أميرة سيد مكاوى - المندوهة

دعهم يتحدثون عني، ويتندرون على تلك "المندوهة" بالحب
دعهم يتحدثون عن تلك العاشقة التى تجاهر بالعشق نهارا وليلا
فمنذ التقيتك ولهفتى لا تخبو، أتوق فى كل لقاء بيننا لساحتك الرحبة وإنصاتك الشجى وحنانك الذى لا ينضب.
أتزيّن لأجلك، أضع أحب العطور وأنتقى أفضل ما لدي، فمن غيرك يستحق زينتى وتعطري؟ ارتدى ما تفضّله فى اللقاء رغم أنك ترانى عارية من كل ثوب وتأنق وزيف، وتقبلنى بلا مساحيق ولا كلمات منمقة ولا أبيات شعر ولا قصائد غزل .
فى حضرة محبّتك، تسقط أوراق تصنعى واحدة تلو الأخرى، ولا أجدنى بين يديك سوى طفلة حديثة العهد بمحبتك فى كل لقاء، نهمة لا ترتوي، أتحلل من الزيف والتصنع وأجلس فى رحابك خالصة لك لا لسواك .
أساررك بما يقلقنى وأحكى لك حكاياتى وأطلعك على مخاوفى وأفتح لك أبواب غرفى المظلمة، وأنت كما أنت فى كل اختلاء، منصت لا تمل، جميل يزداد بهاء فى قلبى كلما أفردت لى من مساحاتك مساحات .
أقرأ عليك بعضًا من كلماتك، وكلما قرأتك اتّسع قلبي، وطيبت كلماتك جراحي، واتسع عقلى ليدرك فيك ما لم أكن أدرك فى لقائنا السابق . بك أحتمى من شرور المنافقين والمدّعين والكاذبين والمتصنّعين والغارقين فى أوهامهم السخيفة.
لا أُلقى بالا لمن يسردون على النصائح فى كيفية محبتك، ويتوهمون أنهم يعلمون عنك أكثر بحكم معرفتهم السابقة لك، لا أخاف من وعيدهم أنك ستطردنى من ساحة محبتك يوما إن لم أكن على ما يريدون منى أن أكونه لك، أتركهم غارقين فى ادّعائهم أنهم يريدوننى لك أبد الدهر، وأقول فى سرى آه لو تعرفونه مثلي! ألقاك سرًا كى لا يتلصص المتلصصون على فرحتى الوحيدة، وأجاهر بأنى عاشقتك كى يتعلم المحبون أن الحب جهرا شرف .
وبين اللقاء واللقاء، أزدهر بالحب، وأرتوى منك، وأتوق إلى حديثى إليك، ومناجاتك، وأذرف الدمع شوقا ولهفة وتطهّرا علّى حين ألقاك ثانية، أكون على قدر شرف بهاك وجميل حنانك وعظمة تلطفك .
ألا تمل من أحاديثى المكررة؟
ألا تغضب حين آتيك بنفس الأخطاء؟
لماذا لا تتهمنى بالغباء، لأننى لم أهتم بما علمتنى من فنون الحب، وكرّرت نفس الأخطاء، ووقعت فى نفس الفخاخ؟
كيف تتسع لى بهذا الشكل؟
كيف تملك تلك المقدرة على إبهارى بأنه لا يوجد حنان إلا لديك، ولا رحمة إلا فى حضرتك، ولا أمان إلا بك؟
يا حبيبى وسيدى وروحي.
هناك فى مكانى المحبب موعدنا، هناك حيث لا وجود إلا وجودك، وأنا فى الرحاب. هناك حيث لا خوف ولا حزن.
هناك فى موعدنا اليومي.
تأهّبت للصلاة.

* منقول عن:
بوابة الحضارات | المندوهة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى