رسالة من نور الدين محقق إلى الدكتور محمد مفتاح

06 - 04 - 2011

حضرة الناقد المغربي الكبير الأستاذ الدكتور محمد مفتاح
تحية طيبة
وبعد
هي فرصة سعيدة أن أهنئكم أيها الأستاذ الجليل والناقد المغربي الكبير ، بفوزكم بجائزة الشيخ زايد للكتاب ، فرع الآداب، في دورتها الخامسة 2011، وذلك عن كتابكم القيم «مفاهيم موسعة لنظرية شعرية اللغة - الموسيقى - الحركة» . وهي مناسبة أيضا لإرسال هذه الرسالة إليكم، باعتباري واحدا من طلبتكم الكثيرين، ليس هنا في المغرب، فحسب، بل في كل ربوع الوطن العربي. فكتبكم النقدية والتنظيرية قد امتدت شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، بدءا من كتابكم الأول «في سيميائية الشعر القديم» الذي فتح أعين كثير من هؤلاء الباحثين والطلبة على السيميائيات وعلى الرغبة في معرفتها، ومرورا بكل كتبكم الأخرى الرائدة التي مكنتنا، من أدوات البحث العلمي وجعلتنا نستفيد من إنجازاته الكبرى. هذه الكتب الكبيرة مبنى ومعنى والتي نستحضرها هنا بشكل تلقائي: «تحليل الخطاب الشعري: استراتيجية التناص»، «دينامية النص: تنظير وإنجاز»، «مجهول البيان» ، «التلقي والتأويل: مقاربة نسقية» ،«التشابه والاختلاف: نحو منهاجية شمولية» ،«النص: من القراءة إلى التنظير»، «مشكاة المفاهيم» وغيرها ، و التي جعلت منكم باحثا كبيرا يمتلك مشروعا نقديا متكاملا يستنير بضوئه كل الباحثين الجادين في الآداب والعلوم النقدية المرتبطة بها.
لقد كان كتابكم «تحليل الخطاب الشعري: استراتيجية التناص»، كما يعلم كل المهتمين بمجال النقد الأدبي، منذ لحظة صدوره التاريخية، ولايزال رغم مرور السنين، فتحا كبيرا في مجال الدراسات النقدية، فقد شكل مرجعا أساسيا لنا ونحن طلبة نسير في خطى البحث العلمي الجامعي .نقرأه ونعيد قراءته ونفتح نقاشات كثيرة حوله. فقد مدنا بأدوات علمية للولوج إلى عوالم النص الأدبي وليس الشعري فقط، وجعلنا نمسك بهذه العوالم بمنهجية علمية منفتحة على النص وعلى مختلف النصوص المتشابكة معه، حاضرة وغائبة في ثناياه. كما كان ولا يزال كتابكم القيم «دينامية النص» نبراسا لنا في بحوثنا ودراساتنا لكثير من النصوص الأدبية التي سعينا أو نسعى للاقتراب منها . وقل نفس الأمر بالنسبة لكتبكم الأخرى، التي يعتبر كل واحد منها منارة فكرية تضيء سماء النقد العربي وتساهم في الولوج به نحو عوالم جديدة .
من هنا نقول لكم ، أستاذ الأجيال الجليل ، ونحن نبعث إليكم بهذه الرسالة، شكرا لكم على هذا المشروع النقدي الكبير الذي جعل من النقد المغربي صحبة مشاريع نقدية مغربية أخرى، لكثير من أساتذتنا الأفاضل، رائدا في مجالات اختصاصه، وجعل منا نسعى باحثين وقراء ، بكل ما نملك من محبة للعلم ورغبة فيه، للاستضاءة بأنواره المشعة ، محاولين السير على منواله العلمي الرصين .
الآن وأنا أكتب إليكم هذه الرسالة، أستعد بعد الانتهاء منها، للجلوس إلى كتابكم الكبير «مفاهيم موسعة لنظرية شعرية اللغة - الموسيقى - الحركة» قصد الاستفادة منه، ومتابعة الاستزادة من هذه المعرفة الرفيعة التي تمدون بها مختلف قرائكم في كل ربوع الوطن العربي.
تحياتي العميقة إليكم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى