مليكة مقدم - انخطاف العصاة – ترجمة : عبد الغني بو معزة

- مليكة مقدم ، سرير كأنّه كتاب مفتوح -

*****

..” أمتي
الوحيدة هي امة الأفكار, لم أشفق في حياتي إلا على اللقطاء,المهمّشين,القلقين
واليهود التائهين مثلي,ولم يكن وطن هؤلاء إلا حلما غير موجود أو مفقود مبكرا … -
مليكة مقدم [ الممنوعة ] -


[ 1 ]

..يدور في الغرفة، في وسطها، يحدّق في السّرير، سريرهما، شاهد على حبّهما، يحمل رائحتهما، رائحة جان لويس، يعيشان مع بعضهما منذ سبعة عشرة سنة، ثمّ يختفي، حدث هذا ذات صباح عادي كغيره من الصّباحات، السّبب لم يعد يحتمل خيانة الكتب، الكتب التّي تكتبها وتبدع في كتابتها تخيفه وتوتّره، هو يغار منها لأنها تأخذ حيزا مهمّا منحياتها وهو يريد هذه الحياة كلها له، يرديها كاملة وهذا ما لا تستطيع أن تعطيه ايّاه، كتب أو بالأصح روايات تجد من يشتريها ويقرأها بنهم، وأكثر من هذا يحبّون كتباتها ويدمنون عليها، غرباء لا يعرفهم يخبرونه عندما يلتقون به انهم معجبين بها وبما تكتبه ، ثم يسألونه هل أنت احد أبطال هذه الرّوايات فيجفل، يتوتّر ويخاف، هي تحكي لهم أسرار وهو لا يريد لأحد أن يعرفها، هو في الحقيقة كما أخبرها في إحدى المرّات يرفض أن يعرف كائن من كان ما يجمعه بها، يقصد حالة حبّ، حتى لو كانت هذه الحالة مختصرة في كلمة واحدة،عنوان احد هذه الرّوايات ” الممنوعة” والأكثر غرابة انها رواية حازت على جائزة ”فمينيا”، بعد اختفائه أو مغادرته،لا يهم الكلمات مادامت تحمل
معنى واحدا، هو غياب الرّجل الحبيب عن حياتها، وفي حالة غضب هجمت على السّرير بآلة حادة كبيرة وانهالت عليه مكسرّة، في الحقيقة هي تمارس حالة غضب، إنكار، انتقام، جنون أو ما شابه ذلك، يمكنكم أن تسمّوا هذا ما شئتم، بالطبع الا حالة التّفكير في الانتحار، هذه المرأة العنفوانيّة والمتماسكة والمقاومة الشّرسة هي مليكة مقدم [طبيبة أعصاب,من مواليد القنادسة, هناك ترعرعت وكبرت,درست الطبّ في وهران ثمّ هاجرت إلى فرنسا سنة77 لان الحياة لم تعجبها, بل رأت فيها هدرا للحياة وعبث لا يضاهيه إلا عبث كافكا، وجدت في الكتابة متنفسا منقذا لها للتّعبير عن كلّ ما يؤجّج دواخلها، صدر لها في هذا السّياق الكتابي مجموعة من الأعمال الرّوائيّة سجلت بها حضورا قويّا في المشهد الأدبي بين الضّفتين, حضور وصفه النقاد والإعلاميين بأنّه متميّز وملفت للانتباه و صادم وجريء, حازت على جوائز فرنسيّة مهمّة كجائزة فيمينا, جائزة مهرجان شامبري جائزة نور الدين عبّه لرواية الرّجال الذّين يمشون1997, جائزة إفريقيا/المتوسّط سنة1992 عن قرن الجّراد,جائزة المتوسّط / بربينيون عن الممنوعة سنة 1993وقد ترجمها الدكتور محمد ساري, صدر لها أيضا رواية أحلام وقتلة سنة 1995,ليلة الصّدع سنة 1998, نزيد سنة2001, انخطاف العصاة (غراسيه 2003) ثمّ رجالي سنة 2005..] في الحقيقة اختارت مليكة القطيعة المقرونة بالغياب إلى عوالم أخرى، عوالم حيث تجد نفسها سيّدة نفسها وقدرها، لذا وجدت ضالتها في قمّة عوزها العاطفي وحزنها في روايتها السّالف ذكرها “انخطاف العصاة” /la transe des insoumis “، ولدرايتها بوزن الكلمات، قوّتها وخطورتها، هي ذاتها الكلمات التّي اكتشفت سحرها تحت سماء جزائرية في الجّنوب الهادئ والقصيّ عن الأنظار عندما كانت طفلة شديدة السّمرة، وهي تقرا أوّل الكلمات كانت تكتشف سحر آخر غير سحر الأمكنة إلا وهو قوّة ومرونة وغرائبيّة الكلمات، لم تكن تدري الا بعد سنوات أنضجتها بما فيه الكفاية، انها في ذلك الوقت كانت تعيش حالة انخطاف غرائبيّة دون أن تدري، حالة يصعب شرحها، البعض يقول انه انخطاف خرافيّ ، تلبّس بكائنات خرافيّة شفافة لا يستوعبها الا صاحبها، هذا ما حاولت مليكة مقدم أن تقوله لنا في روايتها انخطاف العصاة، تقول انها أشبه بحالة فقدان توازن وشعور بالمكان، عدم الإحساس بالذات، فقدان ماهية الشّعور بالوجود كمادة جسمانيّة متحرّكة، هل الانخطاف هو أيضا حالة غيبوبة ما؟، تقول انها عندما كانت صغيرة تعجز عن النّوم، النّوم بالنّسبة لها شبيه بالغياب وهي لا تريد هذا الغياب، هو لا يناسبها، في جزائر الاستقلال رفضت الواقع الذّي وجدت نفسها فيه، رفضت كلّ ما هو أبيض واسود، منطق الرّجال، القبيلة، الأغلبيّة الحمقاء والأقليّة الصّامتة، المقهورة التّي تخشى من التّعبير فتقبع في صندوق الصّمت والعزلة، الصّمت قتل واغتيال، هكذا تقول، ترفض ثقافة القطيع التّي هي بامتياز ثقافة دولة ونظام ومجتمع، نساء الحايك اللواتي ترين فيهن نساء الإذعان والغرف المغلقة ودكتاتورية الرّجال، خطابات جزائر استقلالية بليدة وجافة، كل هذا يغضبها، يدفعها للثّورة والتّمرّد، تتذكّر حادثة النّساء اللواتي حرشن عليها أطفال ليتهجمّوا عليها لأنها لا تضع الحايك، قلن لها انها متمردة ، أطلقن عليها اسم “العارية”..

[ 2 ]

..عندما اختفى جان لويس اقتحمت عزلتها التّي تقول أن أول حروبها كانت حربا ضد الوحدة والعزلة، تجلس وحدها تتذكّر حياتها، الكلمات، كلّ الكلمات التّي كتبتها وقالتها، الصّور القديمة،بلاد طفولتها وشبابها، كلّ هذا يسكنها، يثقل عليها لياليها، يؤرقها ويدفعها للهروب من النّوم،لهذا هي تخاف من النوم، الماضي المقرون بالحاضر، حاضر الموت، المجازر والكوابيس، مدن مسكونة بالخوف والكآبات تتحوّل إلى مايشبه مدن الأحياء الأموات أو بالأصح المقبورين بالحياة، تتذكّر الشّوارع القذرة المجيّشة ببؤساء يبحثون عن حياة أفضل، حياة يتقاسمونها مع الذّاكرة السّمحة والصّافيّة من أدران الماضي، الليل هو ساحة صراع مع الذات، مقاومات النفس وخيالات الأشباح الماضي والحاضر،تشعر بالحصار في مدينة فرنسيّة رغم انها تعيش فيها منذ 15سنة، قضت فيها حياة كانت في خدمة الآخرين الذّين يشبهونها، بني جلدتها ومن طينتها، رغم انها طبيبة فانها تتخلى عن مهنتها وتختار الكتابة, هي أيضا مريضة كما قالت بأمراض الرّأس القلقة والمضطربة، من العلاج بالأدويّة إلى العلاج بالكلمات، هذا أفضل، تدرك انها بالكلمات تعالج نفسها قبل الآخرين، تحتاج لهذا الدّواء كلّ ليلة حتّى لا تسقط في بؤرة الظلام الكبير والعميق الذّي يحاصرها كبحر الصّمت والجّنون، للكلمة قدرة شفائيّةغريبة، بين هذا وذاك،بين ضفتين، بين عالمين متناقضين تعيش تجربة الخسارة والفقدان المتكرّر والبحث عن الأمل لا الألم، لأنها تقول ان من يشبهونها يولدون بالألم ويموتون به،أما الحقيقة كما كتبت في إحدى روايتها هي الكابوس والحلم الجّميل الذّي تؤمن به وستدافع عنه هو ما كتبته بصدق وإخلاص بين سطور رواياتها [ أمتي الوحيدة هي امّة الأفكار, لم أشفق في حياتي إلا على اللقطاء,المهمّشين, القلقين واليهود التائهين مثلي, ولم يكن وطن هؤلاء إلا حلما غير موجود أو مفقود مبكرا،الممنوعة ]..انها تعيش حالة انخطاف فترتاح وتشفى، ورغم ذلك عندما تفتح نافذتها التي تطل على شارع المهاجرين والهامشيين تتذكّر مأساتها، انها وحيدة،انها أضاعت جان لويس، انها تشتاق للأيام الخوالي حيث كان يضمّها إليه ويهمس لها في أذنيها كلّ الكلمات الحلوّة، اللذيذة والعاطفية، لا تعرف لماذا كلما حاولت أن تنسى تجد نفسها تتذكر كلّ شيء، لا يبقى من كلّ هذا الا رائحة الحروف وعطر الكلمات المنقذة من وحدة موشومة بالقلق والاضطراب والخوف من المستقبل ..

[ 3 ]

..” نص مترجم من انخطاف العصاة ” :

.. ذهب هذا الصّباح، وحيدة أنا في السّرير، وحيدة هذا المساء مع رائحتنا، رغم انني غيرت الفراش كذا من مرّة، لكن الرّائحة مازالت هنا، أشمّها، موجودة بين خيوط الأقمشة والأغطية، في ذاكرة السّرير، لسريرنا ذاكرة، في السّنوات السّبعة عشرة التّي قضيناها معا، هي سنوات الجّسد الواحد، تنفّسنا الواحد، التنهدّات السّريّة، وعودنا، أحلام الموحّدة، ارق لياليّ الذّي تحتويه استرخاءاتي العميقة، له، شكوكي العازفة عن قناعاتي، بين جلدي و جلده استطيع قراءة لفترة طويلة، قراءة ما حدث بيننا، القراءة الى أن اسقط من أثر النّعاس فيسقط الكتاب من يدي، جلدي بجلده وبيننا الكلمات، من المؤكّد انه لن ينام معي على هذا السّرير من الآن فصاعدا، مازلت مخدّرة بسبب خشونة هذه القناعة، كأنني اكتشف عند يقظتي انني مبتورة، انني فقدت عضوا من أعضائي بعد عملية جراحيّة، يغيب الألم، لكنّه ليس غيابا طويلا، سيأتي عندما يحتوي هذا الغياب جسدي، يحدث لي هذا في أوج قناعتي بهذا التّشويه التّّي تعرضت له، أتقلب على السّرير، أتنفس الصّعداء و لو على مضض وأنا أقول لنفسي أن ما يحدث لي حدث في راسي فقط، تنفس صامت للأرديّة و الأغطية فتغرق تنفسّاتي، تخنقني مع كلّ حركة من حركاتي، عند تقلباتي الأرق، لا انطفأ، لا أنام، لا اقرأ الكتاب المفتوح، أبحلق, أحدّق، مخدوعة, بلهاء، المكان فارغ، استمع لصمت البيت مع هبوب لاترامونتن [ ريح باردة، جافة وقوية، تشبه المسترال].... صنع هذا السّرير بيديه، صنعه وأبدع فيه، يعرف ما يفعله، صنعه مستعملا كلّ أدوات النّجارة، عند رأس السّرير، فتحة واسعة تمرّ على حافة منحرفة مشكلة مايشبه الرّفّ، انه فضاء الرّحب للكتب و المجلات التّي احتفظ بها في غرفتنا ، منكمشة حول جانبي الآخر، يخالجي شعور و كأنني ممسكة بقارب نجاة تلهو به عاصفة ما، لاترامونتن هذا المساء قويّة، الكحول، حبوب النّوم، تراجيديا وطن، هذا الصّمت الكبير والعميق الذّي بداخلي، العناصر و الأشياء، النّاس الهائجين حولي، كلّ هذا، يحدث لي أنا، أحاول التّحرر من الرّائحة، التّخلص منها، من السّرير، اصفق الباب ورائي و أنا أغادر غرفة أشباحي، اعبر البيت نحو الاتجاه المعاكس له، المكان القديم والآخر، غرف مهجورة، أدراج مؤديّة إلى غرفة الأصدقاء، أقف أمام السّرير الآخر، لا، لايمكنني النّوم هنا أيضا، أوليه ظهري، أسرع الخطى في الأدراج دون أن أحاول معرفة سبب هذا الرّفض، الإنكار، لا قدرة ولا رغبة لي في شيء، الشّرفة الخشبيّة العالية التّي فوق الصّالة كانت فيما المكان الذّي انزوي فيه لأكتب، فيها كنت اكتب، بدأت الكتابة هناك، الجّزائر،بالطبع، الجّزائر هي لي وبداخلي، اقصد وطني،هي أيضا الصّحراء، كتبت عنها بعد سنوات من القطيعة، كتبت كلّ شيء عنها في العلوّ الشّاهق من الكتابة .... سرير ملكيّ في الزاويّة المقابلة للمدفأة، هناك انكفئ حول نفسي في سكينة، الرّأس فارغة,جامدة، الم حاد ومؤلم في بطني، تمزّق فضيع لأحشائي،أصيغ السّمع لصوت الرّيح الشّبحي يجلد أوراق شجر الفلين، يخدش أوراق شجر اللّوز المزهرة، أفكر في اضطراب الجّوّ القاسي و الموحش المرافق للرّيح فيولد بداخلي القلق والضّيق، خاصة في هذا الفصل، فصلي أنا، هذا المساء، بداية شهر مارس 1994، الرّيح، الضّياع بين الأسرّة، قد ترافقني هذه الوحدة إلى الصّحراء، صحراء منفاي، يعطي السيروكو للرّبيع رائحة غبار، الحبّ بين الرّجال والنّساء، لكن لا وجود له، لا اثر له إلا في الأغاني والحكايات والكتب هنا وهناك، لم احصل على سرير آخر إلا فيما بعد، هناك، استطعت و بعد مقاومات أن احصل على حقّ النّوم والسّهر كما ارغب، الحقّ في الأرق إذا أردت، انه الأرق المرتبط بالكتب، بالطبع لم تكن مكاسبي الوحيدة فقط، كان هناك أيضا انتصارات أخرى، الحقّ في المبيت أو السّهر في أفرشة بسيطة، بدائيّة ومتجوّلة، كلّها من صنع يدي، الوحدة و المطالعة كانت أوّل خطواتي نحو الحريّة .... ”حرية، أناديك باسمك”.. أتلذّذ بحريتي الوحيدة والغاليّة وهي القراءة, المطالعة، أقرا في كلّ وقت،اقرأ بنهم كبير،أصبح بمقدوري الحصول على كتب كثيرة، كتب تحمل في طيّاتها ثقافات العالم، اعرف انني بعيدة عن فهم معانيها ولكن هذا لا يهم، الكلمات المجهولة هي امتداد أفقي لهروبي، تشعرني بالتّحرّر المقرون بالغموض و أنا أحاول شرح معانيها، اكتشاف صداها وفهم إيقاعاتها، بحيث تخطفني إلى حيث أريد، حيث الرّاحة والطمأنينة، هي تمثل كلّ ما اعرفه ولا اعرفه عن التّاريخ والجّغرافيا، البشريّة، تنحت خيالي النّهم لرغباته الكثيرة، تنحته وتشكله كما لم أكن أتخيّل في السّابق، القاموس والأطلس اللّذين تسلحت بهما في غزواتي لم يكونا أكثر من ديكور قارئة مبتدئة، كنت الجأ إليهما إلا نادرا ، يأتي في المرتبة الأولى من اهتماماتي ضرورات التّحكّم في اللّغة وتشفير محتواها، في لحظتي الحاليّة أرغب فقط في هذا الفضاء الرّحب و جوهر الكلمات،مع هذه العادة الضّرورة تحولت الكتب الى ما يشبه الحياة الحقيقيّة التّي أعيشها من جديد، أعيشها بطريقتي الخاصة، يبدو إنني فقدت شّهيتي لكلّ شيء ما عدا شهية القراءة .... ”أيام الدّراسة في وهران “.. من واجبي الكتابة عن كلّ مقاوماتي الكثيرة والقديمة ، عن رفيقات غرفتي، فوضانا الحميمة، غرابة أطوارنا، حقبتنا الجّميلة، هي أيضا حقبة محبطة، كنا حالمين لكن الواقع لا يتسع لنوايانا الحسنة، اكتب على قطعان رجال الشّرطة الذّين يراقبوننا مساء في المدينة، يمسكون بنا ويأخذوننا كمذنبين إلى المخافر، توجّه لنا تهمة الإساءة للآداب العامة لأننا تجرأنا على الخروج مع رفاقنا الذّكور، بالطبع لم يكن التّهديد الأوّل ولا الأخير، كنا نبقى في الحجز لوقت طويل، لساعات طويلة ونحن تحت رحمة التّحقيقات التّعسفيّة والاتهامات الظالمة، اكتب على مواجهتنا لهم، جرأتنا وشجاعتنا في الدّفاع عن أنفسنا، حرب أعصاب، حرب ثقة في النّفس وقناعة بأننا لم نرتكب خطا ما، اكتب عن الانحرافات، عن الأحكام الجّاهزة لنظام بومدين، عن نظام العمل المجحف في حقّ الإنسان، كرامته، سهر الليالي في أقسام المستشفى المكتظة، الولادات التّي تفوق التّصوّر في ليلة واحدة، الفتيات الصّغيرات اللّواتي تحضرهن عائلاتهن في أثواب الزّفاف مضرجة بالدّماء، مصدومات ومرعوبات، كنا نرفض مراقبتهن، كان موقفا مسئولا مني أنا وزميلاتي، كنا نرفض المشاركة في الجّريمة، تلك الشّهادة الغبيّة التّي تطالب بها العائلات لإثبات حسن سلوك بناتهن المتزوجات حديثا، إعلان براءة لعذريّة لا تحتاج لشهادة،انها الشّجرة التّي تغطي الغابة، الخطأ الشّاذ الذّي يؤذي الفضيلة، في الخارج الزّوج الغاضب, الحانق، يصرخ مهدّدا: سأمسك بك يا قحبة، يا الخامجة!!..”.. يجب أن اكتب،كنت دائما أقول هذا، سيأتي اليوم الذّي اكتب فيه كلّ شيء، في ذلك الوقت كنت غير مستعدة لكنني كنت املك الرّغبة والقناعة، الدّراسة في ذلك الوقت كانت مجهدة ومرهقة، في السّنة الثالثة كنت شاهدة على تخلي الكثير من الطلاب عن دراستهم لأسباب كثيرة، كانت ارتباطاتهم في الحياة تتطلب منهم هذه التّضحيّة، أيّ ارتباطات هذه؟، انها التّنازلات المريرة، الصّمت والانحياز للأخر، للسّلطة، لخطابها، للمسئوليات الجديدة..


* عن مسارب
  • Like
التفاعلات: إبراهيم محمد عامر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى