صدور العدد الأول من مجلة إسخيلوس الأدبية الرقمية.. تقرير: أمل الكردفاني

✍ صدر اليوم الجمعة19 اكتوبر 2018 العدد الأول من مجلة اسخيلوس الأدبية. وهي مجلة رقمية تصدر وتنشر عبر تطبيق واتساب بنسخة سهلة النشر ، ونسخة أخرى على برنامج اكروبات pdf يتم نشرها على واتس وعلى صفحة المجلة على الفيس مجانا.
تشكلت هذه الفكرة عند كتاب ونقاد من مختلف صنوف ومدارس الحقل الأدبي. وتعاضدت الارادة الطوعية لانفاذ تلك الفكرة على ارض العالم الافتراضي.
وقد جاء العدد الأول ذاخرا بالنصوص الأدبية والنقدية والترجمات والنصوص الانجليزية ، بما تعتبر انطلاقة مبشرة بتطوير المجلة مستقبلا على نحو أكثر قدرة على استيعاب أعمال أدباء ونقاد من مختلف الدول الناطقة بالعربية.
الاسم: *مجلة إسخيلوس الأدبية:*
- *إسخيلوس Aeschylus* هو رائد الأدب المسرحي في الحضارة اليونانية (525ق.م - 456ق.م) ، وكانوبمثابة المدفع الأول الذي حول الأدب الى عمل احترافي. ولذا فقد تم اختيار اسمه عنوانا للمجلة تخليدا لذكراه وتأكيدا لدوره المفصلي في انعطافة الصيرورة الأدبية.

- *محتوى العدد الأول:*
جاء العدد الاول في 23 صفحة A4 على قارئ PDF ، واحتوى على نقد أدبي ، وأدب الأسطورة ، والقصة القصيرة ،والشعر الفصيح والعامي والشعر الانجليزي. كما احتوى العدد على ترجمة لنقد أدبي عن اللغة اانجليزية.
- ضوابط النقاش بالقروب على الواتس آب: كان ضابطا واحدا وهو عدم مناقشة قضايا سياسية أو دينية أو رياضية .. والاقتصار على النقاش في الحقل الأدبي فقط.
لقد طالب البعض باجازة النقاش في المسائل السياسية وأثير نقاش حول هذه النقطة ، وقد خلص النقاش الى أن الأدب هو في الواقع فعل سياسي بامتياز... بل هو أقوى أسلحة الفعل السياسي.
فالأدب كان لاعبا اساسيا في مجال السياسة وخاصة على مستوى الحرب النفسية psychological operations ، بداية بالشعر الحماسي وانتهاء بالروايات والمسرحيات التي تحفز الاستقطاب الجماهيري الشعبي بل والعالمي تجاه قضية معينة. فمثلا فرانسيس دينق حين كتب طائر الشؤم وهو ليس أديبا ولا حتى تعتبر طائر الشؤم عملا أدبيا لامعا ؛ لكن هذا العمل كان له اثرا سياسيا كبيرا جدا داخل الأوساط الثقافية ، فطرح قضايا الجنوب سودانيين وطرح الايرلنديين في لقضيتهم عبر المسرح الايرلندي الشهير كان له الاثر في دعم قضايا الاقليات المضطهدة. القضايا ذات الطابع السياسي المختلط بالاقتصاد كانت محركا كبيرا للعديد من الادباء الروس كتولستوي ... فلنلاحظ الانقلاب الذي احدثته مزرعة الحيوان لجورج اورويل في الفكر الادبي.. وهنري ترويا في رواية مجد المهزومين ، ومسيح دارفور لساكن والجنقو. وليس اعظم وأهم من موسم الهجرة الى الشمال الذي كان اسبق من هنتجتون في طرح صراع الحضارات.
الأدب دائما يستخدم الرمز بشكل عال جدا ، ولذلك هو الاكثر ولوجا إلى الجماهير ، مما جعل العديد من الأنظمة السياسية تحظر وتجرم تداول العديد من الأعمال الأدبية الخالدة. مارس الأدب دوره في نقض ونقد السلطة أيا كان مظهر هذه السلطة فمسرحية طرطوف لموليير اثارت ضجة كبيرة عندما تناولت مسائل شديدة الحساسية في ذلك الوقت وأهمها علاقة الدين بالسلطة وكان تتويجا لنزعة الفصل بين السياسي واللاهوتي.
تناول الأدب قضايا سياسية هامة جدا من زاوية رمزية. فصراع الهوية الازلي بين الخصوصيات الثقافية لم يفلت من الترميز الادبي كرواية ارتور ادموف الرائعة الكل ضد الكل. او الحديث عن تشظي الذوات داخل المجتمعات الرأسمالية الفردية التوتاليتارية كما في مسرحية الوحوش الزجاجية ....الخ. إذن فالأدب لا يمكن أن يخلو أبدا من السياسة ، بل هو روح السياسة. لذلك تخصيص الصحيفة للأدب لا يعني أبدا أنها بعيدة عن قضايا الانسانية لكنها بدلا عن تناول هذه القضايا على مستوى الافتضاح والتجريد تغوص في أعماق الترميز الأدبي...كل من قرأ لدرويش لم يستطع أن يوجه حكما باتا تجاه حبيبته الصهونية ريتا... لكن وضعت قصيدة درويش العالم العربي في المنتصف وجعلته تائه الرأي حين يذكر ريتا.... ريتا رمز الحب ورمز الجمال ورمز الشر ورمز الاحتلال .... هذه التناقضات العجيبة في قصيدة واحدة تركتنا في حالة من الدهشة دون ان نحسم موقفنا من ريتا بل ومن درويش نفسه.
لذلك الصحيفة هي محاولة أدبية لتعميق الذائقة الادبية .. ونشر الأعمال الجيدة .. وتعظيم الفائدة عبر التخصص الدقيق.
أعلى