أشرف الخريبي - ورد الشتاء

ضبابية عينيك والتحافات الصقيع في كلماتك النادرة تشدني حين نواصل نشد أغنية قديمة أبدية،
هل للأرض تفسير ؟
نعم.
ولما فركت يديها، سمعت طقطقات الأصابع المتداخلة العصبية، قالت برعشة خفيفة أنا التكوين وأنت/ أنت بداوة عمري، وأسبلت جفنيها كأنما تبتهل، الناس والبيوت، أبواق السيارات وكل ما يقابلنا تائها ونحن نتوه لا نعرف من عالمنا إلا... كانت تنظر إلي بحنان بالغ.. ألفيت يديها تجذبني. نامت أصابعها الطرية في راحتي،
أنت وعيناك والتحافات الصقيع في كلماتك النادرة،
أنت التكوين وأنا.
أنت بداوة عمرك حيث المطر الذي تناغم وتراقص ثم بدأ في الاستمرار المروع والربيع الأخضر لم يحن بعد . فلم ؟
في الحديقة كنت أنا وهي وزهور مورقة ونهر فيه قوارب, تشابهنا واختلطنا .
الرجل قال قارب يا أستاذ . شكرا
ابتسمنا حين أصبحنا لام ألف ومشينا قليلا ، كان الشتاء ينحني لرجفات قلوبنا ولمسات أنامل الأصابع ووقف الرجل وصمم أن نشتري منه المناديل الو رقية أو الورد

قال : المناديل من اجل البكاء والورد من اجل ..

ولما ارتفع صوته بالدعاء اشترينا الورد ووضعناه جانبا.
كان في الحديقة زهر ابيض واحمر واصفر.
كان في الحديقة نبع ماء وبعض ضوء ونافورة .
كان في الحديقة رجل ينتظر ويتلفت كثيرا .
كانت في الحديقة امرأة عجوز ترتدي بالطو رمادي .
حيث كنا في الحديقة . قلت لها بعينين هاربتين . ضبابية عينيك والتحافات الصقيع في كلماتك النادرة ..
قالت أنا التكوين وأنت بداوة عمري هممت !!
اختلفنا في النهاية حول تفسير الأنوثة، مر الرجل بالمناديل والورد،
أدار وجهه هذه المرة للناحية الأخرى منتظرا
كانت قد أخرجت المنديل وبدأت في مسح عينيها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى