قصي الخفاجي - قصيدة..

(1)

تعال اليّ أيّها الخنزير التعيس
لأنكَ ليليُّ
وشبيهي
انتزعتك المرآة من بياض
الحلم
الى الضحكة العنيدة
هذه المرة سأدفنك في
غابة الشعر
وألصق بخدك كل شهوات
الانثى الخالدة

(2)

علّمني فان كوخ أن أمجّد فضاء
اللون الأصفر
ولم أتعلم منه خرائط الجنون
حتى الدموع التي دفنتها
في حزمة السلال
ستبيح لعينيّ الرحيل
الى نبعٍ
لاأراه
إلا في القصائد

(3)

لكي نبيحِ لجيوش القدر
أن تسافر
مع العلامات ، والهواجس ، والظنون
لكي نعدم العذوبة فيكِ
أيتها اللعبة
المريرة ، المخضبة بدموع
العين الخاسرة

(4)
عاصفة اللقاح الطائشة
في مثلث ، اللغة ، وفي علامات القوة
القادمة
من روح الأنهار ، والحياة الممعنة
بلون الصرخة
هكذا سنعبر الأفق إلى
الجثة
الناشبة مخالبها في كتلة
الطين الرث

(5)

صورة الطفل الضال
في الذاكرة الشائخة
مشطورةٌ عبر النظرة
الخاطفة
هذه الصورة سألصقها على
السروال القصير
ثم أغفو في برية قريبة

(6)

لعلّني أقبل الوردة
وأنتَ
أيها الصوت المبحوح
دون سخريةٍ
لكي أصافح الماضي بيدي
سأنفي المعنى
عن قرى الله الخالية
من روح الانسان

(7)

أتممتُ الصرخةَ
ووضعتُ
الخرافة على الطبق
يا قواي التي ألملمها
في
عينٍ مُغرقةٍ بالتلصصِ
على
عش الحمامة الزرقاء

(8)
قميصٌ يلوّحُ في الهواءِ
للقبلة
الشبيهة بالثمرة ..
تلك القبلة
مغلّفةٌ بالحشمةِ ، وبالسواد
الكثيف
وضجيج السواقي

(9)

في ذلك الطيش الطاحن الأصم
وفي الحنايا البيضاء
والتقرب الى فضيلة زائفة ،
وفي النعش
الذي يحطً عليه غراب
مهاجر
يعبّد لنا الطريق، عبر زعيقٍ
محموم
وبالروائح المسيّجة بالوجود
وبالاحساس الصغير الناعم
وتلك الفتنة
المنفية من حدائق الجمال

(10)

إنها لذاكرة هادمة؟ بأن نذهب كلنا ، حيارى
إلى مقبرة مقفرة
وفي أكفنا الحمائم صفراء
نرسلها إلى عين
بازغة
تنبت نظرتها في
الحدس المطلق



قصي الخفاجي
الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 17:36

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى