خير جليس منصورة عز الدين - في مديح المكتبة‮!‬

في وقت يشهد فيه سوق النشر تراجعاً‮ ‬ملحوظاً،‮ ‬وتتضاعف فيه أسعار الكتب،‮ ‬تتعاظم أهمية المكتبات العامة ومكتبات المدارس والجامعات،‮ ‬تلك القادرة علي توفير تشكيلة هائلة من الكتب القيمة والمتنوعة للقراء الراغبين‮.‬
من هنا تصبح الحاجة إلي تطوير وتحديث المكتبات العامة ومكتبات المدارس حاجة ملحة،‮ ‬فالمكتبة ليست من الكماليات،‮ ‬بل هي الكون الذي يسميه آخرون‮ »‬‬المكتبة‮» ‬كما كتب بورخيس في قصته‮ "‬مكتبة بابل‮". ‬هي بالفعل كون لا نهائي من الاحتمالات والحيوات والمصائر،‮ ‬كون قادر علي ضبط إيقاع كوننا هذا‮.‬
في كثير من مدارسنا اليوم المكتبة مكان مغلق معظم الوقت،‮ ‬ينفر الطلبة الصغار منه كأنما تجاوزه الزمن،‮ ‬وإذا حدث ورغب أحدهم في استكشافه،‮ ‬لا يجد من يقدم محتوياته له بشكل مرضٍ‮ ‬وجذاب‮. ‬ربما لأن المحتويات لا يتم تحديثها دورياً،‮ ‬أو لأن الكثير من أمناء المكتبات‮ ‬غير مؤهلين بدرجة كافية أو يفتقرون للدعم والأدوات التي تتيح لهم ممارسة عملهم علي نحو أفضل‮.‬
والمكتبات العامة بدورها ليست أفضل حالاً،‮ ‬إذ تحتاج إلي التطوير والإنعاش كي تنجح في اجتذاب أعداد أكبر من القراء‮.‬
عن نفسي أدين بالكثير لمكتبتَيّ‮ ‬مدرستَي الإعدادية والثانوية ولمكتبة مصر العامة بالكثير،‮ ‬فعبر هذه المكتبات الثلاث أتيحت لي فرصة الإطلاع علي عناوين وأعمال ربما لم أكن لأصادفها بنفسي‮.‬
ولست وحدي في هذا الصدد،‮ ‬فلكل كاتب،‮ ‬بل لكل قارئ نهم حكاية مع مكتبة ما أثرت في تكوينه،‮ ‬وساعدته ليس فقط في توسيع مداركه،‮ ‬وتلمس خطواته الأولي داخل دروب المعرفة الوعرة،‮ ‬بل ربما أيضاً‮ ‬في تغيير حياته ونقلها من مسار إلي مسار‮.‬
وفي‮ "‬بستان الكتب‮" ‬لهذا العدد نتعرف علي بعض هذه الحكايات ضمن ملف يحتفي بالمكتبات في المجمل،‮ ‬حيث لا نقصر الأمر علي مكتبات المدارس والمكتبات العامة فقط،‮ ‬بل نمده ليشمل كل المكتبات بما في ذلك المكتبات المتخيلة في الكتب والأفلام‮.‬
م‮ . ‬ع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى