خالد العتيبي - سيرتك الذاتيّة العظيمة!

في اللحظة التي أكتشف وبشكلٍ مفاجيء بأنني أراقب الأطفال منذ الصباح..

أتحسس لمسة الأمهات الأخيرة.

وأشعر بخوفهن المختبيء داخل الحقائب المدرسية، كحارسٍ يرتجف .. ولاينام.

بذائقتهن في إختيار الجوارب الملونة..على فكرة أجمل الأشياء تلك التي تختارها أم..

أكتشف ذلك في نهاية اليوم.. حين أقف أمام روضة أطفال، وبينما أنا مشغول بحديثٍ داخلي، وأرتب هذه الحياة التي باتت كلها أولويات .. بينما أنا كذلك يقبل ابني من بعيد..

كمفاجأة عظيمة.

كضحكة.

كشيءٍ أضعته في طفولتي وأشعر به الأن ..

ولا أراه.

وأكتشف أيضاً..

بأنني كبرت، ولم أرتدي ملابس مميزة منذ أربعين سنة.. فأمي لم تعد أمامي كل صباح.. والمسافة تنهكني كأنني على سفَر.

أمك تعني :
السيرة الذاتية لصباحاتك العظيمة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى