عبد الرحمن فخري - بابلونيرودا، أيها الرفيق

((وربما قالوا :
لقد كان رفيقاً لنا
هذا يكفيني : إنه التاج الذي أشتهي))
بابلونيرودا


*


ويسْقطُ الثَّمَرُ، على الجَسَدْ
نقياً كآهات البَحرْ
يافعاً كالنَّشْوَةْ
نابَهاً، كأنَّهُ الضَّميرْ
أشربُ من دمِ الوَرْد، معَكْ
وأعافُ الذهَبَ والمَاءْ
في لحْظَة الشَّعرْ...
أعرفُ الطَريقَ إليكْ
إلى النَّجْمة البعيدة
حيث تًحْترَقُ الكلمةُ للإنسانْ
وأدورُ فوقَ الرَّوائحِ،
أشربُ الألوانَ السبَّْعةَ،
من عينيكْ
يومَ ترْمي النُّورَ،
بسهم إيروسْ(1)
وتُضيءُ الكهفَ للملايينْ.
بابلو يا حبيبي
أنا لا أعرفُكْ
لا أُريدُ أن أعرفَكْ
فأنتَ البنَفْسجُ والنَّبْغُ والزَّيتونْ
وأنتَ الشِّعْر
وصورتُكَ تُشبِهُ القَرْنَ،
بَعْدَ العشرينْ
وهذا هو زادي منْكْ
وخَيَالي الجميلْ!
ماذا أقولُ،
في حَضرة الموت الحَيْ
هل أفقأُ عينَ الشَمس ،
لتَدْمعْ؟
هل أهزُّ الأشجارَ،
حتىّ تنوحْ
وأطِوي الرِّيحَ،
وراء الجنازةْ
هل أقلبُ الأرضَ، مثْلَكْ
حتى تستويَ الأشياءْ
من حقي أنْ أُبالغْ
لأنَّك شاعر
فأنا أمجّدُ فيكَ ((الإنسانْ))
والورقَ الأخضَرَ؛
والعالمَ الجديدْ.

نيرودا
يا قلبَ السَّلامْ
ماتَ الشُّعراءُ، بَعْدَ لوركا
وتبادلَ نوح مع ماياكوفسْكي
أنْخاب الطُّوفانْ
وتعَلَّقَ النَّاسُ بكْ
كأنَّكَ القِطارُ الأخيرْ...


عدن
6/1974م


(1)إيرو آلهُ الحُبِّ لدَى اليونانيين، ككيوبيد لدى الرومان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى