجاعه عطا وفؤادي
ما يهابو الردا ولا المنونا


***


محمد خليل جمجوم ولد بمدينة الخليل عام 1902 م وتلقى دراسته الابتدائية فيها. أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت وشارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق ضد مواطنين يهود في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين.

عرف محمد خليل جمجوم بمعارضته للصهيونية وللانتداب البريطاني. جعلت مشاركته في المقاومة ضد الصهيونية أن تقدم القوات البريطانية على اعتقاله في 1929 م مع 25 من العرب الفلسطينين وقد حوكموا جميعاً بالإعدام، الإ ان الأحكام تم تخفيفها إلى مؤبد، الا عن ثلاثة هم:

فؤاد حسن حجازي
محمد خليل جمجوم
عطا أحمد الزير

وفي يوم الثلاثاء 17 يونيو 1930 تقرر إعدام الثلاثة، وكان تطبيق حكم الإعدام شنقاً في محمد خليل جمجوم الساعة التاسعة صباحاً في سجن القلعة بعكا. وقد قدم الشاعر الشعبي نوح إبراهيم مرثية للمحكومين الثلاثة غنتها فرقة العاشقين ما زالت مشهورة لدى الفلسطينيين.

وقد سمح له ولرفيقيه أن يكتب رسالة (هذه الرسالة ارسلت إلى الزعيم سليم عبد الرحمن) في اليوم السابق لموعد الأعدام وقد جاء في رسالتهم:

( الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، الا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وأن نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء. وان تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للاعداء منها شبرا واحدا، والا تهون عزيمتها وان لا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر. ولنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وامراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، الا يثقوا بالاجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: "ويروغ منك كما يروغ الثعلب". وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين ان ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وأن يساعدوها بكل قواهم. وأما رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو أمتنا وبلادهم فنرجوهم الثبات والمتابعة حتى تنال غايتنا الوطنية الكبرى. واما عائلاتنا فقد اودعناها إلى الله والأمة التي نعتقد انها لن تنساها. والآن بعد أن رأينا من أمتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فاننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الأرجوحة، مرجوحة الأبطال بأعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو أن تكتبوا على قبورنا: "إلى الامة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى