رسالة من الرئيس العراقي أحمد حسن البكر الى الكاتب حسن العلوي.

مجلس قيادة الثورة/ الرئيس

إلى الأستاذ حسن العلوي المحترم

تحية طيبة ثم السلام عليكم

كنت كغيري من الناس أستمع إلى تلفزيون بغداد مساء اليوم السبت 11/2 وإذا بالمذيع يقرأ على العراقيين أو غيرهم مقالا بعنوان (العراق) وهو ما كتب في ملحق صحيفة الجمهورية البغدادية. وقبل أن أدخل في الموضوع الذي أنا بصدده أريد أن تعرف بعض الشيء عن خصائصي، وقد يعرفها جيدا عني من زاملني في مختلف أدوار حياتي وعلى الأخص في حياتي السياسية، فلست ممن تستويهم عبارات الثناء وما يماثلها ولتعلم علم اليقين فإني أقسم بربّ الكعبة على ما أقول وربما سبب ذلك ناتج عن تكويني النفسي أو لنشأتي القروية الريفية.

وقد أوردت هذه المقدمة السريعة لتزداد اطمئناناً من أن سبب كتابتي إليكم هذه الرسالة لا بقصد التعبير عن شكر لكاتب عراقي مخلص أشار إشارة مثلما أراحت نفوسا فهي أزعجت أخرى وما أرجوه من الله أن تبقى (وأمثالك كذلك)، بل وأؤكد في قضية تربوية نحن بحاجة إليها كإحدى وسائل تربية شعبنا العراقي الذي حرم أزمنة طويلة بكل أسف من مربين يربونه التربية الصالحة المخلصة أردت في الكتابة إليكم التأكيد على أمرين أو نقطتين بنظري مهمتين:

الأولى هي أن تستمر في الكتابة بموضوع تحبيب العراق بأعين العراقيين بين حين وآخر بل على الأقل في المناسبات الوطنية والقومية، وأرى في هذا الأسلوب ربطا أو شدا للجمهور العراقي بوطنه الصغير العراق، ليزداد أو ليتركز اعتزازه فيه سواء بهذا الأسلوب الجميل، أو عن طريق إثارة النخوة فيه بحيث نصل بهم في يوم ما إلى أن يحبوا العراق كحبهم لأنفسهم وذاتهم، وفي نفسي آمل أن يكون حبهم للعراق كحبي أنا لبغداد كما تراني أشجّع الشعراء في نظم القصائد العمودية منها طبعا في التمجيد بها، لأنها تمثل حاضرنا بل ماضينا (كعرب) والذي نفخر ونفاخر به.
الثانية هي أسلوب الكتابة الجميل الخالي من الحشو والمصطلحات الحديثة الممجوجة، ففيها درس لباقي كتابنا المستجدين الذين صاروا يتصورون خطأ أن أسلوبهم الذي درجوا عليه هو أدب اللغة العربية.
وفي الختام أرجو لكم سداد الرأي وكل الخير والسلام عليكم.

التوقيع
1978/2/11



1635386395509.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى