كيت شوبان – أقبل الليل بطيئا – قصة قصيرة .. ترجمة: د. زياد الحكيم

لقد فقدت اهتمامي ببني البشر. فقدت اهتمامي بالكشف عن معني حياتهم وافعالهم. لقد قيل ان من الافضل ان ندرس رجلا واحدا من ان ندرس عشرة كتب. وانا لا اريد ان ادرس كتبا ولا بشرا. فهم يسببون لي احساسا بالضيق. هل يستطيع احد ان يحدثني كما يحدثني الليل؟ كما تحدثني ليلة صيف؟ كما تحدثني النجوم والنسمات الرقيقة؟

أقبل الليل بطيئا، ناعما، في ما كنت مستلقيا هناك تحت شجرة القيقب. جاء زاحفا، زاحفا خلسة خارجا من الوادي، ظانا اني لم اكن لألاحظه. واختلطت حدود الاشجار والاوراق فتحولت الى كتلة سوداء، وجاء الليل متسللا منها ايضا ومن الشرق ومن الغرب حتى انه لم يبق من نور الا في السماء - تسلل من خلال اوراق اشجار القيقب. وكان ثمة نجم ينظر من علٍ من خلال كل ثغرة او شق.

الليل يتسم بالجلال وهذا يعني الغموض.

اشكال بشرية مرت كأنها اشياء غير ملموسة. مر بعضها كأنه فئران صغيرة تحدق الي. لم اكن لأمانع. فقد استسلم كياني كله لسحر الليل النفاذ اللذيذ.

وراحت الجنادب تطلق نشيد الرقاد. ومازالت. كم تتسم بالحكمة! فهي لا تثرثر كما يفعل البشر. انها تقول لي: نم. نم. نم. وسرت نسمات من خلال اوراق القيقب مثل نفحات من حب دافئ.

لماذا يزعج الحمقى الارض؟ صوت رجل عكر صفو الشعور الساحر. جاء رجل اليوم وفي يده انجيل. كان يثير الاحساس بالكره بخديه الاحمرين وعينيه الجريئتين وسلوكه وحديثه الخشنين. ماذا عساه ان يعرف عن المسيح؟ هل اسأل شابا احمق ولد بالامس وسيموت في الغد ان يخبرني عن المسيح؟ يجب ان اسأل النجوم: فهي التي ابصرته.

[email protected]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى