رسائل الأدباء رسالة من يوسف إدريس إلى لويس جريس

الصديق الكبير لويس جريس

رئيس تحرير صباح الخير

يوسفنى اننى سأخيب ظن بعض من عيتهم التفرج على خناقات الادباء .. وقد كانت تلك فى وقت من الأوقات كل الابداع الأدبى لدى الكتاب . أنا أحب الجدل ومستعد أن أخوض صباح مساء ولكن الخناق عملية صبيانية انفعالية لايقاس انتصار الانسان فيها بما أورده من حجج ولكن بكمية السلاطة والصفاقة والانحدار الذى يستطيع الوصول اليها .

ولقد حاولت الرد على الاتهامات والتجرحات التى وردت على السنة بعض الزملاء من كبار الكتاب وادعيائهم فوجدت ان لاشيء موضوعيا يستحق الرد بالمرة وأنى اذا رددت فلابد شئت أم أبيت أن أعرى هذا المدعى أو ذاك تعرية لا أحب أن افعلها بنفسى فانا لا وقت لدى لتفحص الحركة الأدبية لمعرفة الدعى فيها من الطيب واذا كان بعض الناس قد فرضتهم ظروف قهرية فرضا على الحركة الأدبية فليس هذا حال الادب وحده إنما هو الحال كما يبدو فى كل مجال أجل فى كل مجال يوجد ثروت أباظة الذى يحتل مكانا بالملق والنفاق ومسح الجوخ، يخلق للسلطة أعداء وهميين من المجال ويوقع بينها وبينهم باعتبار أنه المدافع الأول عن الاوضاع ولو علم هؤلاء برأى أولى الامر فيهم لماتوا خزيا ولكنها ظروف ومصالح وسيأتى الوقت الذى سيذهب فيه الزبد ويبقى ماينفع الناس .

والحقيقة ان ما أدهشنى ليس هو موقف ثروت أباظة فهذا الرأى مشهور ومعروف الذى أدهشنى باديء ذى بدء هو موقف بعض الكبار الأخرين حقيقة وسخطهم على ذلك السخط الذى راجعت نفسى فلم أجد له تبريرا أو سببا الى أن أجاب على حيرتى صديق كبير يعمل فى صباح الخير وقال : السبب ياعزيزى أنك كتبت رواية (نيويورك 80) ولقد كانوا ينتظرون بعد مرضك شهادة وفاتك فلما طلعت عليهم بميلاد جديد جعلهم يبدون جميعا من كتاب قرن مضى كان لابد أن يحدث ما حدث

والمشكلة ياعزيزى لويس أننى انتهيت لتوى من عمل أخر اسمه (افتح القلب) اعتبرها أكثر توفيقا بكثير من نيويورك 80 وسأنشرها قريبا باذن الله

وليمت بغيظه من يريد أن يموت

ثم اننى قد أرد الرد الصاعق المخرس ولكن المصاب الأول سيكون الكيان الأدبى والمستوى الذوقى والسلوكى العام الذى لابد أن يضعه الادباء باعتبارهم ليسوا فقط مبدعى فن وأدب ولكنهم أنماط ومثل عليا سلوكية تعريتها تماما لاتفعل أكثر من أن تصدم جيلا جديدا بريئا فى أناس يشحذون كثيرا من المهم وتتعلق بهم كثير من الأرواح البريئة .

ياعزيزى لويس إننى انتهيت لتوى من كتابة عملين خطيرين جدا اسمهما ( افتح القلب ) و (الطوفان) فهل اتجنب المشاكل ولا أنشرهما أم أنشرهما وليموتوا بغيظهم ان شاءوا .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى