مودة نصر الدين - شلل اليقظة

[SIZE=3]ها أنا أتفلت من واقعي… لست واثقة أنني أسير بشكل جيد.. لا شيء مكتمل التفاصيل أمامي.. لأركز عليه وأنتشلني من هذا الهيام الواسع.. وإذا بالأبنية تتشاهق من حولي.. الشوارع تستطيل بلاحدود.. الوجوه المارة كانت بلا أعين ومحنية الشفاه للأسفل.. نبهني الحجر المصطدم بأصبع رجلي العارية : أن عودي .. فعدت .. لأبحث عن رقم في هاتفي الجوال لأستنجد به .. وكرصيدي في الحياة .. كان الهاتف خاوياً يشتكي من ضيق ذات الرصيد .. للأمام والخلف.. كانت قامتي تتأرجح باحثة عن اتزان.. أمد يدي لأقرب حائط .. فيمد الحائط يده إليَّ.. أتكئ بظهري على ظهره.. ما أثبتك من حائط ، أحاول تجويد المشي فتسوؤني رائحة بول جديد على الحائط. . أبتعد عنه باحثة عن أمل آخر.. ذي خطواتي ترتفع.. أعود لأتفلت.. لا ضوء ينكسر على حدقتي من الأشياء لتثبت نظرية الرؤية.. ها أنا أسوخ..[/SIZE]

[SIZE=3]أطفو
أقاوم
أعلو
أسقط
و الفراغ بين هذا و الآتي لا وصف له غير (السكينة)
ماهذا ؟؟ يد لرجل تتحسس ذراعي.. صرخت بداخلي.. ابتعد ابتعد.. وكأن الصرخة المكتومة أيقظت خيالاتي المنهكة من فرط التأدب القسري.. فتجبرني على العيش مع طفولة أخرى كأنها لي .. بذكريات مصطنعة.. تعطيني محبوباً جديداً و أوسم من (علي) أحببته بانفراط في تلك اللحظات المضافة إلى ندامة العمر.. ها هو يدخل يده ليعتصر مضخة الدم بكفه عندما عاودت تلك اليد الغريبة الضغط على ما بين أعلى أنفي و عيني.. لتؤلمني.. وأصرخ..
وهنا أستيقظ بعينين تساقطان الدمع دون انضباط.. و دون سبب محدد.. لم أدرِ أكان لألم روحي أم لألم كفي المحروقة من قرصة ذلك الرجل.. وبعد أن عدت لوعيي عرفت بأنه كان الدكتور.. الذي أعيى نفسه محاولاً إفاقتي.. فاستخدم جزعاً أكثر الطرق إيلاماً.. أنا الآن في مشفى قريب من الحائط المنقذ.. ما زالت كفي تؤلمني.. فخرجت من المشفى ساخطة.. دون فحوصات أو محاليل وريدية.. و من جاؤوا بي ههنا يستغربون أو يضحكون.. لا أدري.. أنا أعلم دائي.. غير منضبط بأعراض مسبقة.. وليس له مواعيد.. عنيد أيضاً لا تفلح معه خدع الأطباء أو محاولاتهم لاقتناصه..
أعود إلى الواقع..
و تستمر تلك الدورة.. بين النهوض و السقوط.. والأحداث بينهما مائرة مكتنزة بالأحلام معاقة الأطراف… صرت أحكم مسيري في الطريق جيداً.. ولا أحكم مسيري في الحياة.. أترك الأمور تتكالب على.. خرجت إلى الطريق بدون هدف محدد.. رأيت الناس تمشي معي و من حولي.. كل ينهض و يسقط على طريقته.. أفكر جادة في حل لمعضلتي, أبدأ التفكير فأنساق لأفكار أخرى.. حسناً سأفكر بصوت عال.. بدأت الكلام مباشرة : المحامي الله يجازيهو.. غشاني.. شال أتعابو كااااملة وقال حيرجع لينا حقي و حق أخواني.. يعني هو عايزني أخلي الموضوع ولا شنو؟ في زول في الزمن دة بيخلي قطعة واطة لزول غريب؟؟ خمسة سنة المشكلة ما إتحلت.. أنا والله كان قمت على جني برفع عليهو قضية و على القاضي ذاتو!!
هكذا حددت مشكلتي.
وفتاة الثانوي تلك ابتعدت عن طريقي خوفاً مني.. هل هو شكلي أم طريقة سيري؟ إذن هو خوفي الداخلي من الجنون قد إنفجر..لا حقيقة أمامي الآن غير (علي).. ذلك الطاغية الذي أحبه.. رجل القرون الوسطى والعصور المظلمة.. مثال رائع لإنعدام اللطافة في رجل.. سأريه الآن كيف يكون الجنون في عصر العولمة.. واصلت مسيرتي على قدمي مجبرة.. أظنني فقدت محفظتي و جوالي عند ازدحام السقوط.. فمشيت بتعب و عزيمة.. فقادني الجنون إلى منطقة عامرة.. شوارعها نظيفة لم تشرب ماء البالوعات.. جلست بإحدى المساطب أتحسس تورم قدماي.. ثم أخرجت المرآة.. و بدأت أزيح رفات الكحل عن عيناي.. فرأيت مكانه تحد واضح من التجاعيد.. أبتسم فتتعرج أكثر.. أبكي.. فتزداد ترهلا و تزيدني قبحاً.. لماذا لم أكن أكثر جمالا؟؟ أتمدد على تلك المسطبة متوسدة حقيبتي.. جسدي محني على نفسه يستفهم.. لم أنا؟ و إلى أين؟ و حتى متى؟ تركته ملقى لرحمة الله.. وعمدت إلى مدائن الأحلام.. أسكنها و تسكنني..
ما هذا؟؟ يد لإمرأة تتحسس ذراعي.. (يا بتي قومي معاي الله يهديك.. بيتي قريب).. وجدتني على حافة هاوية المسطبة.. فكونت جلستي بهدء تركتها تتحدث و تستفسر و أنا أراجع تجاعيد ما حول عينيَّ و فمي.. تباً.. لم تختفِ.. أمسكت بي لنذهب فذهبت دون كلمة.. أكلت عندها و شربت.. هذه السيدة تقيم لوحدها أو أن أبناءها غير موجودين الآن.. مممم..
لم أشكرها عند خروجي .. أخذت معي جوالها.. كنت أحتاجه لأتصل بـ(علي).. أيضا استبدلت حذائي البلاستيكي بأحد صنادلها.. كما أخذت إسورة من النحاس سمعت عن فائدتها لأوجاع الجسد..
نظرت إليها.. عينيها كانتا تبحثان عن شيء ما بالأعلى.. وملقية على السرير كالجثة.. هل يا ترى أكون بالغت بالضغط على عنقها عندما دنت لوضع الطعام على التربيزة؟؟ شككت في نوايا هذه المرأه الغريبة وقتئذ!!

“آلو..علي إنت وين؟؟”[/SIZE]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى