السيد نجم - ولد و بنت.. قصة قصيرة

كان الوقت قد أزف ...

البنت ناهدة الصدر تعدو على غير هدى , والولد نابت الذقن على أثرها فوق الرمال..سحابة سوداء لأسراب من الطائر الغامض فوقهما, و شمس عاجزة عن قهر العتمة المنصوبة بينهما.

الولد غرس أسنانه في سبابته ثم صاح , يتمنى لو تسمعه . دون أن تحذره العتمة الملعونة داعبته, فسقط على الرمال مذعورا.البنت تتشمم حبيبها , زحفت قدر طاقتها , عجزت .

ما حدث.. أن تلبستهما نار تخصهما , فتملكتهما خفة أقدام غزاله , وحلقت بهما جناحا نسر علوي . لا ينغص عليهما سوى العتمة , مع ذلك لم ينتظرا ولو فرجة صغيرة فيما بين أسراب الطيور الغامضة فوقهما.

الولد والبنت وعلى غير اتفاق حدقا إلى هناك , فأشفقت الشمس عليهما وقالت:

" لست أدرى ما الذي يمكنني أن أفعله ؟!"

عادا ونطقا معا بالتعويذة السحرية :" أنا هنا يا حبيبي" , " أنا هنا يا حبيبتي" ...

دون أن يدريا , انجذبا , تجاورا , ومعا اتجها ناحية عتبة نار طيبة لا يرونها!!!

اقتحما النار معا , فاهتزت الأرض من تحتهما. البنت ارتطمت بالولد , فابتهج الولد لرائحتها التي سرعان ما تعرف عليها ...

معا صرخا صرخة صحراوية , خلاء , فذهبت ولم تعد ...

تشابكت كفاهما ...

أقسما ألا يتركا لأناملهما أن تتحرر أبدا ......

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى