سعد جاسم - غواية التصاوير - شعر

التصاويرُ
مرايا خادعةٌ
تجعلُنا رهائنَ
وضحايا وهمٍ مُلتبسٍ
ولكنّهُ ماكرٌ وعميقٌ
مثل بحرٍ محتشدٍ
بأسرارهِ وعرائسهِ وغرقاه

والتصاويرُ فخاخٌ
ننصبُها بمحضِ رغباتنا
ولاندري بأنها ستجعلُ منّا
فرائسَ تتأوهُ
وتندبُ عمراً مهدوراً
راحَ ليتفسخَ في غاباتِ الذكرى
والخسائرِ والحنين
وفي قطاراتِ الزمنِ المنهوبِ
في غفلةٍ من أصابعنا
التي تتصحرُ مرتجفةً
كما لو أنها خيامُ بدوٍ
أو غجرٍ منبوذينْ

والتصاويرُ غواياتٌ فاتنةٌ
تخدعُنا بحضورِ هيئاتِنا المُحنّطةِ
كما لو أننا تماثيلٌ من شمعٍ
أو من طينٍ مسطور
وكما لو أننا مومياءاتٌ
نتنفّسُ هواءَ خيباتنا
ونضيقُ بمقاصلِ أعناقنا المستطيلةِ
وببدلاتنا المبقّعةِ بقبلاتِ أمهاتِنا
وحبيباتِنا الخجولات
وبقمصاننا المتّسخةِ بالمخاوفِ
والمباهجِ المذبوحة

وهذي التصاويرُ
مآربٌ ومكائدٌ
نُحيكُها نحنُ لأنفسنا
أو يحوكُها لنا
فوتوغرافيون ماكرونَ
وزوجاتٌ خادعاتٌ
وأعدقاءٌ خونة
ومخبرونَ فاشلونَ
وملائكةٌ طيّبونَ
ولكنّهم نزقونَ وحمقى
يااااااه......
التصاويرُ تبقى
ونحنُ الراحلون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى