إيتجار كيريت Etgar Keret - البــــاسور.. ت إلى العربية: شادي عبد العزيز

هذه القصة عن رجل عانى من باسور ما، ليس الكثير من البواسير، واحد فقط، واحد وحيد، بدأ ذلك الباسور صغيراً ومزعجاً، وأصبح متوسط الحجم ومستفزاً في وقت قصير جداً، وزاد حجمه في أقل من شهرين ليصبح كبيراً ومؤلماً بحق. استمر الرجل في حياته كالمعتاد، عمل ساعات طويلة يومياً، وأخذ أجازات في العطلات الأسبوعية، ومارس الجنس في كل فرصة ممكنة، ولكن هذا الباسور الذي كان ملاصقاً لوريد ما ظل يذكره في كل اجتماع طويل، أو مع كل تبرز مؤلم أن الحياة معاناة، الحياة عرق، الحياة وجع لا يمكنك نسيانه حقاً، ولذلك كان الرجل قبل كل قرار هام يصغي إلى باسوره كما يصغي الآخرون إلى ضميرهم، وكان هذا الباسور –ككل البواسير- يقدم بعض النصيحة لشرجه، نصيحة بخصوص من يجب فصله، نصيحة بخصوص السعي لهدف أبعد، نصيحة بخصوص افتعال معركة ومن يجب التآمر معه، وقد أدى ذلك الغرض، أصبح الرجل ناجحاً أكثر فأكثر مع كل يوم يمر، وتواصل نمو أرباح الشركة التي يديرها، وكذلك فعل الباسور، لقد بلغ نموه حداً فاق معه نمو الرجل، ولم يتوقف عند ذلك حتى أصبح الباسور في النهاية رئيس مجلس الإدارة، وأحياناً عندما كان الباسور يتخذ مقعده في غرفة مجلس الإدارة، كان يجد الرجل أسفله مزعجاً قليلاً.

هذه القصة عن باسور عانى من رجل ما، استمر الباسور في حياته كالمعتاد: عمل ساعات طويلة يومياً، وأخذ أجازات في العطلات الأسبوعية، ومارس الجنس في كل فرصة ممكنة، ولكن ذلك الرجل الذي كان ملاصقاً لوريد ما ظل يذكره في كل اجتماع طويل، أو مع كل تبرز مؤلم أن الحياة توق، الحياة حرق، الحياة هي أن تنتظر تبدل القدر بعد فشلك بحق، وكان الباسور يصغي إلى الرجل كما يصغي الآخرون لمعدتهم في خفية وتسامح عندما تقرقر وتطلب الطعام، وبفضل ذلك الرجل، حاول الباسور أن يصدق إمكانية التسامح مع الآخرين، وتعلم النسيان، وقهر دافعه لازدرداء الأخرين، وحتى عند السباب، كان لا يذكر أسماء أمهات من يسبهم، ولذلك، وبفضل ذلك الرجل الصغير أسفله، أصبح الجميع يعرف قيمة الباسور: البواسير، والناس، وبالطبع حملة أسهم الشركة الراضون حول العالم.




- الترجمة إلى الإنجليزية: ميريام شليسينجار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى