محمد بن ابراهيم المراكشي - المطعم البلدي.. شعر

إن كانَ في كلِّ أرضٍ ما تُشَانُ به
فإنَّ طنجةَ فيهَا المطعَمُ البلَدِي
أخلاقُ أربابِها كالمِسك في أرَجٍ
بِعكسِ أخلاَقِ ربِّ المَطعَم البلَدِي
يأتِيكَ بالأكلِ والذُّبَاب يتبَعُه
وكالضَّباب ذُباب المطعِم البلَدِي
والبقُّ كالفولِ جِسما إِن جَهِلتَ به
فعَشُّه في فِراشِالمطعم البلدي
مَا بالبرَاغيثِ إن تَثَاءبَت عجبٌ
لمَّا ترَى حجمَها بالمطعم البلدي
تلقَاك راقصةً بالبابِ قائلةً
يا مرحباً بضًيوفِ المطعم البلدي
تبيتُ روحُك بالأحلامَ في رُعبٍ
إن نِمتَ فوق سرِير المطعم البلدي
وفي السقوفِ مِن الجُرذانِ خَشَخَشةٌ
فأيَّ نَومٍ تَرى بالمطعمَ البلدي
ولا تَعُج فيه إبَّانَ المصيفِ فَفِي ال
مَصِيف نارُ لَظىً بالمطعم البلدي
وفي الشِتاء من الثَّلج الفِراشُ به
ومن حديدٍ جِدارُ المطعَم البلدي
أما الطَّبيبُ فعَجِّل بالذهابِ له
إذا أكلتَ طَعامَ المطعَم البلدي
الطَّرفُ في أرَقٍ والقلبُ في حنَقٍ
والنفسُ في قلقٍ بالمطعم البلدي
الصَّدرُ منقبِضٌ والمًرءُ مُمتِعِضٌ
والشرُّ مُعترِضٌ بالمطعَم البلدي
يا من مُناه المكانُ الرَّحبُ في سَفَرٍ
كالقَبر في الضِّيقِ بيتُ المطعم البلدي
وليلةٍ زارَنِي في الفجر صاحِبُه
يا شَقوتِي بنزُولِ المطعم البلدي
وكالمَدَافِع خلفَ البابِ سُعلَتُه
يهتَزُّ مِنها جِدَار المطعم البلدي
دَقَّ فمن قلتُ قال افتجح فقلتُ لِمَن
قال افتَحَن أنا ربُّ المطعِم البلدي
أشرُّ مِن رُؤيَةِ الجَلاَّدِ رُؤيتُهُ
لمَّا يزورُك ربُّ المطعم البلدي
وكم ثقيلٍ رأت عينِي وما نَظَرَت
فيهِم مَثيلاً لِرَبِّ المطعم البلدي
طابَ الحديثُ له فجاءَ يسألُني
وقالَ مَاذا تَرى في المطعم البلدي
فقلتُ خيراً فقال الخيرُ أعرفُه
ويعرفُ الناسُ خيرَ المطعم البلدي
إن كانَ عندَك قل لي من مُلاَحظَةٍ
تَزيدُ حُسنَ نظامِ المَطعم البلدي
فقلتُ ما لِي أرَى هذا الذبَابَ بَدَا
مثلَ الضَّبابِ بأفقِ المطعم البلدي
فقالَ إنَّ فُضول الناس يُقلِقني
هذا الذُّبابُ ذبابُ المطعم البلدي
فقلتُ والبقُّ قال البقُّ ليسَ به
بأسٌ إذا كانَ بقَّ المطعم البلدي
فقلت هذي البرَاغِيث التي كثُرت
ماب الُها كَبُرَت في المطعم البلدي
فهزَّني كصَديقٍ لي يُداعِبُني
وقالَ تِلكَ جُيوشُ المطعم البلدي
فقلتٌُ عَفوا فمَا لي مِن مُلاحظَةٍ
وإنَّني مُعجَبٌ بالمطعم البلدي
فقال ها أنتَ للحقِّ اهتَديتَ فقل
إذن متَى ستزورُ المطعمَ البلدي
فقلتُ إن قدَّر اللهُ الشَّقَاوةَ لي
فإنني سَأزورُ المطعمَ البلدي
ينسى الفتَى كلَّ مقدُورٍ يمرُّ به
إلاَّ مَبيتَ الفتَى بالمطعم البلدي
يا مَن قضَى اللهُُ أن يَرمشي بِه سفرٌ
إياكَ إياكَ قُرب المطعَم البلَدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى