عوني شبيطة - كلب لا يكف عن العواء .. شعر

عُواءٌ عُواءٌ عُواء
كلبٌ يلحسُ ساقَ سَيدةٍ ولا يكُفُ عن العُواء
لا قافلةَ تلوحُ في الافُق
لا ساعي بريدٍ يدقُ جَرساً موجَساً
ولا فرسَ النَبي تنطُ من عُشبٍ الى عشبٍ
تبحثُ عن مَأوىً وعن عَشاء
عُواء عواء
كلبٌ يلحسُ ساقَ سيدةٍ ولا يكفُ عن العُواء
كلابٌ تُرددُ في المَدى
صَدى صدى
وصدى الصَدى صدى
ليلٌ كسيحٌ
قمرٌ ينزفُ في السَماء
اينَ الطبيبُ ، أينَ العَزاء
عُواءٌ عواءٌ عُواء
كلبٌ يلحسُ ساقَ سيدةٍ ولا يكفُ عن العُواء
..
امامُ البئر خلف الدار سروتُنا الوحيدةُ
لماذا الآن اذكرها
اتذكُرني!
وما كانت تَفيءُ طفولتي الاولى
ولا كلبَ جارتِنا المُدلل
كعادة الاشجار اذا اشتد الهجير
وما كان لها كتفٌ لتحملني الى الاولمب
الى الاعلى
فاقطفُ نجمتين وبعضَ الشئ للذكرى
وكنت اراها مِئذنةً !
لا سورةَ الرحمن تُتلى على جَناح يَمامة
لا حي على الفلاحِ
ولا دعاء
عُواءٌ عُواء عواء

يَسكُنني
يُطاردُني .. عُواء
يُسقطني مِن شُرفَتي
( في الطابَقِ الرابِع)
تَتحطمُ على الاسفَلت جُمجُمَتي
لا اسمعُ إلا صَمت مَقبرتي
ورجعَ عواء
عوُاْءٌ عواء

كلبٌ يلحسُ ساقَ سيدةٍ ولا يكفُ عن العواء

طَيفٌ يعودُني في الصَباح وفي المَساء
جِرسٌ يَرِنُ في الوَريدِ: أفِق أفق
ــ من الطارق
من جاء يعَلِقُ برتقالَ يافا مَرايا حولَ نافذتي
ومشكاةً على عَتم الطَريق
ويرقُ عاصفةً زرقاء قبيلَ صلاة الفجرِ
كي تغدوَ مثلَ خُبز امي
بدراً على جَمر الهديل
ومثلَ قَلبِ أمي
آن تَفرشُ غَيمَتينِ وقُبلتين في مَهدي
وتهزُ اغنِيتي: نَم يا حبيبي نَم
انا لا انامُ ولا افيق-
دَثريني دَثريني
علّي اسيرُ على ماءِ البُحيرةِ او على بَحر الشَمال
قلبي يَرفُ لكلِ غزالةٍ مرَت وفَرت، وهَويتي رُحب الجهات
وفي اليوم اكثر من رَحيل
تلكَ مُعجزتي الاخيرةُ
وهي السَبيلُ الى لقاء الله
عسى يُلاعبني شوطَ نردٍ تحت سِدرته الظليلةِ
ويعودُ، خسرتُ ام ربحتُ امامَهُ، ليَ الإعتبار
فتَمشي قبائلُ الاعرابِ والافرَنج على خُطاي
فالماءُ حلوٌ كان ام مَلحٌ ، مَاء
الماءُ ماء

عواء عواء عواء
كلبٌ يلحسُ ساقَ سيدةٍ ولا يكفُ عن العواء
...
خُذ يا صديقي نفَساً من تُمباك شيشتنا المُهَرب
وليَكن نفساً طويلاً طويلا، كما يليقُ بقادرٍ
وانظر من العلياء
لا رايةً حَمراء ترفُ على قِمم النَخيل ولا الصَفصاف منذ هزائِمي الاولى
بين الثَلج والصحراء
لا وردةً بيضاء، لا كأسَ نَبيذ
ولا شاياً مع النعناع
لا أمامَ ولا وراء
كلبٌ يلحسُ ساقَ سيدةٍ
يَبولُ على مَوتٍ مُزيَف وعيشٍ مُزيَف
يرقصُ فوقَ نَعشي وفوقَ عرشي
ولا يكفُ عن العُواء
عُواءٌ عُواء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى