شوقي بغدادي - لا تسألوني من هو الله

لا تسألوني من هو الله
الذي لا تعرفون مياهه
إلّا إذا شفّت مياهي

أنا لست إلا ذرّةً
في نقع هذا الكونِ
كيف لذرةٍ
أن تمتطي سرج الغموض الفذّ
ثم تصيح
إني قد كشفت السرّ
في التيه المحيّرللإلّاهِ
لا تفقدوه قداسة الألغاز
حين يصير ديّانا على حزبٍ
وملاكا على أرضٍ
فيغضب
أو يناور
أو يمجّد شعبه المختار
أين الله ..في هذي الملاهي؟

وإذا تناهى الكفر والإيمان
في أعماق أغوار ألتناهي
يبقى الحساب على جمال الورد
والشفق الملوّن
أن يظل الورد أجمل في الحديقة
والغروب وديعةً عند المصلي
لا تُشوّه بالتماحك والنواهي



لم يبق يا بلدي سواك
ويرفضون صلاة أمثالي
لأن الله محتكَرٌ لهم
فلمن أصلي يا إلاهي؟؟

لم يبق إلا الخنجر المسموم
والسيف الملطّخ
مصلتين على الورود
وفوق أعصاب المياهِ

فإذا شممتَ
فليس إلا الوحل
والنتن المعبّأ
في قوارير التفاخر والتباهي



وغدا أموت
وأنت يا بلدي ستبقى
فاحتفظ بي
كي نذكّرهم
بأن الله والشيطان
قد صارا معا ندّين
في خِدع الملاعبِ..والملاهي !

والله أكبر
من جميع كنا ئس الدنيا
وأعظم من مساجدها
ومن لغةٍ
تحاول أن تشخّصه
فتعيا عن تعاليه
فتسقط في المجاز
على الجباهِ



المصدر:
Alef

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى