عبدالله فراجي - سَامَرْتُهَا وَلَعًا.. شعر

سَامَرْتُهَا وَلَعًا.. قَالَتْ وَمَا الْوَلَعُ؟ = إِنَّ الْجَوى يَشْتَكِي هَجْـرًا بِهِ فَزَعُ
اَلْحُبّ فِيكَ انْتَحَى مَجْرًى لَهُ أَثَـرٌ = أَنْتَ الْجُمَانُ وَأَنْتَ السِّحْرُ وَالْوَجَعُ
مِحْرَابُ عِشْقِكَ قُدَّتْ فَوْقَه عُنُقِي = خَرَّتْ لَهُ مُهْجَتِي الْجَذْلَى، بِهَا جَزَعُ
لَكَمْ حَرَصْتُ على ذِكْرَاكَ فِي أَرَقٍ = لَكِنَّ قَلْبِي ذَوَى.. فِي صُلْبِهِ صَدَعُ
أَخْلَفْتَ يَا مُلْهِمِي كُلّ الْعُهودِ وَلَوْ = أَنْصَفْتَ، مَا غَرّكَ الْبُهْتانُ وَالطّمَعُ
لَوَّعْتَنِي وتَرَكْتَ الْقَلْبَ فِي سَغَبٍ = فَانْعَمْ بِلاَ رِجْعَةٍ، لَيْسَ الْهَوَى وَرَعُ
هَلاَّ تَرَفّقْتَ بِالأَحْدَاقِ مِنْ تَعَبٍ = تَرْنُو إلَى قَلْبِكَ الْقاسي وَلاَ يـَزِعُ
غَازَلْتَها رقَصَتْ، فِي سِحْرِها أَمَلٌ = رَوَّضْتَهَا، خُنْتَهَا، تَحْنو فَتَنْخَدِعُ
خَادَعْتَهَا انْخَدَعَتْ، وَالْقَلْبُ مُنْفَطِرٌ = سَهَّدْتَهَا في الدّجَى اسْوَدّتْ بِهَا لُمَعُ
هَا أَنْتَذَا الْيَوْمَ فِي شَكٍّ وَفِي خَطَلٍ = فَالْجُمْ هَوَى النَّفْسِ، صُنْها، مَالَهَا ضَرَعُ
قُلْتُ الْهَوَى ثمِلٌ وَالنّفْسُ هَائِمَةٌ = حَتّى وَلَوْ فُطِمَتْ، زَاغَتْ بِهَا الْمُتَـعُ
ضَمّدْتُ نَسْغَ دَمِي مِنْ عِفَّتـي وَلَهـاً = وَالرّوحُ إِنْ يَكْتَوِي يَسْمُو وَيَرْتَفِـعُ
لاَ لَسْتُ قَيْسَ الْغَرامِ الْمُنْتَشِي خَرَفًا = مَا كُلُّ عُشّاقِ لَيْلَى بَعْدَهَا انْصَرَعُوا
إِنّي نَذَرْتُ الْفُؤَادَ الْمُكْتَوِي صَنَمًا = لِلْعِشْقِ حِينَ ارْتَوَى الْعُشَّاقُ وَانْتَجَعُوا
كَيْـفَ الرُّجُوعُ إلَى وُدٍّ وَآصِرَةٍ = وَالْقَلْبُ قَدْ هَدَّهُ الهُجْرَانُ وَالْوَلَعُ
هَذِي ضِرَامِي انْكَوَتْ فِي رِيحِهَا كَبِدِي = وَالْحُزْنُ مَهْمَا انْطَلَى لاَ بُدّ يَنْقَشِعُ
وَكُلُّ سِرٍّ طَوَاهُ الصُّبْحُ مُنْكَشِفٌ = وَالْهَمْسُ بَاتَتْ لَهُ الْعَيْنانِ تَنْجَـزِعُ
اَلصَّمْتُ أَحْلَى مِنَ الأَعْذارِ في كَذِبٍ = وَالْقَوْلُ مُسْتَقْبَحٌ يُخْـزِي وَلاَ يَدَعُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى