حسان الناصر - الاوائل

:
حنطِيني بالفِسفَور ، لأُنِير للاوَائلُ درُوب الازّلية الاخّري عِند مُرتفَعات العُشب و الغُزلان البّرية ، رعَاة يذهبُون لعُيون الماءِ و من ثُم يخّتفون مَع سّرابِ الظّهيرة الازّرق ، جمِيلات ينْزلقن فِي كِبرياءِ الاُنوثةِ العفَوي يّرفعنَ الفساتينَ الي انْحناءُ مجّري النهَر ، وتُفتتَن بِذلك الغِرّبان و حشّرات المَحاصيل ، يَتعلقنَ فِي ريْش الحَمام ، و الزّرعُ فِي ثُبات الشّتوية الاَول ، نُعاس الحَقل يصِيب بقر المزارع بالحديث عن ثيران الذكُورة و العُجول التّي ذهبّت تَلعق اذُن السّاقية الخَشبي .
لرُبما كان الاَوائل مَحض اسّطورة في كُتب التّواريخ ، حيّثُ عَمد المسّتشرق علّي اسّطرتهم ليِصّبحوا اصنَاماً ، نقْتاتُ عَليها اذا حَل المَساء واشّتعلت فِينا رّغبة الجّنس الحَريرّية ، و رَائحة البَخور تُسكر سقْف المنَازل و الوَسّائد .
كيّف كانوا يسّتشعرون الغيبَ وَهم محضُ افْكار عن الاسّتمناءعلي ذهن ديْك الحَي ، الذِي يسّتشعر جنَاحيهِ كلماَ مر ملّك من السّماء الدُنيا فِي ناصِية المئذنة ، هَل نَحنُ مُستقْبلهم القادمْ كمَا كانوا يُريدُون ام اننَا تمرّدنا عَلي مُخيلتِهم . هُم الاوائِلُ اصّنام عَلي مَفتاح البّاب اذْ نَدخلُ علي البْيت يَتوقفون عَن النبّاح في وجّه الاطّفال الذِين يَرمُوُنهم بالكَلمات ، لَكنهم لا يَتّحركُون لا لشّئ سِوي ان مَسامِير البَراغي قَد صَلبتهم .
مِن سيمنع الضّوء مِن دُخول البيّت عَبر النّوافذ او البّاب ذَاته .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى