ستيلا قايتانو - ﺍﻧﺎ ﺧﺎﺋﻔﺔ

ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﺣﺔ ﻃﻔﻞ، ﻧﻘﻴﺔ ﻭﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺓ ﻟﻼﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺋﻤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻼﻣﻬﺎ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻠﻢ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ، ﻋﻠﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﺒﻲ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﻃﻠﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﺎﺫﺟﺔ
ﻭﺍﺻﺒﺢ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺴﺒﻖ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﻳﺪﻫﺎ، ﺍﻭﻻ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ، ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺷﺮﺍﺀ ﻣﺆﻥ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻣﻦ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﺯﻳﺖ ﻭﺳﻜﺮ ﻭﻛﻴﻤﻮﺕ (ﺍﻟﻔﻮﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﻥ) ﻭﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﻣﻮﻁ ﻭﺍﻻﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ، ﺛﺎﻟﺜﺎً ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺩﺧﻞ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺷﺮﺍﺀ ﺑﻮﺩﺍ ( ﺩﺭﺍﺟﺔ ﺑﺨﺎﺭﻳﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻓﻲ ﺟﻮﺑﺎ ) ﺍﻭ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﻣﺮﺑﺤﺔ ﺗﻘﻴﻬﺎ ﻭﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺷﺮ ﻣﺪ ﺍﻻﻳﺪﻱ ﻟﻠﻨﺎﺱ.
ﺍﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ، ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﺮﺍﻗﺒﺎ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻘﺪﺳﺎً، ﻭﺗﻔﺠﺮﺕ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺷﺮﺍً ﻭﺍﻧﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺎﻱ ﺛﻤﻦ. ﻭﺗﺤﺮﻛﺎ ﻣﻌﺎً ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻫﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻒ ﺑﺎﻟﻮﺍﻥ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭﺑﺎﻫﺘﺔ ﻣﺮﺗﺪﻳﺔ ﻓﺴﺘﺎﻧﺎً ﺍﺳﻮﺩ، ﺳﻮﺍﺩﺍً ﺣﺮﻗﺘﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ ﺍﻻﺣﻤﺮﺍﺭ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺤﺰﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺝ ﺧﺮﺝ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﻭﺩﺍﻉ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ، ﺗﺎﺭﻛﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻃﻔﺎﻻً ﺻﻐﺎﺭﺍً ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ ﺣﺬﺭﺓ ﻭﺧﺎﺋﻔﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺑﺎﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻧﻬﺒﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﻭﺗﺸﺎﻫﺪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ، ﺍﺳﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺍﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻜﺎﻥ ﺧﻠﻔﻬﺎ، ﻣﺮﺍﻗﺒﺎ ﻛﻞ ﺷﺎﺭﺩﺓ ﻭﻭﺍﺭﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺭﻣﺸﺔ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺳﺎﻧﺤﺘﻪ ﻟﻴﻐﺪﺭ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺹ.
ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺨﺮﺑﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻤﻦ ﺭﻛﺎﺏ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻤﺰﺍﺝ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻄﺐ، ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻬﻢ ﻻﺗﻔﻪ
ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ، ﺇﻻ ﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﺣﻮﺍﺭﺍ ﻣﺘﻔﺎﺋﻼ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻼﻋﺘﺬﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺍﺧﻄﺄ ﺍﻻﺧﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻤﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺂﺳﺎﻳﻬﻢ ﻭﺗﺒﺸﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻻﻣﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺊ ﺧﻠﻒ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ.
ﺍﺗﺠﻬﺖ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺭﺍﻗﺼﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺣﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﺘﺘﻪ ﺟﺮﻳﺎﻧﺎﺕ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻻﻣﻄﺎﺭ ﻓﺎﺻﺒﺤﺖ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﻣﻮﺍﺝ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺣﻴﻨﺎ ﻭﺗﻨﻔﺨﻔﺾ ﺍﺣﺎﻳﻴﻦ ﺍﺧﺮﻯ، ﺍﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ،
ﺗﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﺎﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﺷﺘﺮﺕ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺯ ﻭﻛﺴﻮﺓ ﻟﻜﻞ
ﻃﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟـ ( ﺍﻟﻲ ﻭﺍﺭﺍ ) ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ (ﺳﻮﻕ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ) ﺍﻋﺠﺒﻬﺎ ﻓﺴﺘﺎﻧﺎ ﺯﺍﻫﻴﺎ، ﺗﺨﻴﻠﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ ﻣﺴﺘﻌﺮﺿﺔ ﺍﻧﻮﺛﺔ ﺩﻓﻨﺖ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺩﻓﻨﺖ ﻛﻞ ﺍﻓﺮﺍﺣﻬﺎ ﻭﺍﺻﺒﺢ ﺟﺴﺪﻫﺎ
ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﺘﻘﺪﺓ، ﻓﻜﺮﺕ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺋﻪ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺣﺴﺖ ﺑﻮﺧﺰﺓ ﺗﺨﺮﺗﻖ ﺿﻤﻴﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﺍﻋﺎﺩﺗﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﻤﻦ ﺍﺷﺘﻌﻞ ﺷﻴﺊ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ، ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﻮﻓﺎﺀ ﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺘﻞ ﺻﻤﻴﻢ ﻗﻠﺒﻬﺎ. ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﺤﻮ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻟﺘﻔﺮﺡ ﺍﻭﻻﺩﻫﺎ، ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺎﺭﺩﺓ ﻭﻭﺍﺭﺩﺓ،
ﺣﻔﻆ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ ﺧﻄﻮﺓ ﺧﻄﻮﺓ ﻭﺣﻔﻆ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺣﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻔﻮﺭﺓ ﺷﺎﺭﻋﺎً ﺷﺎﺭﻋﺎ، ﻭﺣﻔﻆ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺩﻭﻧﻜﻲ ﺩﻭﻧﻜﻲ ﻭﺣﻔﻆ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺭﻫﺎ ﻭﺣﻔﻆ ﺩﺍﺭﻫﺎ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﺻﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺮﺻﺪ.
ﻭﻟﺠﺖ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ، ﺍﻟﻤﺴﻮﺭ ﺑﺴﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻻﺧﻀﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺯﺩﺣﺎﻡ ﻟﺘﺼﻨﻊ ﺟﺪﺍﺭﺍ ﻧﺒﺎﺗﻴﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎً ﻭﺟﻤﻴﻼً ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﺁﻣﻦ ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺮﺡ ﻟﻠﻜﻼﺏ ﺍﻟﻤﺘﺸﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻘﻄﻂ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﻋﺠﺔ ﻭﻣﻤﺮﺍً ﻟﻠﻤﺘﺠﻮﻟﻴﻦ ﻟﻴﻼً ﻣﺨﺘﺼﺮﻳﻦ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ. ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻓﺮﺣﻴﻦ، ﺧﻄﻔﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﻃﻠﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﺎﺫﺟﺔ ﻓﺮﺣﻮ ﺑﻬﺎ ﺣﺪ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ، ﻭﻋﻠﺖ ﺿﺤﻜﺎﺗﻬﺎ ﻣﻌﻬﻢ، ﺗﺤﺖ ﺳﻤﻊ ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﻤﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﻻﺓ ﺑﻔﺮﺡ ﺍﻭ ﺣﺰﻥ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ. ﻫﻮ ﺍﻳﻀﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﺮﺡ ﻭﺿﺤﻚ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺮﻙ ﻣﺒﺘﻌﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﺬﻭﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺤﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ.
ﺩﺧﻠﺖ ﻗﻄﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ، ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻴﻨﺔ، ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺣﺼﺎﺩ ﺳﻨﻴﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﺣﺼﺎﺩ ﻋﺮﻕ ﻭﺩﻣﺎﺀ ﻭﺭﻭﺡ، ﺣﺼﺎﺩﺍً ﺛﻤﻨﺎً ﻟﻠﺤﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻣﻼ ﻟﻴﺘﺎﻣﻲ ﺻﻐﺎﺭ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻓﻬﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻭﺣﻴﺪﻳﻦ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﺒﺎﺋﻦ
ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻣﻬﻢ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ.
ﺗﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻣﺤﻠﻘﻴﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻛﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺭﺣﻴﻖ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺣﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﻢ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﺮﻫﺎ، ﻟﻦ ﺍﺩﻋﻜﻢ ﺗﺸﻘﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺑﺪﺍ. ﺍﻧﺴﺪﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻟﻴﻼً ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ، ﺻﻤﺘﺎً ﻳﺠﻌﻞ ﻛﻞ ﺍﻻﺻﻮﺍﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺣﺪ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﻓﺤﻴﻨﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﺻﻮﺍﺕ ﺭﺻﺎﺹ ﺗﻤﺰﻕ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻻﺧﺮ ﻭﺍﺻﻮﺍﺕ ﻛﻼﺏ ﺗﻨﺒﺢ ﻧﺒﺎﺣﺎ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﺀ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﺌﻴﺒﺔ ﻭﻣﺤﺰﻧﺔ ﺗﺮﺳﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ، ﻛﺄﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺭﻭﺍﺡ ﺷﺮﻳﺮﺓ ﺗﺠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭﺯﺋﻴﺮ ﺳﻜﺎﺭﻯ ﻭﻋﻮﻳﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﻳﻀﺮﺑﻦ ﻭﺿﺠﻴﺞ ﻣﻮﻟﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ. ﻧﺎﻡ ﺻﻐﺎﺭﻫﺎ، ﻧﺼﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻨﻮﺍﻣﻴﺲ ﺍﺗﻘﺎﺀﺷﺮ ﺍﻟﺒﻌﻮﺽ ﻭﺣﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻔﺌﺮﺍﻥ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻘﻒ ﺍﻟﻤﺨﺮﻭﻃﻲ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻱ ﺷﺊ ﻳﺆﻛﻞ.
ﺍﻏﻠﻘﺖ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﺟﻴﺪﺃ، ﺑﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻧﻚ ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﻭﺍﻻﻟﻮﺍﺡ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺂﻛﻠﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺭﺿﺔ ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ، ﻭﺍﻧﺰﻟﻘﺖ ﻭﺳﻂ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑﻘﻠﺐ ﻭﺍﺟﻒ ﻭﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﻟﺼﻮﺹ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﺸﺔ،
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﻨﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺧﻮﻑ ﻻﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻻﻧﻬﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻳﻮﻡ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺷﺒﻪ ﺛﺮﻭﺓ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﺬﺍ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻧﺒﻼﺝ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺑﻔﺎﺭﻍ ﺍﻟﺼﺒﺮ، ﺍﻃﻔﺄﺕ ﻣﺼﺒﺎﺣﻬﺎ ﺍﻟﻴﺪﻭﻱ، ﻭﻧﺎﻣﺖ ﻋﻴﻨﺎً ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻭﻋﻴﻨﺎً ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ.
ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﻤﻌﺖ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺬﺕ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻭﺗﻘﺘﺮﺏ، ﺍﺯﺍﺣﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻻﺑﺪ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺟﻒ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻃﺮﻗﺎً ﺧﻔﻴﻔﺎً
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ، ﺗﺴﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺨﻔﺔ ﺗﺴﺘﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ، ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻔﺮ ﻳﻬﻤﺴﻮﻥ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﺪﻫﺎ ﺍﺫﻧﺎﻫﺎ، ﻓﻄﺮﻗﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺸﺪﺓ، ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻣﺮﻋﻮﺑﻴﻦ ﺻﺎﺭﺧﻴﻦ، ﻫﺪﺃﺗﻬﻢ ﺍﻻﻡ ﺑﺤﻀﻨﻬﺎ ﻭﺍﻣﺮﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺑﺎﺻﺮﺍﺭ ﻭﺷﺮ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﺣﺪﻫﻢ:
- ﺍﻓﺘﺤﻲ ﻭﺇﻻ ﺍﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻭﺍﻃﻔﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺎﺏ.
ﻗﻔﺰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻣﻌﺎً ﻓﺨﺮﺝ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻭﻣﺮﺗﺠﻔﺎً :
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺍﻓﺘﺤﻲ ﻭﺳﺘﻌﺮﻳﻔﻴﻦ ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ ؟
ﻓﺠﺄﺓ ﺳﻤﻌﺖ ﺩﻭﻱ ﻃﻠﻘﺔ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﺻﺮﺧﺖ ﻭﺻﺮﺥ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﻋﺐ ﻣﻦ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻧﺎﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺍﺣﺪ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻃﻼﻕ ﻋﻴﺎﺭ ﻧﺎﺭﻱ، ﻓﻤﻮﺕ ﺍﺭﻣﻠﺔ ﻭﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ
ﺍﻟﺤﻲ ﻛﻠﻪ ﻻﻥ ﺑﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﺍﻱ ﺍﺣﺪ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻟﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﺣﺪ ﺍﻱ ﺍﺣﺪ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻧﺪﺍﺀ ﺟﺎﺭﻩ، ﻭﺑﺘﻜﺘﻴﻚ ﺧﺒﻴﺮ ﻋﺎﻳﺶ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﺭﺻﺖ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﺭﻗﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﺍﻣﺮﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺪﺙ، ﻭﺯﺣﻔﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻭﻓﺘﺤﺘﻪ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺻﺘﺪﻣﺖ ﺑﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺘﻞ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﺳﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﺑﺄﻣﻮﻣﺘﻬﺎ، ﺍﻻﻣﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻣﻬﻤﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ. ﺍﻣﺴﻜﻬﺎ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﻼﺑﻴﺒﻬﺎ، ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ، ﻭﺇﻻ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﻭﻳﺒﻴﺪﻭﻥ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﻗﺎﻟﺖ : ﺳﻮﻑ ﺍﺣﻀﺮ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺮﻭﻋﻮﺍ ﺍﻃﻔﺎﻟﻲ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺣﺪﻫﻢ: ﻟﻦ ﻧﺮﻭﻋﻬﻢ ﺳﻮﻑ ﻧﻘﺘﻠﻬﻢ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﻝ. ﻭﺍﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ، ﺩﺧﻠﺖ ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ، ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺼﻤﺖ، ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺸﺘﻌﻞ ﻏﻀﺒﺎ ﻟﻴﺘﻬﺎ ﺗﻤﺰﻕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺑﺎﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺫﻟﻚ، ﺍﻭ ﻓﻘﻂ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺳﻼﺡ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﻻﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﻘﺬ، ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺧﺖ ﻭﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﺢ ﺻﻮﺗﻬﻢ، ﻭﺩﻭﻯ ﺻﻮﺕ
ﺭﺻﺎﺹ ﻳﻄﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻻ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ. ﺍﻗﺘﻠﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﺰﻗﻬﺎ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﺑﻘﻮﺓ، ﻭﺍﺧﺮﺟﻮﺍ ﺣﺼﺎﺩ ﺳﻨﻴﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﺣﺼﺎﺩ ﻋﺮﻗﻪ ﻭﺩﻣﺎﺋﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﺣﺼﺎﺩ ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﺎ ﻭﺣﻨﻴﻨﻬﺎ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ. ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﻴﻦ ﺑﺪﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﺻﺮﺍﺥ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺸﺮﺍً، ﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﺗﺠﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﺍﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ، ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻄﻘﺖ ﺍﺻﻐﺮ ﻃﻔﻼﺗﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ: ﺍﻣﻲ ﺍﻧﺎ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﺟﺪﺍً.
ﺗﺮﻛﺖ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺗﻰ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻟﻴﺘﻌﺮﻓﻮﺍ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺮ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺌﻠﺘﻬﻢ، ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺟﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻏﻀﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻮﺭﺱ ﺿﺪﻫﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻳﺠﻠﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺎﺳﺮﻉ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺗﺒﻴﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ.. ﻻ ﻟﺘﻠﺤﻖ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﺱ.. ﻭﻻ ﻟﺘﺸﺘﺮﻱ ﻣﺆﻧﺎً ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺸﻬﺮ.. ﻭﻻ ﻟﺘﺸﺘﺮﻱ ﺑﻮﺩﺍ )ﺩﺭﺍﺟﺔ ﺑﺨﺎﺭﻳﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ( ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺗﻘﻴﻬﺎ ﻭﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺷﺮ ﻣﺪ ﺍﻻﻳﺪﻱ ﻟﻠﻨﺎﺱ.. ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻟﺘﺸﺘﺮﻱ ﺳﻼﺣﺎ ﻟﺘﺪﺍﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻭﺍﻭﻻﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻭﻇﺎﻟﻤﺔ.
  • Like
التفاعلات: علي صلاح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى