عثمان أبا الخيل - فنجان قهوة.. قصة قصيرة

جلست مع زوجتي في الشرفة المطلة على حديقة الحب نحتسي قدحا من القهوة ونتبادل اطراف الحديث تارة نتحدث فيها عن الماضي عن فترة الخطوبة وكيف قضيناها معا بكل وسعادة وشوق إلى لقاء بعضنا البعض ، فترة عرسنا فيها كل مفاهيم الحب والاحترام ومهدنا الطريق الذي لا زلنا نمشيه معا بكل سعادة فترة إنصهرنا فيها معا و أصبحنا لا نستطيع البعد عن بعضنا البعض ، فترة ضربنا فيها أروع الأمثال في نقاوة الحب وصفاء الروح فترة لا زالت تضئ طريق حياتنا الزوجية وتمدنا بكل مقومات البقاء في قمة هرم الحب .
وتارة أخرى نتحدث فيها عن فترة وجودنا في سويسرا بلد الجمال والطبيعة الخلابة والمناظر الساحرة والبحيرات الغناءة وكيف قضينا مع طفلتينا في مدينة سانت جالن الواقعة في شمال سويسرا في الجزء الألماني اجمل ايام العمر في سعادة واشتياق ووئام ، فترة زرنا فيها معظم مدن سويسرا زيورخ ، لوزان ، جنيف ، لوتانوا .
أما قرية فلمز بيرق الواقعة على إحدى قمم جبال الألب فلنا فيها أجمل الذكريات ، وذكريات لا يزال شذاها يعبق حاضرنا الذهبي ، حاضرنا الوردي ويمدنا بالراحة والاستقرار .
التفتت نحوي زوجتي وقالت : نحن نبالغ ؟ ابتسمت وقلت لها : كيف نبالغ ونحن بعد لم نقطع سوى أميال قليلة من مشوار حياتنا الزوجية الطويل فكيف اليوم؟
ماذا تقصد اليوم ؟
اقصد كل شيء يولد صغير ثم يكبر مع الأيام إلا حبي لك ولد كبير وسيبقى كبير إنشاء الله مادام قلبي ينبض بالحياة ؟
حقا تحبني كل هذا الحب ؟
نعم حبي لك يفوق حب البشر للهواء … عشق الصحراء للمطر . . . حب السجين للحرية … حب المريض للشفاء … حب كل حبيب لحبيبته . . . حب الطفل لا أمه … حب الظمآن للماء .
ابتسمت وقالت : لم استغرب منك كل هذا الحب لكن أين يذهب حين …
لا تكملي حبك منقوش في حواسي … صورتك صوتك لا يفارقاني حيث ذهبت .
في هذه الأثناء جاءت ابنتي الصغيرة وقالت : بابا خذني للملاهي .
أجبتها : غداً إنشاء الله .
غداً يعنى باكر .
غداً يعني باكر .
أعتقد حان الآن موعد نشرة الأخبار أود أن ادخل إلى الداخل هل ترغبين الدخول معي طبعاً بعد كل سمعت ولا تريدني البقاء بقربك والذهاب معك إلى أي مكان تذهب اليه ،
أنت شمعتي التي تضئ طريق حياتي … أنت وردتي التي استنشق رحيقها . . . أنت الحياة . . أنت مصدر قوتي . . أنت سندي . . أنت أنا ونحن معا باقة ورد تعبق برائحتها كل المحبين
ما هذا الكلام الحلو ؟
هذا هو الواقع ، هذه هي حياتي معك أتمنى أن ينعكس هذا على فلذات أكبادنا إنشاء الله .
هل تودين الذهاب للنوم .
نعم إنها الحادية عشر ليلاً .
قبل أن نغرق في النوم التفت نحو زوجتي وقلت لها . . ما أجمل موقف مربك ؟ ابتسمت وقالت : حياتي كلها مواقف جميلة معك ، لا أستطيع أن حدد موقف واحد .
لا تجاملي .
لماذا أجامل .
هل تخافي من المستقبل
لا . . . المستقبل بيد الله والأعمار مكتوبة لكن حياتي معك هي مستقبلي .
الآن جاء دوري سوف أسألك نفس الأسئلة ما هو أجمل موقف مر بك ؟
كل ثانية تمرمن حياتي ونحن معا لها موقف جميل
هل تخاف من المستقبل ؟
أكذب إذا قلت لا أخاف ، نعم أخاف من المستقبل
لماذا?
لا أدري لكن كلما خلوت بنفسي تركت لها العنان تسبح في دنيا الخيال .
قاطعتني وقالت : تعوذ من الشيطان واستعن بالله .
دائماً أتعوذ من الشيطان واردد قوله تعالي ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) .
بدأت تتثاوب ابتسمت وقالت : تصبح على خير
تصبحي على خير .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى