حميد عقبي - شرشف أبيض وقطرات دم حمراء.. قصة قصيرة

يتم إدخال العريس وعروسه إلى غرفةِ النوم.. الجميع يحضهما على سرعة تزويدهم بالشرفِ الأبَيِض ملون بالنقّط والبقع الحمراء كي تعلو الزعاريد.
غداً الصباحية ستأتي نساء وفتيات الحارة والحارات المجاورة، كلهن سيرقصن حول الشرشف المُبقع بحمرة دم بكارة العروسة التي ستنال من أهلها هدايا ثمينة.. سيرفعون رؤوسهم عالياً.. سيطلقون الرصاص.. الأخ الكبير اشترى خزينة رصاص كاملة أقسم أن يطلقها دفعة واحدة.. الأخ الأصغر لا يفهم أسباب هذا الاستعداد لكنه هو الآخر اشترى بكامل مدخراته الخاصة مفرقعات نارية! تواعد مع رفاقة إشعالها بطقوس الصباحية.. الأخت الصغرى تتفقُ مع رفيقاتها للتلصص.. الأم بفرح تنتظر الصباح، تدعو الله أن يمنحها قوة لحنجرتها كي تعلو زغردتها مع مزغردات مختصات استأجرتهن لهذه المناسبة.. الجميع يستعد حسب طريقته.. أهل العريس أيضاً يستعدون بالرصاص والمفرقعات والزغاريد.. الأم سوف تفتخر بفحولة ورجولة ابنها، ستحكي للنساء تفاصيل من خيالها لبطولة الابن! الأب والأخوة الكبار يُجهزون الخرفان السمينة.. يتم الذبح بالصباح عند عرض الشرشف، هذه هي عاداتهم وتقاليدهم.. الفقراء بصبر ينتظرون هذا الصباح، سيكون دسماً باللحم والعسل والسمن البلدي.
بغرفة النوم هي ترتجف، تسأله:
- ليس مؤلِمًا.. أليس كذلك؟
هو يبحث عن إجابة مناسبة:
- لا أعتقد مؤلِمٌ.. الجميع يفعلها.
تخلع ملابسها ترتدي الشرشف الأبَيِض تشجعه للاقتراب قائلةً:
- تعال لنفعلها الجميع ينتظر الصباح.
يقترب دون أن يمسها:
- نفعلها من أجلنا.. ليس أجل الآخرين.. لو أنكِ خائفة نفعلها غداً؟
يرتعش جسدها تتمدد على ظهرها:
- تعلم عاداتنا وتقاليدنا إن لم نفعلها ستكون فضيحة كارثة.. تطير رقبتي ويتهمونك بعدم الرجولة.
هو يهز رأسه موافقاً:
- قطرات دم البكارة على الشرشف الأبَيِض هذا ما يريدونه؟
هي تستعد، تكشفُ عن فخذها ترفعُ رجليها عالياً، هكذا علموها.
بحياء تناديه:
- لنفعلها الآن من أجلهم.. ثم نُفكر كيف نفعلها من أجلنا؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى