يسري أبو الخير - غزالة.. قصة قصيرة

بدأ الدفء يدب في أوصال الغابة، حين غادرها شتاء طويل، اكتست الأشجار بلون الخضرة وبدت الأزهار بألوان متباينة ، يفوح منها أريج له عبق خاص بالغابة وسحرها. وعند هطول الليل بدا قرص القمر متسعا ينشر ضياءه .

بجوار غدير الماء وأسفل شجرة عتيقة، انساب صوت الناي شجيا يْبقي بالعين دمعة تجعل للعين بريق يأسر القلوب. وبمرمى البصر تجدها تعدو وتقفز مع ضوء القمر و نغمات الناي الحالمة ، ترقص بحركات إيقاعية متوترة ، سرعان ما تنساب وتبدأ بالدوران حول نفسها ثم تعيدها. حتى يطل ضوء النهار ويختفي القمر، تعدو إلى حيث أتت.

تلك الليلة عاودت فعلتها ، الفراشات ترفرف بألوان أجنحتها تجاه الضوء المبهر ترنو إلى نهاية . والأيل بقرونه المتشعبة ظل ساكنا بأعلى هضبة مطلة على غدير الماء.

يا له من جمال وسحر لتلك الحركات الإيقاعية، وصوت الناي يغرد ويداعب أوتار شغاف قلبها وأحاسيسها. ترهف السمع وتدنو لتشبع الروح بفيض النغمات وهي تتمايل بشدة تصارع جسدها .

حينها غاب القمر وأظلمت السماء، اختفت النجوم نعقت البوم تحركت الرياح بشدة فتسمع حفيف الأشجار. وهي تترنح بنشوة باتجاه عازف الناي ، بعينيه شعاع حاد مبهر، أعقبه احمرار بلون الدم، برزت أنيابه يغرسها برقبتها، تسيل منها خيوط من الدم، تهوي بجسدها لأسفل، تتمدد أرضا ، تتساقط أحلامها واحدا تلو الأخر، تغمض عينيها وهو ينتهك جسدها وبقايا روحها .

3/2/2005

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى